عماد عبد المقصود
تعرف على الفوائد العديدة للتمر واللبن
كشفت الدكتورة مروة مصطفى السنباطى رئيس قسم صحة الطفل بالمركز القومى للبحوث عن العديد من فوائد التمور، حيث أكدت أنه يحتوى على المواد الغذائية الرئيسية، مثل السكر والأحماض والمعادن والفيتامينات وغيرها، والتمر له قيمة علاجية هامة، حيث ورد في الحديث النبوي الشريف ( إن التمر يذهب الداء ولا داء فيه)، ويقول صلى الله عليه وسلم، (من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)، وقوله تعالى " وزروع ونخل طلعها هضيم " ـ الآية 148 سورة الشعراء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا فطر أحدكم فليفطر على رطبات فإن لم يجد فعلى تمرات فإن لم يجد فعلى ماء فإنه طهور).
وفي حديث شريف آخر ( من أفطر صائماً بشق من التمر فله الجنة)، فما من شيء قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا و فيه نفع للانسان، فيجئ العلم الحديث و يثبت ما فى التمور من نفع فهى تحتوي على نسبة عالية من السكريات والتي قد تزيد على 72% من وزنها الجاف، ومن هنا يمكن اعتبار التمور من أغنى الفواكه في محتواها من الطاقة الحرارية.
وأشارت أن محتوى ثمار التمر من الطاقة يزيد على أربعة أضعاف ما تحتويه ثمار التفاح وسبعة أضعاف ما تحتويه ثمار البرتقال و ثلاثة عشرة ضعف ما تحتويه ثمار البطيخ، حيث نجد أن كيلو جرام التمر يمد الجسم بما يزيد على 3000 سعر حرارية والتي تعادل 10 كيلو جرامات من اللحم، فتناول التمور من العادات المحببة لدى المسلمين عند الإفطار في رمضان، حيث يعطي الصائم جرعة مركزة من الغذاء تخفف من شعوره بالجوع وشراهته للأكل.
وأوضحت أن التمر ينشط العصارات الهضمية، ويقي من الإمساك ويعدل الحموضة في المعدة وفي الدم، هل تعلم لماذا أطلق على التمر منجم المعادن؟ يوجد فى التمر على الأقل 15 عنصرًا معدنيًا، من أهمها السيلينيوم والنحاس والبوتاسيوم و الماغنيسيوم، وتحتوي التمور على كميات لا بأس بها من فيتامين A ومن مجموعة فيتامينات B وخاصة الثيامين والريبوفلافين والنياسين، كما أنها تعتبر مصدراً جيداً لحامض الفوليك، كما أن التمور تحتوي على عنصر الفلورين يقدر بخمسة أضعاف مما تحتويه الفواكه الأخرى من هذا العنصر.، التمر يقوي الرحم عند الولادة و يزيد من انقباض الرحم عند الولادة لذلك أشار الله به على السيدة مريم ، في قوله تعالي: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم:25).
وقالت إن التمر يساعد زيادة إفراز الهرمونات التي تحفز إفراز اللبن للمرضع (مثل هرمون برو لاكتين) وذلك لما يحتويه من جليسين وثريونين التمر مقوي عام للجسم ويعالج فقر الدم ويمنع اضطراب الأعصاب لما يحتويه من نسبة عالية من السكر والبوتاسيوم، كما أنه يقلل احتمالات الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، حيث إنه يعتبر من الأغذية التي تساعد في منع وعلاج زيادة مستوى الكوليسترول بالدم، فهو يقلل من معدل امتصاص الكوليسترول من الأمعاء، كما أنه يحتوي على قدر عالي من مضادات الأكسدة، ويستخدم لعلاج حالات الإمساك المزمن لتنشيطه حركة الأمعاء ومرونتها بما تحتويه من ألياف سيليولوزية.
التمر يحتوي على نسبة عالية من السكريات والتي لها دور هام في علاج أمراض الكبد والمرارة، إن التمر من أهم الأغذية الغنية في محتواها من المركبات التي تنشيط الجهاز المناعي، فهي غنية في محتواها من مركب "بيتا 1-3 دى جلوكان"، ومن أهم فوائد هذا المركب تنشيط الجهاز المناعي بالجسم، وأيضا لها مقدرة على الاتحاد والإحاطة والتغليف للمواد الغريبة بالجسم، قشرة التمور غنية في الفلافونويدات التي اكتسبت أهمية كبيرة في السنوات الأخيرة كمضادات للأكسدة، فلها نشاطات فسيولوجية متعددة، من أهمها أنها تعمل منشطاً ومحفزاً للقلب وهي تعمل حتى في وجود كميات قليلة منها، كما أنها تقوي جدران الأوعية الدموية الشعرية وتمنع نفاذيتها ونزيفها كما أنها تعمل كمضادات للفطريات والبكتيريا والفيروسات وكمواد مانعة للسرطان.
وأشارت أنه يحتوي على مضادات الأكسدة والمنشطات الجنسية، فإذا استخدم مع الحليب فإنه يزيد في الباءة، ويخصب البدن فالتمر فيه عنصر الفوسفور وهو غذاء للحجرات النبيلية وهي حجرات التناسل، وهذا يعطي القوة الجنسية بالإضافة إلى أنه يحتوي على الحامض الأميني "الأرجنين"وهو له دور مؤثر في الذكورة، لذلك فهو غذاء هام ومفيد يصلح للرجال ويساعدهم على الحفاظ على قدرتهم الجنسية، نشرت دراسة حديثة لعام 2007م في المملكة العربية السعودية عن تأثير التمور على جهاز المناعة بالحيوان.
ولفتت أن الدراسات الحديثة، أظهرت زيادة كبيرة في الأجسام المناعية في الحيوانات التي احتوى غذاؤها على التمور.. وفى عام 2012 فى الولايات المتحده الأمريكية، أكدت الدراسات ما قاله لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد أثبتوا ما للتمر من فوائد علاجية وطبية.. فقد روى ابن ماجة بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه ( العجوة من الجنة وهي شفاء من السم ).
وقالت: إن الانتظام فى تناول التمر يحافظ على الشباب والجمال؟ ففى بحث أجرى فى عام 2002، أثبت أن التمر يحافظ على جمال البشرة ورونقها ويؤخر من ظهور التجاعيد والشعر الأبيض. (Bauza, 2002)، وفى بعض البلدان يصنعون من التمر وجبات لأطفال المدارس وذلك لقيمته الغذائية العالية.
أما اللبن ( الحليب): يقول المولى سبحانه وتعالى في الآية الكريمة: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ ) النحل 66، لم يخرج العلماء على الحقيقة التي جاء بها القرآن الكريم والتي انفرد بها عن بقية الكتب السماوية وذلك فيما يتعلق، بأن اللبن الذي هو خالص (يعني مصفى) وسائغ (مستطعم ومستساغ بفضل احتوائه على المشهيات وهي الدسم والسكر)، لا يتشكل إلا من مواد موجودة ما بين الفرث ( والفرث هو محتويات الكرش من علف مخمر بفعل ميكروبات نافعة تساعد على تخمير الأعلاف المعقدة الهضم) ومن مواد موجود قسم منها في الدم بالأصل، وقسم يأتي إلى الدم من الكرش. الحليب مصدر ممتاز للكالسيوم والفوسفور اللازمين لبناء العظام والأسنان لجميع مراحل العمر وبصفة خاصة الرضع والأطفال الصغار والمراهقين والحوامل والمرضعات وأيضا يعتبر الحليب مصدر جيد للفيتامينات التي تساعد على النمو الصحيح وعلى حرق السكريات بالجسم التي تمدنا بالطاقة والنشاط، وتفيد الاكتشافات الجديدة أن حمض اللينوليك الموحد، و هو أحد أنواع الأحماض الدهنية غير المشبعة الموجودة في الحليب، يحسن نشاط الجهاز المناعي في الجسم، ما يجعله علاجاً قوياً مضاداً للأمراض، وأوضح العلماء أن أحد أسباب الفوائد الوقائية لحمض لينولييك الموحد، يرجع إلى قدرته على تحسين نشاط وقدرة جهاز المناعة على التعرف على الأورام و رصدها و تدميرها، أظهرت دراسة حديثة، نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن الأشخاص المصابين بالبدانة وإفراط الوزن، يمكنهم تقليل خطر إصابتهم بداء السكري وأمراض القلب من خلال تناولهم المنتظم للحليب ومشتقاته.
وأكدت أن استخدام التمر مع الحليب يكمل صفات أحدهما الآخر، ويحسن استفادة الإنسان الغذائية والصحية منهما، فالحليب فقير في عنصر الحديد، والتمر يتميز باحتوائه على نسبة من عنصر الحديد، كذلك فإن تناول التمر مع الحليب يقي الإنسان من الأمراض السرطانية لاحتوائهما على مضادات الأكسدة الطبيعية، وكذلك احتواؤهما على نسبة عالية من الكالسيوم والماغنسيوم والفسفور يساعد فى نمو الخلايا وتثبيت العناصر في العظام وبناءها والوقاية من هشاشة العظام عند الصغار والمسنين، يتميز التمر باحتوائه على نسبة عالية من الألياف الغذائية والتي تعتبر مصدرا مهما وعاملاً صحياً حيث تقوم بكتيريا حامض اللاكتيك، (تكون موجودة في الحليب المتخمر)، بتخميرها مكونة نواتج ميتابولزمية مميزة وأحماض دهنية قصيرة السلسلة تؤدي بدورها إلى زيادة نشاط الأنزيمات المضادة للأكسدة مثل الجلوتاسيون-س- ترانسفيريز والجلوتاسيون بيروكسيديز والتي تؤدي بدورها إلى زيادة تركيز الجلوتاسيون في الدم، وتنشيط امتصاص أملاح الصفراء وزيادة كفاءة الكبد في التخلص من السموم وزيادة كفاءة الجهاز المناعي بالجسم.