عاجل
الخميس 23 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
فيديو يوجع القلب

فيديو يوجع القلب

نحاول أن نتحلى بالأمل في أن يجد العلماء والباحثون في العالم عقارا للعلاج من فيروس كورونا القاتل أو لقاحا لتحصين الناس ضده، ولكن الوضع مأساوي والوقت يمر والضحايا يزيدون ويجب ألا نتراخى في اتباع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول، سواء بالالتزام بالحجر المنزلي والعمل من المنزل قدر المستطاع، وعدم الخروج الا للضرورة القصوى.



 

وصلنى هذا الأسبوع فيديو من أمريكا يدمي القلب ويجعلنا جميعا ندق ناقوس الخطر بضرورة الاحتراس من عدو حقيقي لا يفرق بين البشر على أساس جنسهم او دينهم او جنسيتهم، لا يفرق بين كبار وشباب أو أطفال.

 

الفيديو الذي وصلني عبر أحد اصدقائي، وقد وصله في إطار سعيه للتواصل مع معارف لنا في أمريكا للاطمئنان على صديق لنا شاء حظه العثر ان يكون في زيارة لأمريكا لإنجاز بعض أعماله هناك، قبل اكتشاف حالات إصابة بكورنا هناك، وإغلاق حركة الطيران بين أمريكا والعالم، ليكتشف هو نفسه انه مصاب باعراض كورونا ويتم احتجازه في غرفة وحيدا في المستشفى، وخلال اسبوع اصبح بجواره ثلاثة مصابين ثم سبعة ثم ما يقرب من ١٣ شخصا في الغرفة، ليجد نفسه مطرودا من المستشفى رغم انه يقاسي ألم المرض، بحجة انه ليس أمريكيا، وان هناك من هم أولى بالرعاية منه، وان حالته مستقرة ويمكنه ان يستكمل علاجه بالمنزل وفوجئ بإدارة المستشفى احضرت له سيارة أوبر، وظن فى البداية انهم سينقلونه لمكان آخر لإجراء تحاليل، ولكن فوجئ انه امام الفندق الذي كان يقيم فيه قبل نقله للمستشفى، واصبح مجبرا ان يذهب للفندق بدلا من ان يسقط في الشارع، والحمد لله بعد أكثر من شهر حالته الآن تحسنت وهو في انتظار فتح الطيران ليعود لمصر ويخضع للحجر الصحي بمرسى علم.

 

أعود لكم للفيديو الذي وصلني، والذي تم تصويره بمكتب احد متعهدي الدفن للمسلمين، الفيديو يقول الذي قام بتصويره انه يعتذر لصعوبة المشاهد لكنه يريد ان يوضح للناس مدى تأثير فيروس كورونا وخطورته، حيث يبدأ المشهد الأول بتصوير للشارع الذي تبدو فيه معالم مدينة نيويورك وسيارات شرطتها المميزة، ثم يافطة للمكتب بالعربية والانجليزية، ويدخل الراجل وبعد حديث قصير وسؤال عن عدد ضحايا فيروس كورونا يقول الموظف الموجود بالمكتب: أمس قمنا بدفن عشرة اشخاص واليوم لدينا ٥٥ جثة.. ويستأذن مصور الفيديو في دخول غرف ثلاجات الموتى، وما ان يدخل حتى تظهر الجثث الملفوفة في اكفانها في كل مكان وقد تراصت في مشهد موجع، حتى يخيل لك انها وضعت على الكنب وفوق المكاتب لعدم وجود اماكن لتخزينها لحين دفنها، ويتحرك الرجل من غرفة لأخرى بصحبة الرجل الذي يرتدي كمامة ونظارة وقفازات بين الجثث، من ممر لآخر ومن غرفة لأخرى، والجثث ملقاة وقد تدثر بعضها في اكفانه وبعضها ظهرت اقدامه من الأقمشة التي تغطيها، لتظهر صورة جثة تبدو لشاب صغير، ليعلق المصور ، لا حول ولا قوة الا بالله، الفيروس يحصد الجميع، شاهدوا جثة لشاب صغير رحمه الله.

 

مشاهد موجعة مفزعة تؤلم القلوب وترعب النفوس لكنها حقيقية، اعتذر انا عن نقلها لكم كتابة، ولكن ما بال من شاهدها صوتًا وصورة، لم تطاوعنى نفسي لنشر الفيديو حتى إن كان الهدف هو توعية الناس من الخطر والتحذير من مشهد بشع نجانا الله وإياكم منه، ولكن آثرت ان انقل لكم المشهد لأذكر نفسي وإياكم بضرورة عدم التهاون في الاحتياطات والإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا.

 

الخطر لا شك محيط بنا ونسأل الله منه السلامة، والوضع مخيف في ظل الزحام الذي ما زالت تشهده شوارعنا في القاهرة والمحافظات المختلفة، التهاون خطر، الحكومة والدولة بكل مؤسستها يتخذون كافة الإجراءات التي تحافظ على سلامة المواطنين، وبقي وعي المواطنين انفسهم لنعبر الخطر، مررنا بمرحلة خطرة وتبقت مراحل أكثر خطورة، طالما ان هناك حالات مصابة بالفيروس ما زالت تظهر، فمن الغباء والخطر الكبير ان تحدث اي تجمعات سواء لافراح او اي مناسبات أخرى، او يمشي الناس وسط الزحام دون الحذر والاحتراس، فأمريكا على اتساعها وبنظامها الصحي المتطور وتعدادها الذي يتجاوز ٣٠٠ مليون نسمة، عدد المصابين فيها تجاوز ٧٢٠ الفا، وعدد الوفيات تجاوز ٥٠٠٠ جراء كورونا في أقل من شهر، ومصر تعدادها يتجاوز بالمقيمين ١٠٠ مليون نسمة، والحمد لله لم نتخط حتى اللحظة حاجز ٣٠٠٠ مصاب و٢٠٠ ضحية، والحمد لله المتعافون يزيدون على ٦٠٠ شخص ونتمنى الا يحدث اي زيادة كبيرة في المصابين، ولذلك يجب الا تخفت التوعية باستمرار من فيروس كورونا في كل مكان ولا تقل الإجراءات او يتم التراخي في تطبيقها حتى لا يحدث ما لا نتمناه ولا نستطيع ان نطيقه.

 

فيروس كورونا لا يزال يواصل حربه الشرسة، وكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل ثانية يفرض سيطرته على جسد البشر فيحتل خلاياهم ويدمر رئاتهم ويزهق أرواحهم، الكثيرون لا يزالون غير مصدقين للشراسة الشديدة لفيروس القرن الواحد والعشرين وسرعة انتشاره، لكن يجب ان نعيد تذكير أنفسنا والمقربين منا وأسرنا والمحيطين منا، ونحذرهم من الخطر، حفظكم الله من شر هذا الفيروس وحفظ مصر وشعبها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز