عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لصوص الجامع (الحلقة الأخيرة)

لصوص الجامع (الحلقة الأخيرة)

مع نهاية مستوى «الأخ العامل» (الموجّه)، تُهيئ جماعة الإخوان (الإرهابية) الظروف أمام أعضائها بصورة أكبر - عند المستوى السادس -؛ لتفريخ القيادات التنظيمية، القادرة على توجيه المستهدفين، بحسب وثيقة «جمع القلوب» (راجع الحلقة السابقة من الدراسة/ الحلقة الثامنة).



 

.. وفى هذا السياق – وفقًا لما نمتلك من وثائق – كان أن دشنت الجماعة الإرهابية، قبل سنوات، واحدًا من مشاريعها التصعيدية تحت مُسمى: (مشروع النقيب).. وهو مشروع ممتد التطبيق تنظيميًّا؛ إذ يُبنى المشروع على ثلاثة محاور أساسية.. وكل محور من تلك المحاور يسعى لإنجاز عدد من المهام الأخرى.

 

1 الولاء البديل:

تدور – إجمالًا - تلك المحاور والأهداف، وفقًا للآتى:

 

أولا: محور إعداد الذات:

 

(أ)- أن يتحقق بالأركان (خصوصًا أركان: التجرد/ والثبات/ والثقة) ويلتزم بالواجبات.. وفى هذا السياق تعتمد طبيعة التحرك، عند هذا المستوى، على عدد من المصادر، منها: (المتساقطون على طريق الدعوة لـ«فتحى يكن»/ وآفات على الطريق لـ«سيد نوح»/ وتاريخ الجماعة: أحداث صنعت التاريخ/ ودراسة منهج التعامل مع العقبات من كتاب «دليل مرحلة المؤيد»/ ولقاء مع مربى يتناول مواقف من تاريخ الجماعة حول الأركان)؛

 

(ب)- أن يكون قادرًا على جمع القلوب حول الدعوة (أى دعوة الإخوان)؛

 

(ج)- أن يكون قادرًا على خدمة إخوانه؛

 

(د)- أن يكون قادرًا على الكتمان وحفظ السر.. (إذ تُبين الأوراق التنظيمية - هنا - كيف يوازن الأخ بين إعلان الهوية فى الأعمال العامة والسرية فى التنظيم والترتيب. بما يُحافظ على بقاء التنظيم وتماسكه)؛

 

(هـ)- أن يكون وفيًّا بالعهد منضبطًا فى الموعد.

 

ثانيًا: محور المهام التربوية:

 

• أن يقدم القدوة من نفسه فى سلوكه وتصرفه؛

 

• أن يكون قادرًا على غرس الولاء.. ووفقًا للوثائق الشارحة لهذا الهدف: (ليس المقصود بالهدف: الولاء العام للإسلام والمسلمين، ولكن المقصود الولاء للجماعة وأفراد الصف والثقة فى قيادتها)؛

 

• أن يكون قادرًا على إنجاح الأسرة وتحقيق أركانها (أى الأسرة التي سيتولى قيادتها)؛

 

• أن يكون قادرًا على تنمية الذات لدى الأفراد؛

 

• أن يكون قادرًا على غرس الأركان [أركان البيعة] فى الأفراد بالتوريث والنقل؛

 

• أن يحقق معهم الالتزام بضوابط الحركة فى الصف؛

 

• أن يكون قادرًا على تحقيق التزام الأفراد وضبط حركتهم؛

 

• أن يكون قادرًا على تأصيل البعد الاجتماعى لدى الأفراد.

 

ثالثًا: محور المهام الإدارية:

 

(أ)- أن يكون قادرًا على تنفيذ توجهات الجماعة وسياستها؛

 

(ب)- أن يكون له حضوره المتزن فى الأسرة؛

 

(ج)- أن يبتعد عن التسلط والفردية؛

 

(د)- أن يكون وثيقًا فى التوصيل؛

 

(هـ)- أن يكون قادرًا على استيعاب الأفراد وضبط حركتهم فى كل عمل؛

 

(و)- أن يكون قادرًا على اكتشاف المواهب وتوظيف الطاقات وحل المشكلات.

 

 

■ ■ ■

 

2 مشروع النقيب:

 

بحسب البيانات التفصيلية الخاصة بوثائق «مشروع النقيب»؛ فإنَّ الهدف من المشروع، هو: [إيجاد نقيب كفء]، قادر على تحقيق أهداف المشروع: (محور إعداد الذات/ 5 أهداف)، و(محور المهام التربوية/ 8 أهداف)، و(محور المهام الإدارية/ 6 أهداف)، بحيث يكون كل من يقوم بتربية أفراد فى أى مرحلة تربوية أو عمرية نقيبًا.. على أن يُرشَّح لدخول «المشروع» صنفان، هما:

 

أولًا: مسؤولو الأسر ممن يقومون بدور النقباء، مع وجود جوانب نقص تربوى تحتاج إلى استكمالها عندهم (أى مرحلة استكمال البناء التربوى).

 

ثانيًّا: من أتموا الدراسة بمنهج المرحلة الخامسة ولديهم الاستعداد للعمل كنقباء أسر.

 

.. إذ يتم ترشيحهم عبر «المنطقة» (بمساعدة لجنة التربية).. بعد انتهائهم من دراسة منهج «المرحلة الخامسة»، وفقًا لشروط.. منها:

 

• أن يكون لديه الاستعداد لاكتساب صفات القائد.

