عاجل
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
حلم مسلة التحرير

حلم مسلة التحرير

أجمل لحظات السعادة، أن تكون شريكًا فى حلم كثير من الناس.. والحمد لله أشعر الآن بسعادة غامرة، كلما سمعت أخبارًا جديدة عن مسلة ميدان التحرير، والسبب يعود بى لبداية الحكاية.



 

..فأثناء أحد اللقاءات بين مجموعة صحفيى الآثار فى المتحف المصري الكبير، مع الدكتور خالد العنانى  وزير السياحة والآثار.. وهو دائما ما يجتمع بنا ليقول لنا أهم الاخبار والأعمال والمشروعات التي ستقوم بها الوزارة..  وأحيانا يأخذ آراءنا فى ذلك، وبالذات فى هذا اليوم حدثنا عن نقل المسلات من بعض الأماكن حفاظًا عليها إلى أماكن أخرى، مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين.. فقلت له: يادكتور أنا كنت فى إيطاليا وزرت أكثر من مدينة، شاهدت بها 18 مسلة مصرية تزين ميادينها.. هذا بخلاف ميادين فرنسا وأمريكا ولندن وروسيا وتركيا، ونحن لا يوجد مسلة واحدة فى ميدان من ميادين مصر؟!.. ونحن نحلم بأن نرى مسلة مصرية فى ميدان التحرير.. واعتقد أن كل المصريين يتمنون ذلك مثلى ..فقال لى فكرة جيدة.. لكنى أنا لا أملك هذا القرار أو تنفيذه.. لأنه قرار من الصعب تنفيذه.. ولابد من مخاطبة عدة جهات من المفترض أن تشارك فى تحقيق هذا الحلم.. ثم قال لى: ربنا يسهل..  ولم يمض أكثر من أسبوع.. وجدت زميلتى الصحفية بمصر اليوم فتحية الدخاخنى تتصل بى وتقولى: مبروك فى  اجتماع رئيس الوزراء اليوم وافقوا على وضع مسلة فى ميدان التحرير.. وأيضا تطوير الميدان.. لم تسعنى الفرحة وخاصة بعد نشر الخبر فى الأخبار والصحف.. وجدت كل الزملاء يهنئونى على تحقيق الحلم.

 

وكالعادة بدأت الاعتراضات على وضع المسلة فى الميدان.. البعض يقول لسنا كعواصم العالم المتقدمة.. لدينا عوادم السيارات.. وسلوك الناس سيدمر المسلة.. والبعض الآخر قال: وأنفاق المترو التي تحت الأرض.. ستكون المسلة فوقها بثقلها وستسقط فى اليوم التالى.. والبعض الآخر قال: هذه جريمة كيف ننقل أثرًا من مكانه الأصلى!!.. وقامت الدنيا والاعتراضات مرة أخرى عندما تم نقل أربعة كباش من معبد الأقصر، لتكتمل وحدة الشكل بوضعها بجوار المسلة.. وتحولت صفحتى على الفيس بوك للرد على من يشككون ويعترضون على وضع المسلة.. ونقل الكباش.

 

 لم تتوقف الاعتراضات إلا بالعمل المستمر فى تطوير الميدان.. وعلى يد متخصصين وخبراء فى كل المجالات والإنشاءات والانفاق والكبارى والمرممين والفنانين.. والكل خاض معركة تطوير الميدان فى هدوء وعمل مستمر ومتواصل.. وأكد هذا المهندس محمد أبوسعدة.. رئيس الجهاز القوزمي للتنسيق الحضاري.. فقال عن عمليات التطوير: "إن ميدان التحرير عاد إلى صورته القديمة، في مشهد بديع يأخذك إلى أوائل القرن الماضي في كلاسيكياته وروقيه وتحضره، ولفت إلى تطوير واجهات المباني التراثية ذات القيمة المتميزة والمطلة على الميدان، وذلك بدءًا من إزالة المخالفات التي تشوه الواجهات، وإعادة طلاء، بالاضافة إلى ترميم كافة الزخارف المتهالكة والمفقودة على مر الزمان.

 

وأوضح «أبوسعدة» أنه تم التفاوض مع أصحاب المحال التجارية لتغيير يافطات محالهم التجارية بميدان التحرير وإزالة المخالف منها، إلى يافطات تتماشى مع صبغة الميدان في قلب منطقة تراثية مسجلة، وأيضا تم إزالة كافة التشوهات البصرية والاعلانات من أعلى العقارات التراثية المطلة على ميدان التحرير، كما تم إضافة عناصر إضائة لهذه المباني بعد ترميمها ليتزين بها الميدان بعد تطويره بشكل متناغم مع إضاءة المتحف المصري، وكذلك مجمع التحرير والتي قامت بتنفيذها شركة الصوت والضوء.

 

كما تم التعامل مع الفراغات العامّة بالميدان باعادة صياغتها وتحسين الصورة البصرية بها وإعادة تنسيق الموقع العام ورفع كفاءة المسطحات الخضراء، وإضافة أشجار الزيتون والنخيل لها، وكذلك إضافة أماكن الجلوس وتنسيق كافة الفراغات المحيطة بقلب الميدان ووضع تصميمها المهندس المعماري شهاب مظهر، لتتماشى مع المسلة الفرعونية مظهر، لتتماشى مع المسلة الفرعونية والكباش الأربعة، التي نفذت تحت إشراف وزارة السياحة والآثار".

 

وأضاف رئيس الجهاز:  "أن مخطط تطوير ميدان التحرير، هو ضمن مخطط أكبر وهو تطوير القاهرة الخديوية لعودة القاهرة التراثية، بعد نقل الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ومن ثم تحويل قلب المدينة إلى متحف عمراني مفتوح تعج منه روائع التراث الحضاري، ويفتخر به أبناؤنا ويعظم في نفوسهم أثر الجمال".

 

والآن ونحن قد اقتربنا من الافتتاح الرسمي لإقامة المسلة.. وتطوير ميدان التحرير.. فأننى لم أكن أعلم أن الأحلام من الممكن ان تتحقق بمثل هذه السرعة.. وبمثل هذا الأداء الرائع.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز