عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
في ذكرى رحيل "صوت مكة"​

في ذكرى رحيل "صوت مكة"​

مع حلول ٣٠ نوفمبر الحالي يمر  32 عاما على وفاة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو كما عرف باسم صوت مكة، يتذكر كثير من عشاق سماع القرآن الكريم ذلك الصوت القوي الذي تهتز له القلوب عند قراءته لآيات الذكر الحكيم، وشخصيا ينتابني حالة من الرهبة عند سماع تلاوة الشيخ عبد الباسط لسورة الرحمن  حيث تستشعر في صوته تعبيرا بالروح عن عظمة آيات تلك السورة الكريمة ورهبة حديث المولى فيها لعباده.



 

وللقبه بصوت مكة قصة، حيث كانت أول زيارة للشيخ عبد الباسط خارج مصر بعد التحاقهِ بالإذاعة عام 1952 إلى المملكة  السعودية لأداء فريضة الحج ومعهُ والده. واعتبر السعوديون هذه الزيارة مهيأة من قبل الله فهي فرصة يجب أن تجنى منها الثمار، فطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة، فلم يتردد الشيخ عبد الباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التي سجلت بالحرم المكي وحرم المسجد النبوي الشريف، (لقب بعدها بصوت مكة).

 

ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي زار فيها السعودية وإنما تعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام.    

 

والشيخ عبد الباسط لم يكن مجرد قارئ للقرآن فحسب بل كان خير من يمثل قاريء القرآن الكريم فكان  حريصا على هيئته أنيقا في مظهره  الأمر الذي جعل البعض ينظر إليه على أنه ينافس  في أناقته الفنانين العالميين، وكل هذا كي  تكون صورة قارئ القرآن أمام الناس كبيرة وليست صورة القارئ الفقير الذي يستحق صدقة.

 

والباحث في حياة الشيخ عبد الباسط يرى أنه نموذج مثالي لا بد أن يكون عليه قراء القرآن الكريم، حيث تودد إليه كبار القادة والزعماء، واعتزوا به، وبسماع صوته في مختلف المناسبات حتى ان ملك المغرب محمد الخامس عرض عليه ان يحصل على الجنسية المغربية ليظل بالمغرب معه لكن الشيخ رفض.

 

إننا في ذكرى الشيخ عبد الباسط علينا أن نفتخر بقرائنا الكبار الذين جعلوا من قراءتهم كنزا من كنوز مصر التي لا يزال وسيظل العالم كله  يعتز بها بل ويعمل على نشر طريقتهم في قراءة كلام الله تعالى.

 

والغريب أن ذكرى قراء القرآن الكريم  أمثال الشيخ عبد الباسط والشيخ المنشاوي ، والشيخ الشيشاعي ، والشيخ شيعشع لا يتم الاهتمام بها على نطاق واسع إلا من خلال إذاعة القرآن الكريم وبصورة لا تجعل سيرتهم الكاملة  محفورة في أذهان الناس.

 

وكلمة حق .. إن احياء تراثنا القرآني  لهو دليل على عظمة القارئ المصري للقرآن الكريم، وإن مصر ستظل هي بلد قراء القرآن في العالم بفضل اصوات قرائها العظماء.. وعلينا ان نظل فخورين بتلك الأصوات التي وهبهاالله تعالى لهذا  البلد، وأن ننشر سيرتهم العطرة بين الناس.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز