إبراهيم جاب الله
الرسالة وصلت
في الأسبوع الماضي مع رصدي لما يحدث في مشهد الانتخابات البرلمانية، كتبت عن شهادة ميلاد جديدة للبرلمان القادم، تتم صياغة سطورها بعد قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بإعادة الماراثون في 19 دائرة، بجانب أحكام القضاء الإداري ببطلان نتائج 30 دائرة أخرى.
أول ما رصدته هو عودة قريبة لنواب خسروا في الجولة الأولى التي ألغيت، ليكون هؤلاء فرسان العمل البرلماني تحت القبة، ويتصدرهم النائب فتحي قنديل والعمدة أبو الحسن الجزار وأحمد عبد الحميد المحرزي في دوائر الصعيد المشتعلة، التي أطلقت عليها دوائر الدم والنار؛ وعاد هؤلاء بالفعل ليخوضوا جولة الإعادة بينما حسم قنديل النتيجة بأكثر من 56 ألف صوت رغم خسارته أول مرة.
كما انقلبت الأوضاع داخل بعض دوائر المرحلة الأولى التي أعيدت انتخاباتها، لتكون هناك مفاجآت بخسارة من نجحوا في الجولة الأولي بعد أن حصدوا أصوات أبرزهم إيهاب الخولي في دائرة إمبابة الذي خسر في جولة الإعادة، ليحصل على حوالي 1311 صوتًا فقط بعد أن كان في الجولة الأولى قبل إلغاء نتائج دائرته، حاصلاً على حوالي 22 ألف صوت، ولكن في هذه المرة يخرج من السباق نهائيًا وتعود نشوى الديب التي انسحبت من المعركة، لتخوض في هذه الجولة الإعادة أمام وليد المليجي.
وعلى مدار الأسابيع الماضية قبل فتح باب الترشح في الانتخابات البرلمانية، كانت الأحزاب المؤثرة في المشهد السياسي تجمع كل قواها لحصد أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب بأي وسيلة، لكنها فوجئت بتسونامي غير المشهد الانتخابي، بدأ بانسحاب كوادر هذه الأحزاب وتقديم استقالات جماعية، ثم ضربة معلم غيرت الخريطة السياسية للبرلمان القادم، بتوجيه الرئيس السيسي للهيئة الوطنية للانتخابات بمراجعة نتائج الانتخابات في الدوائر التي جرى فيها منافسة بين مرشحين فرديين.
بالتأكيد توجيه الرئيس كان الحصن المنيع للمواطن والناخب بل أعطي رئة وانطلاقة للحياة السياسية تتنفس منها، ومنح وجوه جديدة الفرصة لتعود من باب العمل الحقيقي في الشارع.
النتائج جاءت لتؤكد أن رسالة الرئيس وصلت والتغييرات ستكون كبيرة نلخصها في 10 نقاط :
1- كل مؤسسات الدولة كلها ليست بعيدة عن خطوات الإصلاح التي تحدث عنها الرئيس ببناء جيل جديد داخل المؤسسات بمعايير عادلة.
2- من يخطئ سوف يحاسب.
3- التواجد على الأرض هو الحاسم ولن تكون هناك حسابات أخرى.
4- تغييرات كبيرة سوف تشهدها الأحزاب الفترة المقبلة.
5- الخريطة السياسية تغيرت بالفعل داخل البرلمان القادم.
6- مجلس النواب القادم سيشهد تكرارًا لنماذج برلمانية قوية أمثال مصطفى مرعي وفارس المعارضة علوي حافظ وكمال أحمد وأبو العز الحريري والبدري فرغلي وغيرهم من نجوم البرلمان.
7- ستعود الأدوات الرقابية بقوة تحت القبة لحساب الحكومة حسابًا عسيرًا باستخدام طلبات الإحاطة والاستجواب وغيرها من الأدوات التي غابت عن البرلمان السابق وغيره سنوات، وهذه الأدوات تصب في مصلحة الجميع وتفعل دور المؤسسات الرقابية والتشريعية.
8- الاجتماعات والجلسات العامة بمجلس النواب القادم ستكون ساخنة ولم يعد هناك مكان للموافقة فقط دون نقاش جاد.
9- المستقلون عادوا للتأثير في المشهد وسيكونون أعمدة برلمانية تحت القبة.
10- المفاجآت مستمرة حتى نهاية الماراثون الانتخابي والمزاج العام للناخب تغير بعد توجيه الرئيس.
ويبقي في النهاية التأكيد على أن رسالة الرئيس وصلت والقوى السياسية عليها أن تبحث عن مسار جديد يحقق أهدافها بعيدًا عن أساليبها الحالية.. وإنا لمنتظرون.























