الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بسام عبدالسميع يشارك بـ”صرخة 2020” و”مسافر في زمن المنع” في معرض الشارقة

بسام عبد السميع
بسام عبد السميع

افتتح معرض الشارقة الدولي للكتاب 2020، مساء اليوم برنامج تواقيع الكتب للدورة الحالية من المعرض بعدد من الإصدارات في مقدمتها روايتي “مسافر في زمن المنع” و”صرخة 2020”  للكاتب الصحفي بسام عبد السميع.

 

ويقام المعرض خلال الفترة من 4 وحتى 14 نوفمبر الجاري بإكسبو الشارقة، تحت شعار “العالم يقرأ من الشارقة “.

 

وتشكل الروايتان الصورة الكاملة لمشاهد من أحداث العام 2020، حيث قدم الكاتب في روايته الأولى تسجيل لتجربته خلال فترة حظر الحركة والتوقف عن السفر، عبر 10 محطات تنقل فيها بين الماضي والحاضر تضمنت أيام المحنة، وشيء ما سيحدث، ومن سيأتي أولا والسير مع العباقرة والسفر مع جمال حمدان والمقريزي وابن عربي وابن الأثير.

 

ويصف الكاتب معايشته للحياة خلال الموجة الأولى من كورونا قائلاً: “فاضتْ الأيامُ بقصص وأحداث إنسانية مُرَوعة بلغت في حدتها الخوفُ من الموتى بعد رحليهم، وتبوأ الأقربون المركز الأول في الخوف من موتاهم بواقع فاق الخيال، وتحولتْ فكرةُ العودة إلى ألوان من الحياة الماضية أقصى أمنيات المستقبل، وغابتْ كلُ الطموحات وصار مجرد العيش بعيداً عن الجائحةِ أعلى درجات الأماني والتطلعات !!.

 

وأضاف الكاتب أن عام 2020، صار نقطة تحول في تاريخ البشرية لما يسجله من أحداث عظمى وتغيرات هائلة، سواء على صعيد الأنظمة السياسية أو الاقتصادية فدولٌ ستصعدُ وأخرى ستتوارى وثالثة ستنضم إلى أخواتها لتضمن البقاء ولا استثناء لأحد، فقد ولى زمن الاستثناء.

 

كما أسقطت “كورونا”مزاعم السيطرة على الفضاء والأرض والبحار والنووي والمعلوم وغير المعلوم، وما إلى ذلك من الموبقات التي ألفناها ورددناها واعتقدنا صحتها، فها هي “كورونا” أضعف المخلوقات وليست كائناً حياً- أقل من الخلية ولا تُرى بالعين المجردة- أعربتْ عن وجودها فاختفى كل شيء، فلا نووي ولا ذري ولا أنا ولا أنت.. فالكل فقد وعيه وأصابه الشلل. ويتناول المؤلف في روايتهه الثانية “ صرخة 2020 ، أحداث العالم عبر 10 محطات أيضا شملت : لحظة حساب، والجائحة القادمة، ولماذا تم الإغلاق، والصرخة الأخيرة، وتغير التسلية إلى حياة، وانفجار بيروت، والصدمة والتحول، والانتخابات الأمريكية، والفرضيات الضائعة، وشهادة على واقع الإعلام.     

 

ويقول الكاتب: ”إن العام 2020، تعانقت فصوله بأيامه، واختلط ليله بنهاره، وتزاوج فرحه بألمه، فسطر العذاب، وغيب السكينة، ووهب الفزع، ولم ينمو طبيعياً فأعمى الأبصار بالإبهار، وفقدنا معرفة الليل من النهار، وصار اليوم كالساعة، والشهر كالليلة، والعام هو الزمن كله.. ماضيه وحاضره ومستقبله”.

 

وتابع :” إنها حال لم تكتبها أنامل خيال، ولكنه واقع تجاوز المحال ولم يخطر ببال.. إنه المولود الذي تحدد عمره ويومه وساعته، كما تحدد موعد رحيله، لكننا لا ندرى ماذا يبقي في رحلته قبل أن يغادرنا؟.. إنه العام 2020 .

 

ويستعرض المؤلف في كتابه "صرخة 2020”، ملامح ومشاهد من أحداث العام  عبر 10 قائلة: ”مضى الشهر الأول وبدأ كثيرون من الأسرة البشرية يسمعون صراخ المولود، الذي نما بصورة مذهلة فاقت الذكاء الاصطناعي وسرعة الصوت!.”  وجاء فبراير، فاعتقدنا أنها صرخة مولود تعرض لولادة قيصرية، وما إن قارب المولود 25% من عمره المعدود، أغلق الجميع قصوره وأبوابه وطرقاته وتحول النهار إلى ليل من أزمان الرعب، وأعلن الجميع أسفه وندمه على غفلته، ليتحرك المولود الذي صار عملاقاً بخطوات كأنها الريح فاهتزت له الأرض.

 

وتساءل الكاتب قائلاً: ”هل فهمنا صراخ 2020؟! .. وهل وعينا رسالته، أم لا نزال نفقه الأشياء على رغباتنا ؟!!.. فهل يصرخ القاتل وهل نستمع له، وهل ننصت ؟، وأضاف الكاتب الصحفي بسام عبد السميع: لم أستكمل تساؤلاتي حتى فاجأني صوت من أعماقي قائلاً: ألم نصرخ من العام 2020 ؟! ونحن الذين نسارع في القتل لبعضنا البعض .. ألم نتألم ونرتعد من الفيروس "كورونا" ونحن الذين صنعنا آلات التدمير وفيروسات الإهلاك ؟ .

 

وقال: ”إنها مفارقة عجيبة أن يصرخ القاتل فمن يفسر الواقع من مفسري الأحلام والمنام، فقد توفرت الصور والإشارات والدلالات والضحايا والإصابات”!!، وأوضح أنه مع انقضاء 75 % من رحلته المقررة سلفاً وعودة حركته المتسارعة لورقته الرابحة "كورونا" نسير بين الرجاء والخوف، وبين الانكماش والاندفاع، لترتسم على شفاهنا حروف العبارات التي تسكن القلوب في مشهد يشابه لحظات الغروب مرددين: هل سيستكمل 2020 عجائبه فيصحب معه الوباء لنودعه سعداء رغم إيلامه لنا جميعاً أم سيلتزم طبيعة متغيراته وتناقضاته في رسالة لنا بضرورة الالتزام، أم سيستمر على حاله غير المعلوم وغير المتوقع؟.

 

ولفت الكاتب الصحفي بسام عبد السميع إلى أنه رغم محدودية أجل العام 2020، إلا أن أحداثه جعلته حالة خاصة في تاريخ الأزمان والأعوام، فصارت كل لحظة فترة زمنية كاملة، وجاءت أيامه مدوية وسريعة فأصابت الجميع بالشلل التام، وكأنه العاصفة، التي تحدث أمواجاً تحقق فيضاناً من الموت وهديراً من الألم، لنرقب العاصفة التالية بعد هدوء مخيف.

 

ويعد الكاتب الصحفي بسام عبد السميع حالة استثنائية في الكتابة الأدبية، حيث أصدر ستة كتب خلال العام الجاري ، وكانت أولى إصدارته كتاب : "رسالة النيل إلى السيسي”، والذي تناول قضية سد النهضة ومشروع المؤامرة على مصر عبر حجز مياه النيل، وأن الخيار الوحيد للتعامل مع هذه الأزمة هو إنهاء وجود السد ومنع إنشاء أية سدود على مجرى النيل .  

 

واستكمل استعراض المؤامرة على مصر عبر كتابه الثاني الصادر بعنوان “أوقفوا هذا الرجل - شفرة المؤامرة على مصر”، والذي تناول فيه دور منظمات المجتمع المدني في صناعة الفوضى، وأدوار ومهام الدول المشاركة في مخطط التآمر على مصر، وكذلك رحيل عمر البشير، وتوقف انتقال الإخوان من تركيا إلى السودان .

 

كما قدم أول كتاب عن موسم"الحج الاستثنائي” للعام 2020 ، مستعرضاً جهود المملكة العربية السعودية في إقامة شعائر الحج رغم الجائحة “كورونا”.

 

كما أصدر كتابه الثاني من السير الذاتية بعنوان "رحلتي مع النووي”، والذي تناول فيه تجربته الصحفيه لمدة 13 عاماً في ميدان الطاقة النووية السلمية عبر مشروع براكة أول مشروع عربي لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية السليمة . وشغل الكاتب الصحفي بسام عبد السميع منصب رئيس تحرير لعدد من الصحف المصرية خلال الفترة من 1998 وحتى العام 2005، منها : صحيفة "المصير"، وصحيفة "حديث الأمة"، كما حاز الكاتب عدة جوائز صحفية منها : جائزة الإبداع الصحفي بدبي لعام 2006، وجائزة الصحافة العربية لعام 2017.

تم نسخ الرابط