إيهاب كاسب يكتب: ليبيا تعود من القاهرة
استطاعت الدبلوماسية المصرية أن تحقق إنجازًا كبيرًا جديدًا في واحدة من أهم القضايا الإقليمية العالقة لسنوات كثيرة، وهي القضية الليبية، هذا البلد الشقيق الذي تحول لأرضًا بور ليست صالحة إلا للمعارك المسلحة بعدما تحولت مسرحًا حربيًا للاقتتال بين الجماعات المسلحة التي تنوب عن القوى الإقليمية والدول العظمى.
هذا الإرهاب الذي لم ترضاه مصر، دعمًا لجهودها الرامية لاستعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ونشر السلام، وهي الرؤية التي دائمًا ما ينادي بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلماته في المحافل الدولية داخل أروقة الأمم المتحدة وفي كافة الفعاليات والمنتديات والاجتماعات الدولية رفيعة المستوى التي عقدت شرقًا وغربًا لمناقشة الأوضاع في المنطقة.
مصر تكسب المعركة الإقليمية سياسيًا
الاتفاق المصري أو إعلان القاهرة، ليس نابعًا من الرغبة المصرية في الحفاظ على أمنها واستقرارها من خلال غلق وتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية فقط، وإنما نابع أيضا من رغبة حقيقية في دعم حق الشعب الليبي الشقيق في الحصول على الفرصة الكاملة في الاختيار الحر والعيش بسلام وأمان بعيدًا عن الاقتتال والخراب التي تنفذه الجماعات الإرهابية المسلحة لصالح قوى وأجهزة مُختلفة بغرض سرقة مقدرات هذا الشعب الأبي الأعزل فضلًا على رغبتهما المشتركة (الجماعات الإرهابية وأصحاب المصالح من الدول والأجهزة المتآمرة) في استمرار منطقة الشرق الأوسط أسيرة لهذه الحروب الدائرة ليعمها الخراب بدلًا من الازدهار الذي نستحقه والسلام الذي ننشده.
لذا، جاء إعلان القاهرة، بحضور المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، يتوسطهما الرئيس عبد الفتاح السيسي، راعي السلام في الشرق والغرب، الداعم والداعي له، صاحب الرؤية الحقيقية في مقاومة ومحاربة الإرهاب الأسود، والذي استطاع أن ينوب عن العالم في مواجهته منذ ثورة الثلاثين من يونيو وحتى الآن، وكافة الاقتراحات والأفكار والخطط والمبادرات التي نفذتها مصر في هذا الصدد أصبحت مُعتمدة لدى الأمم المتحدة ضمن استراتيجيتها في مكافحة الإرهاب.
إعلان القاهرة؛ جاء كصفعه قوية للنظام التركي الذي يدعم مليشيات حكومة السراج، وكذلك النظام القطري الحليف الآخر للشيطان في هذه المنطقة، فضلًا على دعمهما المشترك والمباشر للجماعات المتطرفة التي تُثير الفوضى في الأراضي الليبية، خاصة أن هذا الإعلان جاء بمثابة الأمل الذي أعاد الحياة لمؤسسات الدولة الليبية، ليرفع كلا الشعبين (الشعب المصري والشعب الليبي) لافتات تحمل شعارات، من هُنا؛ من القاهرة، تعود ليبيا إلى مجدها.
عاشت مصر؛ الأخت الكبرى لأشقائها العرب؛ أم الدنيا؛ والتي أصبحت كذلك بفضل جهود قيادتها السياسية إقليميًا ودوليًا وعالميًا.