 

• أن يكون قد شارك فى إدارة بعض الأعمال بنجاح.

 

• أن يمتلك القدرة على التأثير.

 

.. وتوفر الجماعة، فى هذا السياق (عبر لجنة التربية)، عددًا من «المشرفين» ممن يقومون بمسؤولية «تربية النقباء».. على أن تتوافر فيهم الشروط التالية: 

 

• أن يكون ممن اجتازوا المشروع بنجاح (أو تتحقق فيه أهداف المشروع).

 

• أن يكون لديه القدرة على تنفيذ المشروع مع غيره بشكل جيد.

 

وعلى هذا المنوال.. يتوزع دور المشرف، على عدة أركان، منها:

 

• مع نفسه: (حفظ الأهداف وفهمها جيدًا/ الربط بين الأهداف/ التحقق بالقدوة).

 

• مع المنهج: (حسن توظيفه/ تقويمه/ التوازن لا إسهاب ممل ولا اختصار مخل).

 

•  مع الأفراد: (تحقيق الأهداف من خلال التربية الفردية بالمعايشة الفردية والجماعية فى الأنشطة المجمعة/ التقويم المبدئى والخلالى والنهائى والتتبعى).

 

• مع المنطقة: (تفعيل دور نقباء الأفراد/ تفعيل دور مجلس المنطقة).

■ ■ ■

 

3 بروتوكولات الجهل:

 

من بين مؤشرات النجاح المطلوبة – بحسب الوثائق – أن تنعكس عدة صفات على سلوكيات النقيب (المحتمل)، وأن تترسخ قناعاته بما سبق أن صاغته رسائل المرشد المؤسس للتنظيم الإرهابى (حسن البنا) وفقًا للآتى:

 

أولًا: الجهاد:

 

•  أن يبتعد عن الإسراف فى قهوة البن والشاى ونحوها من المشروبات المنبهة فلا يشربها إلا لضرورة.

 

• أن يشترك فى الدعوة بجزء من ماله.

 

• أن يعمل على إحياء العادات التي يتصورها إسلامية وإماتة العادات الأعجمية فى كل مظاهر الحياة، ومن ذلك: (التحية واللغة والزى... إلخ).

 

• أن يستصحب نية الجهاد وحب الشهادة، وأن يستعد لذلك ما وسعه الاستعداد.

 

ثانيًا: التضحية:

 

• ألا يحرص على الوظيفة الحكومية، وأن يعتبرها أضيق أبواب الرزق، ولا يرفضها إذا أتيحت له، ولا يتخلى عنها إلا إن تعارضت تعارضًا تامًا مع واجبات الدعوة.

 

ثالثًا: الطاعة:

 

• أن يتخلى عن صلته بأى هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها فى مصلحة فكرته.. خصوصًا إذا أمر بذلك.

 

رابعًا: الثبات:

 

• أن يكون وفيًا بالعهد والكلمة والوعد داخل التنظيم. 

 

خامسًا التجرد:

 

• أن يخدم الثروة الإسلامية العامة بتشجيع المصنوعات والمنشآت الاقتصادية الإسلامية وأن يحرص على القرش فلا يقع فى يد غير إسلامية مهما كانت الأحوال، ولا يلبس ولا يأكل إلا من صنع إسلامى.

 

• أن يقاطع المحاكم الأهلية وكل قضاء غير إسلامى، والأندية والصحف والجماعات والمدارس والهيئات التي تناهض فكرته الإسلامية مقاطعة تامة.

 

سادسًا الأخوة:

 

• أن يعرف أعضاء كتيبته فردًا فردًا معرفة تامة، ويعرفهم بنفسه معرفة تامة كذلك، ويؤدى حقوق أخوته كاملة، وأن يحضر اجتماعاتهم.. فلا يتخلف عنها إلا لعذر قاهر.

 

سابعًا الثقة:

 

• أن يعمل على نشر دعوته فى كل مكان.. وأن يحيط القيادة علمًا بكل ظروفه ولا يقدم على عمل يؤثر فيها تأثيرًا جوهريًا إلا بإذن، وأن يكون دائم الاتصال الروحى والعملى بها، وأن يعتبر نفسه دائمًا فى الثكنة ينتظر الأمر.

 

• أن يكون قادرًا على جمع القلوب حول الدعوة.

 

• أن يكون قادرًا على كتمان وحفظ السر.

 

• ألا يكون عليه مأخذ فى ضبط اللسان (نقل معلومة لم يطلب منه نقلها/ ترديد شائعة/ الثرثرة «الكلام فيما لا يعنيه»).

 

• لا يتحدث عما يدور فى المجالس (المجالس أمانة).

 

• لا يتغيب إلا لعذر قهرى.

 

.. وجريًّا على هذا المنوال، تقدم الجماعة لأعضائها (المؤهلين للقيادة)، بحسب المنهج الأخير، جملة من الدورات التدريبية عن مهارات القيادة، والتفاعلات الشخصية، وطرق تدريس المنهج.. إلى جانب المهارات الإدارية والدعوية والحركية؛ لتأصيل عمليات توظيف الاحتكارية الدينية داخل جدران التنظيم، والانسلاخ من كل الولاءات الوطنية.. وهى مساحات ربما يكون لنا معها وقفة جديدة، بوقتٍ غير بعيد.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز