الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

طيلة حياتي التقيت المهندس كامل الوزير مرة واحدة، أثناء زيارتي قناة السويس الجديدة في الأيام الأولى لحفرها، وكان لقاء عابرًا، حيث جاء الرجل إلينا عندما علم بوجود صحفيين وفنانين في زيارة القناة الجديدة، ودار نقاش بين الحضور واللواء كامل الوزير، الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وطلب شخص أن يعمل سائقًا متطوعًا من دون مقابل في حفر القناة.

ولم يلتفت إليه اللواء كامل الوزير، فقلت له الرجل يعرض عليك العمل من دون مقابل وأنت تتجاهله! فأمسك يد الشخص الراغب في التطوع سائقًا وقال: شغلوه. هنا اعترض المتطوع بأنه يريد أن يعمل يومين، لأنه موظف في شركة بتروجت للبترول ويرغب أن يعمل من دون مقابل في القناة خلال يومي راحته بالشركة.

المهندس كامل الوزير وقتها قال إن العمل في القناة الجديدة يسير وفق جدول زمني دقيق لا يمكن الإخلال به نص يوم.

لماذا أكتب هذه الواقعة؟ حتى يعلم الناس أن ما سأكتبه لا أبغي منه وجه الرئيس السيسي، ولا المهندس كامل الوزير، وإنما أبغي وجه الله ثم الوطن. بخصوص الحملة الشعواء ضد المهندس كامل الوزير من أصحاب البطولات الزائفة والمغرضين وغير الفاهمين في واقعة تخصيص محطة قطارات "بشتيل" لأبناء الصعيد بدلا من انطلاق القطار من رمسيس وعدم دخول القطارات القادمة من محافظات الصعيد إلى رمسيس.

كنت أقيم في حي دار السلام بالقاهرة حتى شهر أكتوبر الماضي، لمدة 8 سنوات، ومن البديهي أن أركب القطار من محطة رمسيس أثناء ذهابي إلى بلدتي سوهاجفي قلب الصعيد، وعندما أعود لا أنزل إلا في محطة قطارات رمسيس. ولكن ما كنت أفعله أنني أنزل في محطة الجيزة وأستقل المترو أو أي وسيلة مواصلات أخرى إلى دار السلام، لأنه القطار أثناء دخوله من الجيزة رمسيس يستغرق أكثر من 30 دقيقة، وهذه فترة كبيرة من الوقت أستغلها في الوصول إلى سكني.

نرى حملة شعواء ضد وزير النقل والمواصلات، البعض يريد بطولات زائفة والبعض الآخر ينقاد وفق سياسة القطيع، وهناك الأخطر استغلال المغرضين لهذه الواقعة بهدف إغارة صدور الناس من إجراء مفيد يعود على الناس بالنفع في انسياب الحركة المرورية.

وعلى الإنسان أن يعرف الحق ويتبعه ولا يعرفه بشخص آخر، وقد جاء في الأثر عن الإمام علي كرم الله وجهه: لا يعرف الحق بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق، وقال بعض العلماء: من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال. لقد صدق أبو حامد الغزالي عندما: الرجال أربعة، رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذلك عالم فاتبعوه، ورجل يعلم ولا يعرف أنه يعلم فذلك نائم فأيقظوه، ورجل لا يعرف ويدري أنه لا يعلم فذلك مسترشد فأرشدوه، ورجل لا يعلم أنه لا يعلم فذلك جاهل فارفضوه".

كنت أتمنى أن تكون الحملة ضد المهندس كامل الوزير على حق، وقتها كنت أتقدم الصفوف، ولكن أن تشن حملة مغرضة كاذبة أو من دون علم وهناك من ينقاد بمنطق فوبيا القطيع.

نريد من يتبنى حملة تكون بهدف الصالح العام، لا أن يتبنى حملة من دون فهم أو بغرض دنيء مثل أنصار جماعة الإخوان الإرهابية. مصر تحتاج مخلصين فاهمين يريدون رفعتها لا المتاجرة الكاذبة بآلامها.

تم نسخ الرابط