عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر والمشتقات البترولية

مصر والمشتقات البترولية

الكتابات والنقوش على جدران معابد الفراعنة توضح أن المصريين استخدموا الزيت الخام كوقود للإضاءة في المصباح الزيتي، وبالتالي فصناعة البترول في مصر لها جذور تاريخية.



كما أن مصر من أوائل الدول التي عرفت مصافي وتكرير البترول، وهي أول دولة عربية أنشأت مصفاة للتكرير في عام 1911، وتم تشغيلها في العام 1913. والأمس وبشهادة إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: "مصر تمتلك أكبر طاقة لتكرير النفط بإفريقيا".

واليوم مصر توطن صناعة التكرير تحقيقاً لأستراتيجة 2030 والتي تهدف الى زيادة طاقة التكرير ورفع كفاءة المصافي، فإذا أضفنا الى ماسبق مجمع مسطرد للتكسير الهيدروجيني هذا الصرح الكبير من صروح التكرير في العالم  الذي صمم ونفذ بأيادي مصرية بالتعاون مع بعض الخبرات من اليابان  وكوريا لأزدادت سعادتنا بأبنائنا وبشركاتنا التي نفذت هذا الكيان الهام.

ومن ضمن الشركات الوطنية التي شاركت في التنفيذ شركة “إنبى” وشركة المشروعات البترولية “بتروجت”، بالإضافة إلى العديد من شركات القطاع الخاص، وكانت النتيجة هي تعظيم المكون المحلي للمشروعات البترولية.

باستثمارات تصل إلى 3.4 مليار دولار، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 4.7 مليون طن سنوياً من المنتجات البترولية عالية القيمة، وبشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، افتتح الرئيس السيسي مجمع للتكسير الهيدروجيني بمسطرد.

يعد مجمع مسطرد إحدى ثمار التنمية الأقتصادية التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة. هذا المجمع سيساعد على تأمين امدادات السوق المحلى من المنتجات البترولية عالية الجودة من الزيوت والسولار والبنزين وبعض المشتقات الأخرى.

وبما يساعد على تقليص كميات الأستيراد، وتوفير العملة الأجنبية، وأيجاد مزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة بالأضافة إلى تخفيف العبء عن كاهل الموازنة العامة للدولة.

المتتبع لواردات مصر من النفط والغاز يلحظ أن واردات مصر من المنتجات البترولية خلال العام 2019  أنخفضت الى 9.4 مليون برميل مقابل 12.3 مليون برميل في عام 2018م، بوفورات أيجابية تعادل 24%، ويرجع ذلك الى استراتيجية وزارة البترول التي تتجه نحو تحول استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من المنتجات البترولية، وذلك بعد ان حققت مصر فائض من انتاج الغاز يتم تصديرة منذ عام 2018م. ليس هذا فحسب بل التوسع في مجال انتاج الطاقة النظيفة “صديقة البيئة” من الرياح والشمس. هذا وتتجه مصر إلى الأكتفاء الذاتي من المشتقات البترولية خلال العام 2022.

لم يكن يتحقق ذلك بدون تعيين وترسيم الحدود المائية والبرية مع جيراننا، وأيضاَ الأستقرار السياسي والأجتماعي الذي تشهدة مصر، بالإضافة إلى تصحيح التشريعات الجاذبة للأستثمار، وتحقيق أصلاحات أقتصادية كان على اثرها وجود سعر واحد للعملات الأجنبية، ناهيك عن توفر الطاقة والعمالة الماهرة والمدربة، ويسبق ويتوازي مع ذلك بنية تحتية حديثة.

ويبقى الأمل .. في مزيد من الاستقرار لجذب مزيد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية في مجال الغاز والنفط ومشتقاته، لتصبح مصر مركزاً للغاز والمشتقات البترولية ولاعب ومؤثر هام فى تدفق تجارة الطاقة العالمية، وبما يوجد مزيد من فرص العمل لأبنائنا الراغبين فيه والقادرين علية.

 

 خبير اقتصادي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز