عبيرعادل تكشف سر نجاح "لن أعيش في جلباب أبي"
محمد إسماعيل
متجددة دوما، متقنة لأدوارها، مذهلة بمواهبها الآسرة، تعرف إليها الجمهور من خلال أقوى نجاحاتها بأداء دور ابنة الوزير في مسلسل لن أعيش في جلباب أبي. لعبت الممثلة القديرة، عبير عادل، عديد الأدوار في الدراما التلفزيونية، التي علقت في أذهان الجمهور المصري والعربي، وتعيش حتى الآن زهوة نجاح مسلسل "لن أعيش فى جلباب أبى" الذي لقى قبولا كبيرا من المشاهدين، وتصدر التريند، وأعطاها دفعا كبيرا لتدخل قلوب المشاهدين.
"بوابة روزاليوسف"، التقت الفنانة عبير عادل، في حوار تحدثت فيه عن كواليس المسلسل بعد 25 عاما على عرضه، وفتحت قلبها ليشمل الحديث معها أمورا أخرى وأسرار كشفت عنها في حوار مليء بالصراحة والشغف.
ما سر نجاح مسلسل "لن أعيش فى جلباب أبى" إلى الآن وانجذاب الجمهور لمشاهدته أينما عُرض؟
الروح التي كانت متوفرة في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" والطاقة الإيجابية بقيادة الأستاذ نور الشريف رحمه الله، والمخرج أحمد توفيق، وكل العناصر والبساطة التي تمتع بها كل فريق العمل، من أكبر اسم وحتى من قال جملة واحدة في المسلسل، الكل كان يعمل بضمير وحب وصدق، ولم يكن هناك الأجواء التي نراها الآن، من فنانين يسألون كم تقاضيت، وكذلك التطرق إلى عائدات الإعلانات والنسبة فيها، كنا في حالة فنية، وهذا هو سر النجاح وهذه هي الخلطة التي كانت السر وراء نجاح المسلسل، ويظل عرضه طيلة 25 سنة حتى الآن ويتصدر "الترند" على الرغم من أننا خارجين للتو من موسم رمضاني كان فيه الكثير من الأعمال الرائعة ولا أحد ينكر ذلك، وكان هناك تفاوت بين أعمال ممتازة وجيدة وأخرى رديئة، فما معنى أن يكون الجمهور خارج من موسم فيه زخم فني ودرامي ورغم ذلك يجدون أنفسهم في حالة انجذاب أيضا لمسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" وأحداثه؟!.
تغيرات كثيرة طرأت على عالم الفن منذ بدء عرض المسلسل وحتى يومنا هذا.. ما الذي لفتك منها؟
ضع مليون خط تحت اختلاف التقنيات قبل 25 سنة واليوم، على مستوى الصوت والإضاءة والكاميرات والديكور وكل المعطيات الموجودة الآن في يد صناع الدراما المصرية التلفزيونية أصبحت أفضل بكثير من المرحلة التي تم تنفيذ المسلسل فيها، والظروف التي تم تنفيذ العمل فيها مع وجود الحب والعلاقة اللطيفة والجميلة بين كل الكاست، لم نجد أحد يقول أنا مساحة دوري أكبر أو أصغر، ولا أحد يعترض على أن مشاهد أحد الممثلين تضحك ويطالب بمشاهدة ضاحكة بالعافية. كل واحد ملتزم بدوره ويذاكره جيدا، وافتقدنا حاجة مهمة جدا للأسف وهي "بروفة الترابيزة"، والتي أثرت بالسلب بنسبة كبيرة بين الأعمال في الفترة التي بدأت فيها والآن.
ماذا عن "بروفة الترابيزة"؟
كلنا نقرأ ونعرف أدوار بعضنا البعض، وتساعدني في أن أعرف علاقتي بالجملة التي ستقال في عدم حضوري لتصويرها، لكي أعرف ماذا سيقال عني في الأحداث، وهذا سيساعدني في تكوين الشخصية بشكل مظبوط، وأن يكون المخرج مهتم بالجميع وهذا أيضا شيئ مهم جدا، ولا يوجد شيئ اسمه كل التركيز مع النجم الأوحد والباقيين لا، ويقال لباقي الممثلين إن التمثيل مسؤولية كل ممثل. هناك نجم كبير وممثل عظيم اسمه أحمد توفيق ومخرج منفذ عظيم أستاذة رباب حسين، وهناك نقطة كذلك مهمة جدا، أن يكون الموضوع يمس المجتمع الذي تعيش فيه، قضية مهمة جدا نعاني منها هذه الأيام، أن يجب على الطبيب أن يكون ابنه طبيب مثله، وكذلك المهندس والمحامي، لا توجد فكرة الاختيار والتجريب لتجد ما ستنجح فيه وتمارسه، وللعلم عبدالغفور البرعي كان رجل أمي لا يعرف الكتابة والقراءة ومع ذلك مارس وتعامل مع حرية ابنه في اختيار طريقه بشكل المثقفين الآن غير قادرين على تحقيقه.
ظاهرة السوشيال ميديا أيضا من التغيرات التي طرأت على عالم الفن، كيف ترين الفيدباك على المسلسل على السوشيال ميديا في حال كان عرضه الأول هذه الأيام؟
لا أعلم، ولا أستطيع التوقع، ولكن ماذا كان ليفعل أكثر مما فعل.
في البداية هل توقعت أن يحصد كل هذا النجاح قبل 25 عاما؟
لا، والذي يقول كنت أعلم أن المسلسل سيحقق كل هذا النجاح وهيكسر الدنيا قل له "أنت كذاب"، فعندما ندخل عمل أشبه بارتباط بين شاب وفتاة، فمن يستطيع الجذم بأن تلك العلاقة ستنجح وتستمر، لا تستطيع إلا عندما يدخلان العلاقة ويتعايشا سويا، هكذا أيضا الأعمال، ما وراء الكواليس هو ما يظهر على الشاشة للجمهور، الأعمال التي تحتوي على صراعات بين فريق العمل أتحداك أن تنجح، مستحيل حتى وإن كان بطلها هو نجم النجوم في العالم كله، لأن تلك الصراعات ستظهر للجمهور من دون أن تعلم.
كيف كانت الكواليس خاصة مع الفنانة عبلة كامل؟
"إفيه" (الشقة ريحتها كانت ثوم)، أنا عمري ما أنساه لأنني حضرته، كنا في "البريك" قبل هذا المشهد مباشرة، وعبلة كاملة مثل أي فنانة في المسلسل كانت تقوم بإحضار طعام معها من المنزل، وعبلة كامل أحضرت ثومية وباذنجان مخلل وأكل ملئ بالثوم، وعندما دخلت الفنانة كوثر العسال عليها رحمة الله، اللوكيشن، كان المشهد بعد البريك مباشرة، فقالت ايه دا اللوكيشن والديكور كله ثوم، فضحكنا كلنا، لأنها لم تكن معنا، ونحن نعرف أنها لا تحب "الذروتة اللي بنعملها"، فكلنا طبعا ضحكنا فا أستاذ أحمد توفيق، بحسه الفني الجميل الراقي، قال لها: "كوثر قولي الإفيه دا في المشهد".
وماذا عن باقي أبطال المسلسل؟
افتقدنا من هذا العمل العديد من الفنانين، بدءا من سيد حاكم ومخلص البحيري وسهير الباروني ومصطفى متولي وخليل مرسي، توفاهم الله شاركوا في المسلسل ولكن تشعر بأنهم لم يرحلوا بسبب اشتراكهم في العمل، وهذا هو الفن، من يقدم عمل صادق يرحل بجسده فقط، ويظل يعيش في وجدان وخيال الناس.
الجميع أشاد بأدائك لشخصية "ميرفت" ابنة الوزير واستخرجت أفضل ما عندك من طاقات تمثيلية.. كيف استعددت لهذا الدور؟
لا أستطيع القول بأنني استعنت بأشياء من خارج السيناريو وتوجيهات المخرج، لأن الورق كان قصة إحسان عبدالقدس، وسيناريو وحوار مصطفى محرم، يخليك لم تحتاج إلى البحث كثيرا، لأنه متوفر على كل شيئ، وكذلك وجود مخرج وممثل رائع مثل أحمد توفيق يسهل لك الموضوع أكثر وأكثر، مثل الطالب عندما يذاكر ويجد أن المادة تم وضعها بشكل سلسل وسهل في دخول العقل فيسهل استيعابه، ففي المسلسل وضع المنهج بشكل بسيط وسهل ومتوفر فيه كل المعلومات وكذلك يأتي الأستاذ الذي يشرحه لك شاطر ويعرف كل يوصله لك في حال عدم وضوح أي من أجزائه، ولا أحد في الكاست بذل مجهود باستثناء أن يكون الأداء طبيعي، حتى المفردات اللطيفة التي كان من الممكن أن يضيفها أحدنا إلى السيناريو، كان أحمد توفيق يقول جيدة وستضيف للحوار ويسمح لنا بقولها، عكس الذي يمارس هذه الأيام، إن لم تكن هذه الجملة مكتوبة في السيناريو فيتم رفضها، وأنا في المسلسل أضفت إلى شخصية ميرفت إفيه "نزلي رجلك" الذي مازال يتذكره الجمهور حتى اليوم من خلال الكوميكس على السوشيال ميديا، ولم يقل لي أحد أنه ليس مكتوبا في السيناريو، فعندما يكون المخرج واعي ويحب الممثل تجد أن المادة سهلة، لا توجد تعقيدات.
