”والده جامع قمامة“ ذنبه الوحيد.. قصة طفل تنمر عليه 3 أطفال وقتلوه حرقًا
المنوفية- منال حسين
شهر كامل، 30 يومًا، داخل مستشفى الجامعة بشبين الكوم بمحافظة المنوفية، يصرخ من الآلام المبرحة نتيجة حرقه بزجاجة بنزين وإشعال النيران في جسده النحيل، كان ذنبه الوحيد أنه ”ابن الزبال“، جامع القمامة، لم يرحموا صغر سنه، ظلوا يعايرونه بمهنة والده، بالرغم من حداثة سنهم أيضًا إلا أن خصال الشر نبتت داخلهم قبل الأوان، ليرتكبوا جريمة قتل مكتملة الأركان، بعد وفاة الطفل المسكين أمس داخل غرفته بمستشفى الجامعة عقب توقف عضلة القلب.
كانت البداية قبل شهر من الآن عندما قام مجموعة من الأطفال بمعايرة الطفل محمد أحمد عبد العظيم، 9 سنوات، من مركز السادات بمحافظة المنوفية، بمهنة والده العامل بجمع القمامة والأكياس البلاستيكية، ليعرب الطفل الضحية عن استنكاره من أسلوبهم، ويقول لهم إن مثل هذه التصرفات لا تخرج من أبناء حصلوا على قدر كبير من التربية، فكان جزاؤه أن قاموا الثلاثة شياطين بوضع زجاجة ممتلئة بالبنزين بجوار المنزل كرسالة للطفل الضحية، فقام والده الذي لم يكن يعلم عن الأمر شيئا بإرساله ليلقي بالزجاجة بعيدًا، خرج الطفل ولم يعد فأرسل الوالد شقيقته لتدبر أمره ولماذا للغياب، لتعود وهي تصرخ بعلو الصوت ”الحق يا بابا أخويا بيولع“.
هرع الوالد والشقيقات للولد ليجدوه يصرخ والنيران مشتعلة به، حاولوا جاهدين إطفاءه والذهاب به إلى مستشفى السادات المركزي، الذي قام بتحويله لقسم الحروق بمستشفى شبين الكوم الجامعي، وإبلاغ مركز شرطة السادات وتحرير محضر بالواقعة.
قام الفريق الطبي بمستشفى الجامعة بعمل الإجراءات اللازمة لإنقاذ حياة الطفل الذي ظل يردد طيلة تواجده في الغرفة الخاصة به ”عاوز حقي، متسبوش حقي، هاتولي حقي“ وكأنه كان يشعر بأن نهايته ستكون في هذه الغرفة وعلى هذا السرير، وأنه لن يرى النور والحياة مرة أخرى ليتمكن من الانتقام واسترداد حقه في الحياة التي حرمها منه 3 شياطين من أبناء إبليس.
وصلت نسبة الحروق في جسد الصحية لـ80٪، وخضع لـ10 عمليات جراحية ما بين ترقيع للجلد وتنظيف وكحت، إلا أن كل هذه المحاولات لم تنجح في إنقاذه من الهلاك، حتى توقفت عضلة القلب أمس ليلقى ربه، ويترك رسالة للبشرية بضرورة إعادة النظر في تربية الأبناء والعودة للأخلاق والتربية الحميدة وعدم الانتقاص من الغير.