عاجل
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

صالح سليم.. المايسترو الذي رسخ عقيدة "الأهلي فوق الجميع"

المايسترو صالح سليم
المايسترو صالح سليم

ولد صالح سليم في 11 سبتمبر عام 1930 في حي الدقي، بمحافظة الجيزة، ووالده هو الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر، ووالدته هي السيدة زين الشرف، التي كان والدها من أشراف مكة المكرمة قبل انتقاله للعيش في تركيا ومنها إلى مصر.



 

تعرف والد سليم على والدته عندما كان يجري لها عملية جراحية، خلال إقامتها مع عائلتها في مصر وتزوجها وأنجبا  ثلاثة ذكور كان صالح هو الأكبر، ومن بعده عبد الوهاب وطارق.

عشق صالح سليم رياضة كرة القدم منذ نعومة أظافره، فكان دائما ما يمارس هوايته مع أطفال حيه في الدقي بالجيزة.

وقد انضم لفريق مدرسة الأورمان الإعدادية، ثم منتخب المدارس الثانوية أثناء دراسته بالمدرسة السعدية، ثم التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944، بعد أن اكتشفه الأستاذ حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي.

 

بدايته

التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944 وانتقل في نفس العام لصفوف الفريق الأول، حيث لعب بالفريق الأول حتى عام 1963 قبل أن يترك النادي للاحتراف في فريق جراتس بالنمسا، ثم عودته مرة أخرى للنادي الأهلي وإكمال مسيرة نجاحه حتى عام 1967 حيث قرر اعتزال لعب كرة القدم. لعب صالح سليم أول مباراة له ضد نادي المصري عام 1948 وانتهى اللقاء بفوز النادي الأهلي بثلاثة أهداف نظيفة، ولعب صالح سليم في الجناح الأيسر.

 

لم تتوقف مسيرة صالح سليم بالاعتزال، حيث عمل بالنادي كمدير للكرة عام 1971 حتى عام 1972 حين قرر خوض انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بعد انتخابه لعضوية مجلس الإدارة، وحصل على نسبة 45% من الأصوات بفارق ضئيل عن رئيس النادي الفريق أول عبد المحسن كامل مرتجي.

 

لم ييأس صالح سليم، بل خاض الانتخابات للمرة الثانية في عام 1980 واستطاع الفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، وقد سانده نجوم النادي الأهلي في ذلك الوقت مثل محمود الخطيب، مصطفى يونس، ثابت البطل، مجدي عبد الغني والكثير من أعضاء النادي الذين زاد عددهم بصورة كبيرة.

 

استمر صالح سليم في رئاسة النادي الأهلي حتى عام 1988 حين قرر الابتعاد عن الساحة وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة، إلا أنه لسوء نتائج النادي الأهلي كان من اللازم عودة صالح سليم لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادي الأهلي وكان ذلك في العام 1990، لاسيما وأنه شهد له الفضل في تحقيق أغلب بطولات النادي، خلال فترة تواجده به. قاد صالح سليم الأهلي حتى عام 1992، وجرت الانتخابات أعوام 1996 و2000 واستطاع صالح سليم باسمه وإنجازاته إحلال الاستقرار داخل النادي الأهلي.

فبشعاره المعروف (الأهلي فوق الجميع) ومقولته الشهيرة: (الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه)، حاز صالح سليم احترام ومحبة مشجعي ومتابعي الكرة في مصر، وليس مشجعي النادي الأهلي فقط، بإخلاصه وحبه للنادي الأهلي وعطائه الذي استمر حتى وفاته عام 2002.

 

إنجازات وألقاب

 

كان صالح سليم دائماً من ضمن القائمة الأساسية للنادي الأهلي والمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967. استطاع صالح سليم أن يحقق مع النادي الأهلي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها صالح منذ بداية الدوري المصري لكرة القدم عام 1948، كذلك حقق مع النادي الأهلي بطولة كأس مصر 8 مرات، كما أحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961. على المستوى الدولي انضم صالح سليم إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الإفريقية عام 1959 ب القاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية ب روما عام 1960.

 

 

سجل صالح سليم 101 هدف في حياته الكروية، منهم 9 أهداف سجلها، خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و 92 هدفاً أحرزهم مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس.

 

حقق صالح سليم إنجازاً شخصياً كونه اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف، كما أن لصالح سليم انجازين شخصيين آخرين هما أكبر عدد من البطولات يحرزها نادي في عهد رئيس واحد وهو 53 بطولة، وإحرازه هو وجيله من اللاعبين الدوري 9 مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن.

تاريخه الفني

شعبية صالح سليم كانت هي السبيل لجذبه للمجال الفني والسينمائي، وشارك في عدة أفلام سينمائية منها فيلم السبع بنات، وفيلم الشموع السوداء أمام الفنانة نجاة الصغيرة، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة.

جدير بالذكر، أن صالح سليم تلقى الكثير من العروض من قبل أصدقائه الممثلين والمخرجين للقيام بتمثيل أدوار أخرى في السينما، لكنه رفض كل العروض التي قدمت له بهذا الخصوص مؤكداً أنه "غير ناجح" على الصعيد الفني.

مرض ووفاة صالح سليم

 

بدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام 1998، عندما كان صالح يقوم بفحوصاته الدورية التي يجريها كل 6 أشهر لدى طبيبه. التزم صالح سليم بالعلاج الذي اقترحه أطباؤه، وكان يداوم على زيارة لندن لمتابعة حالته الصحية والوقوف على تطوراتها، إلا أنه لم يفصح للرأي العام عن سبب زياراته المتكررة للندن وعن خروجه المتكرر إلى خارج البلاد.

هذه التساؤلات التي دائماً ما كان يجيب عنها صالح بأنه "يسأم من تواجده لفترة طويلة في القاهرة"، أدت إلى اتهام صالح بالإهمال في إدارة النادي الأهلي المصري.

مجدداً لم يفقد صالح ثباته وعزيمته في مواجهة المرض، ولم ييأس، حين وجهت له تهم الإهمال، بل فضل عدم الإفصاح عن مرضه للرأي العام لاعتقاده أن مرضه "شيء يخصه وحده".

من جهة أخرى، ازدادت حالة صالح سليم الصحية سوءاً، فانتشرت الخلايا السرطانية إلى خارج الكبد، وانتقلت إلى الأمعاء، فاضطر الأطباء إلى إجراء عملية استئصال لأجزاء من الأمعاء، لكن ساءت حالة صالح الصحية ودخل في "غيبوبة متقطعة" إلى أن وافته المنية صباح يوم السادس من مايو عام 2002 عن عمر يناهز 72 عاماً، وشيع جثمانه مئات الآلاف من المصريين.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز