حياة خاصة يعيشها عمال مزارع الدواجن بـ"كفر الشيخ"
كفرالشيخ - محمود فكري
على كنبة صغيرة، في غرفة بالطوب الأبيض ضيقة، عليها طبقة خفيفة من الأسمنت، يحفهم من كل جانب أصوات الدجاج، وبجوارهم موقد غاز صغير لتحضير ما يحتجونه من الطعام والمشروبات الساخنة، يجلس عمال مزرعة الدواجن، بعد الانتهاء من تلبية كل متطلبات الدواجن من أعلاف، ودواء، وغيرها، لأخذ قسطاً خفيفاً من الراحة، لمعاودة عملهم مرة أخرى على مدار الساعة.
وعلى أصوات الكتاكيت في أعمارها المختلفة ومعدات التدفئة، وشفاطات الهواء الموجودة بالمزرعة، ينام بعض هؤلاء العمال داخل تلك الغرفة الصغيرة المحكمة، لترتاح أجسادهم من عناء العمل الشاق، والبعض الأخر يجلس يقظ العين ليقوموا بعلف الكتاكيت في المواعيد المحددة، ووضع الماء لهم، بالإضافة إلي مراقبة نسبة درجة الحرارة المطلوبة من خلال جهاز " الترمومتر " الموجود بالمزرعة حتى لا تزيد أو تقل عن معدلها الطبيعي وتؤثر بالسلب علي الدواجن الموجودة بالزرعة.
" دورة تربية الدواجن بالمزرعة تستغرق من 35 إلي 40 يوم، وتختلف أعداد العمال باختلاف أعداد الدواجن الموجودة بها "بهذه الكلمات بدأ عبدالفتاح فتحي أبوشعيشع، أحد عمال المزارع بكفر الشيخ حدثه لـ " بوابة روزاليوسف " مؤكدا أنه يحضر إلي المزرعة من أول يوم يقوم صاحبها بتنزيل الكتاكيت وهي عمر يوم وأحد، ومن هنا تبدء مهمتي داخل المزرعة، فأقوم بتنزيل الأعلاف من سيارة المصنع وأضعها داخل الغرفة المخصصة لها، ثم أقوم بعلف الكتاكيت، وأضع لهم الأدوية حسب تعليمات الطبيب البيطري التي يقوم بالإشراف والكشف عليهم طوال مدة الدورة.
وأضاف أبوشعيشع، أننا كعمال لم يقتصر عملنا علي وضع العلف، والماء، والدواء للدواجن فقط، ولكن نقوم بمراقبة معدات التدفئة جيداً من خلال جهاز " الترمومتر "، في العمر الصغير للكتاكيت، لأنها تحتاج في هذا العمر إلي درجة حرارة معينة لا تزيد ولا تقل عنها، حتي لا تصاب الكتاكيت بالبرد الشديد التي يدفعهم إلي الموت إن لم يتم علاجهم في أقرب وقت ممكن.
ومن جانبه قال أحمد سعد، صاحب مزرعة دواجن، أن العمر الكبير التي يتحول فيه الكتاكيت إلي دواجن والتي يبدأ من 25 يوم حتي نهاية الدورة، نقوم بإطفاء جميع معدات التدفئة وتركها، ثم نقوم بتشغيل ومراقبة معدات التهوية مثل تشغيل الشفاطات التي تقوم بتغير هواء المزرعة بالكامل، بالإضافة إلي فتح النوافذ.
وأوضح محمد خالد، أنه بعد انتهاء الدورة يقوم صاحب المزرعة ببيع الدواجن، ونحن نغادر إلي بيوتنا لمدة 5 أو 6 أيام، حتي يقوم ببيع السبلة، ورش وتعقيم المزرعة للدورة التي تليها، مؤكدا أن العامل يتقاضى من 3 ألاف إلي 4 ألاف و500 جنية في الدورة الواحدة.
وأشار خالد، إلي أن العمل داخل مزارع تربية الدواجن بكافة أنواعها يحتاج إلي حكمة، وعقل، وعين يقظة، لأن الخطأ الصغير جداً في تربية الكتاكيت مثل فتح إحدي النوافذ فقط في العمر الصغير يؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة منها، وهذا يتسبب في خسارة جثيمة لصاحب المزرعة.
























