عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المتحولون جنسيًا فى مصر!

لم يكن «نور هشام سليم» - أو نورا سابقًا - هى الحالة الوحيدة «العابرة جنسيًا»، التي تحتاج إلى وعى خاص فى التعامل.. كما لن تكون الأخيرة أيضا.. إذ تتلقى «نقابة الأطباء» بشكل دوري عددًا من طلبات تغيير الجنس، التي تنتظر الموافقة الطبية، فى نهاية الأمر.



 

 

إلا أن المواجهة الشجاعة التي أعلن بها الفنان «هشام سليم» الأمر، كانت هى نقطة الانطلاق، التي أعادت فتح الملف الشائك.. وهو ما بات بدوره محلًا لجدل مجتمعى واسع. ففى نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كان أن شهد المجتمع المصري واقعة مماثلة، أثارت - فى حينه - ضجة استمرت لسنوات عديدة.. وذلك بعد قيام «سيد» (الطالب بكلية طب بنين الأزهر) بإجراء عملية تحويل جنسى إلى فتاة، وأطلق على نفسه اسم: «سالى».

 

حينها.. قامت جامعة الأزهر بفصله.. الأمر الذي دفع سيد (أو سالى) إلى إقامة عدد من الدعاوى القضائية أمام مجلس الدولة ضد رئيس جامعة الأزهر آنذاك، طالب خلالها بإصدار حكم قضائى يلزم الجامعة باستكمال دراسته بكلية «الطب - بنات».

 

وعندما أصدرت محكمة القضاء الإداري حكمها لصالح «سالى»، كان أن طعنت «جامعة الأزهر» على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا.. وظلت القضية - بعد ذلك - منظورة قضائيا لعدة سنوات، نظرا لكثرة الطعون القضائية التي أقيمت من جانب جامعة الأزهر و«سالى» على حد سواء.

 



 

القضية الثانية، التي كان لها النصيب ذاته من الشهرة (ولكن بدرجة أقل من الضجة)، كانت قضية الفنانة «حنان الطويل» صاحبة الشخصية السينمائية الشهيرة «كوريا» فى فيلم «عسكر فى المعسكر» أمام الفنان محمد هنيدى.. التي أدت - كذلك - شخصية «ميس انشراح» فى فيلم «الناظر» أمام النجمين علاء ولى الدين وأحمد حلمى.

 

 

 
 
 
 

 

الفنانة حنان كان اسمها الأول «طارق».

 

 

بأحد اللقاءات الإعلامية، قالت حنان إنها كانت تشعر - دائما - بأنها غريبة عن عالم الذكور.. وعندما كان يراها الآخرون، كانوا يشعرون تجاهها بالشفقة؛ لأنها حسب المظهر رجل.. لكن تسيطر على تصرفاتها سلوكيات أنثوية سواء فى أسلوب الحديث أو حركاته أثناء المحادثة.. لدرجة أنها كانت تترك شعرها مثل الفتيات، وتميل لاستعمال أدوات الماكياج.

 

 

مما جعل الناس فى حيرة من أمرها.. وهو ما دفعها للسفر خارج البلاد، لإجراء العملية، والتحول من «طارق» لـ«حنان».

 



 

منذ عدة سنوات حقق كل من المحامى العام لنيابات أسيوط ووزارة الصحة مع دكتور تجميل يدعى «محمود . أ» قام بإجراء تحول جنسى للشاب «إسلام» الذي كان يبلغ من العمر حينها 22 عامًا وحوله إلى فتاة.

 

 

واعترف الدكتور محمود بإجراء العملية.. وقال إنه تقاضى 27 ألف جنيه أجرًا للعملية... وأن إسلام أوشك على الانتحار أكثر من مرة.. وكانت حالته النفسية صعبة للغاية.. وقدم له - أى للطبيب- عدة مستندات منها تقارير للطب النفسى عن حالته.. الأمر الذي دفعه لإجراء العملية.

 



 

د. شوقى حداد -الأستاذ بكلية الطب قصر العينى ووكيل نقابة الأطباء الأسبق - قال لنا: عدد حالات التحول الجنسى فى مصر قليلة للغاية، ففى كل عام تتلقى النقابة طلبًا أو اثنين للحصول على موافقة بإجراء عملية تحول جنسى.