عندما عرض عليك المسلسل، ألم تترددي في قبول دور ابنة الوزير؟
إذا، فمن المفترض أن يكره الجمهور الفنان العظيم العبفري محمود المليجي، وزكي رستم، فالناس أصبح لديها وعي ومدركين أن هذا تمثيل وليس حقيقة، وليست عبير عادل ولكن هذه ميرفت بطريقة حديثها والكاراكتير لابد وأن يتم تقديمه بهذا الشكل. وهذه ليست عبير.
هل ظهرت أي ميول فنية على أولادك؟
أنا لدي ابن هو طالب في معهد الموسيقى العربية، مطرب وملحن، رغم أنه شارك في ورشة التمثيل وهو طفل مع الفنان خالد جلال، وعندما قدمت له لم أكن أنوي أن يعلم الجميع بأنه ابني، أوصلته إلى المكان ورحلت، وعندما عدت لاصطحابه، تفاجأ خالد جلال عندما علم أنني والدته بالصدفة.
كيف ترين حال الفن هذه الأيام؟
ظاهرة كتابة الحلقات الأولى فقط من العمل ثم استكمال الكتابة أثناء التصوير، هي سبب أن معظم المسلسلات تبدأ قوية ثم يبدأ الإيقاع في الهبوط، أتمنى العودة إلى أن يكون المسلسل كاملا قبل التصوير، ليقرأه الممثل، وأتمنى عودة بروفة الترابيزة، فهي تقوي العلاقات بين الممثلين، أصبحنا الآن نتصافح لأول مرة أمام الكاميرا، ما جواز الصالونات هذا. أنا أعرف فنانات وافقن على الدور قبل كتابته، فكيف ذلك. لابد من قراءة الشخصية لكي يتسنى لي الموافقة أو الرفض. وأنا لست ضد تجديد الدم في الممثلين، ولكن عندما تأتي بأناس من خارج مهنة التمثيل ليقدموا أعمالا بينما هناك الكثيرين درسوا وقدموا مشروعات وبذلوا الكثير من الجهد جالسين في بيوتهم، أنا لست ضد ذلك، قمن الممكن أن يفعل المخرج أو المنتج ذلك ويأتي بأناس من خارج المهنة ولكن بشرط في حال كان عبقري تمثيل ولا مثيل له ضمن الأكاديميين. وهناك الكثير من الفنانات توقعنا لهن مستقبل مثل سعاد حسني وليلى علوي، ولكن لم نجدهم في أي أعمال بسبب أن هناك فنانة أخرى اقتحمت المجال لمجرد أن والدتها صديقة المنتج أو المخرج، وبذلك أخذوا حق ليس من حقهم.
هذا العام، هل ستقدم لنا عبير عادل جديدا؟
لم يكن لي نصيب أنا أشارك في أعمال هذا العام ولا العام الماضي، وأنا "مستخسرة" لأنني شارك في أعمال ناجحة وتركت باصمة وستظل تلك البصمة حتى بعد رحيلي، مثل بكيزة وزغلول ولن أعيش في جلباب أبي، فلا أريد أن أخالف ثقة الجمهور فيي، لماذا أخسر تلك الثقة بين وبين جمهوري، بأدوار لا تليق بي، من نوعية (أهلا حبيبي اتأحرت ليه أقوم أحضرلك العشا هتنام طب تصبح على خير)، ماذا قدمت أنا بذلك، أين التمثيل في هذا، وأرى الكثير من الأدوار بهذه النوعية. أنا لم أدخل إلى تلك المهنة وأحبها وأعشقها من أجل المال، أنا أحب تلك المهنة لأنها جديرة بالحب وممتعة، فإن لم أقدم دور أكون مستمتعة وأنا أقدمه. وأخر ما قدمته كان مسلسل "يوميات زوجة مفروسة أوي"، كاراكتر مختلف، كوميدي، زوجة بواب، فلن تصدق أن الممثلة التي جسدت شخصية ابنة الوزير في لن أعيش في جلباب أبي، تقدم شخصية زوجة بواب، وافقت عليه لأنني وجدته مختلف في منطقة لم أقدمها من قبل.