من جوا الكهف (2).. حكاية ديربي لا يعرف سوى القتال حتى الموت
يبدو أنه كُتب على حب كرة القدم في قلوبنا الخلود للأبد، فتهدأ ارواحنا حيث وجدت، ويُشعل حماسنا في حضرت فريقنا المفضل، فهناك روايات لا تنتهي بزوال أبطالها، وهناك معلومات إن جهل بها العقل فالقلب مؤمن بكل تفاصيلها.
فشغف المستديرة الذي ملأ ارواحنا، كان بوابتنا للإجابة عن عدة اسئلة كان أبرزها لماذا يرتدي الأهلي اللون الأحمر؟ ولم اختار غيره هذا الشعار؟ ومتي بدأ ديربي روما والعداوة التاريخية؟ جميعها معلومات سنرصدها لكم تباعا خلال سلسلة "من جوا الكهف".
تاريخ طويل من العداوة والكراهية، هذا هو الوصف الأمثل لديربي "روما" الذي يجمع بين لاتسيو وروما، وربما تساءلت ذات يوم عن السر وراء المشاحنات والعنف الذي يرتبط بمواجهات الثنائي وهل هو كروي فقط أم خرج عن سياق كونه مباراة كرة قدم وتحول إلى صراع خُلق منذ القدم.
ففي بداية القرن العشرين ظهر الصراع داخل الأراضي الإيطالية بين أندية الجنوب التي كانت تسعى لمنافسة أندية الشمال أمثال ميلان والأنتر ويوفنتوس على البطولات ولكن لم ينجح هدفهم ووجدوا صعوبة في تحقيق ذلك.
وظل الأمر يزداد صعوبة حتى قرر الرئيس الفاشي دوتشي موسوليني، بدمج عدة أندية من الجنوب بهدف تكوين كيان قوي وواحد قادر على تحقيق هدفهم جميعًا وبالفعل ضم ثلاثة فرق وهي ألبا أوداتشي وفورتيتودو وفوتبول دي روما تحت مسمى "ايه اس روما" في عام 1927.
ورفض جورجيو فاكارو أحد رجال النظام وكبير مشجعي لاتسيو الذي تأسس عام 1900 بدمج الفريق معهم ليبقى "البيانكلوشيستي" وحيداً.
ومن هنا بدأ الصراع بين الفريقين حيث كانت جماهير روما تصف جماهير لاتسيو بـ"الدخلاء" نظرًا لأن اغلبهم لم يكن من المدينة، بينما كان الرد الأخير بأن ناديهم تأسس قبل 27 عاما من الذئاب في إشارة منهم بأنهم من جلبوا كرة القدم إلى العاصمة.
ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل كان للعنصرية نصيبًا أيضًا بعدما رفض لاتسيو تواجد لاعبين ذوي بشرة سمراء داخل صفوف الفريق، على عكس روما الذي كان بمثابة نادي "الشعب" بمختلف أطيافه دون تمييز.