 

 

وتابع: تبدأ رحلة المتحول جنسيًا من نقابة الأطباء بتقديم ملف خاص بحالته النفسية والبدنية والتحاليل والفحوصات الطبية اللازمة.. ومنها الخريطة الكروموسومية... ثم يعرض هذا الملف على لجنة بالنقابة تتكون من 7 أعضاء هم: أستاذ جينات وراثية، وغدد، وطبيب أطفال، وأستاذ ذكورة، واثنان من الأطباء النفسيين، وأستاذ فقه وشريعة من الأزهر للموافقة الشرعية على إجراء عملية التحويل.

 

 

وبعد التأكد من التحاليل والفحوصات وأن الخريطة الكروموسومية لمقدم طلب التحول تميل إلى الجنس الآخر، يتم الموافقة على إجراء العملية.. ويتوجه المتحول بعد ذلك لمصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية، لتقديم طلب بتحويل النوع والاسم فى بطاقة الرقم القومى.

 

 

د. جمال فرويز - استشارى الطب النفسى - قسَّم التحول الجنسى إلى شقين:

 

 

الأول أن يحمل الشخص هورمونات ذكورية وأنثوية فى آن واحد.. ويتم التأكد من هذا بإجراء أشعة سونار على البطن والحوض وتحاليل لهورمونات الاستروجين، والبروجيسترون، وبالنسبة للرجل يتم عمل أشعة «سونار» على البروستاتا وإجراء تحاليل على هورمون التيستوستيرون.

 

 

والشق الثانى هو امتلاك الشاب أو الفتاة كل الهورمونات الطبيعية لجنسهم ولكن يريدون التخلص من صفاتهم الأساسية والتحول إلى الجنس الآخر نتيجة لمشاكل تتعلق بالنشأة والتربية أو المشاكل النفسية.

 

 

وأضاف: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تضارب الهورمونات الأنثوية والذكورية معا يتم إخبارهم بالاختيار بين الحياة الذكورية أو الحياة الأنثوية.. وبعد إجراء عملية التحول يتم استكمال الحياة بصورة طبيعية، سواء كان ذكرًا أم أنثى.

 

 

لكن المشكلة فى الأشخاص الذين لا يعانون من أى مشاكل فى الهرومونات ويريدون التحول الجنسى.. وهؤلاء لا يمكنهم ممارسة حياتهم الجنسية بصورة طبيعية بعد إجراء العملية.. وهو الأمر الذي قد يدفعهم إلى التفكير فى الانتحار.. وهؤلاء نسبتهم 98 ٪ من الذين يريدون التحويل الجنسى!

 

 

د. أيمن فتحى - إخصائى العلاج النفسى -  قال: إن 98 ٪ من الذين يريدون التحول الجنسى لا يعانون من تضارب الهورمونات:

 

 

إن من يريد التحول الجنسى فى هذه الحالة يعانى - يقينًا - من مشكلة نفسية سببها التنشئة الأسرية والتربية النفسية داخل الأسرة التي تعامل الولد بدلع وتلبى كل طلباته وتشعره بأن شكله جميل، هذا بالإضافة إلى غياب دور الأب فى حياة الولد.. فكل هذا يجعل الولد لديه الرغبة فى التحول إلى فتاة!

 

 

والشيء نفسه بالنسبة للفتاة التي تريد التحول إلى ولد.. إذ تعاملها الأسرة كأنها ولد.. وكان لدى إحدى الحالات، وهى «بنت» تريد التحول لولد.. وبعد الجلوس معها ومع أسرتها اكتشفت أن والدها يعمل حدادا وهى أكبر أخواتها وعاملها والدها كأنها ولد تنزل معه الورشة ويعتمد عليها فى شراء ما تحتاجه الورشة أو المنزل ويأخذها معه فى كل مكان يذهب إليه.

 

 

وأضاف: لهذا كله فإن علاج مثل هذه الحالات يتوقف على الأسرة مع الطبيب ومن يفشل فى العلاج هى الحالات التي تعانى من التفكك الأسرى الشديد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز