تعرف على سر عين الصحراء "صور"

لا تكف الطبيعة عن إبهارنا دوما بما لا نستطيع فهمه أو تفسيره لكنه يبلغ من الجمال والتفرد ما يجعلنا نتوقف قليلا عن التفكير تاركين عقولنا لتأمل عظمة الخالق وبديع صنعه في هذا الكون وسره المثير ، رحلتنا اليوم عزيزي القارئ إلى قلب الصحراء القاحلة في موريتانيا، فاحجز لخيالك مكانا لمشاهدة أحد أغرب الظواهر الطبيعية على الإطلاق وأكثرها غموضا.

وكأنك تقف أمام مشهد من كوكب المشترى في مدينة "وادان" الأثرية أنت على موعد لزيارة واحدا من أغرب لتكوينات الجيولوجية المدهشة على كوكب الأرض وهو عين الصحراء أو كما يطلق عليه قلب الريشات وهو عبارة عن حفرة دائرية الشكل بقطر ضخم يبلغ 30 ميلا، وتحيط بها هالة من اللون الأزرق تشبه بؤبؤ العين والتي يمكن رؤيتها بالتفصيل الدقيق عن طريق القمر الصناعي من الفضاء الخارجي على هيئة عين كائن ضخم قابع في الصحراء كما تظهر التكوينات الصخرية المحيطة وكأنها جفن للعين ومن هنا جاءت تسميتها بعين الصحراء.

كان أول من اكتشف هذا المكان الفريد هو الباحث الفرنسي تيودور مونو في الثلاثينيات من القرن الماضي ثم توالت البعثات الكشفية لدراسة تلك المنطقة المحيرة وكينوناتها لمحاولة إيجاد تفسير علمي لها، وبرغم عدم التوصل إلى تصور واضح إلا انه قد تم طرح العديد من النظريات المهمة، منها أن عين الصحراء أو قلب الريشات تكون بفعل سقوط أحد النيازك على الأرض برغم عدم وجود أي دليل علمي على حدوث اصطدام لجسم خارجي بسطح الأرض، بينما رجحت نظريات أخرى حدوث انفجار بركاني أدى إلى تشكيل طبقات مختلفة الألوان منها الصخور الرسوبية والنارية مكونة هذا الشكل الدائري.

وفي إطار مواصلة السعي لدراسة هذا التكوين قام الباحث غويلايوم ماتون من جامعة كبك الكندية بأخذ عينات من صخرية عديدة اكتشف من خلالها حدوث انصهار عظيم تحت الأرض قبل 90 مليون سنة أدى إلى تشكل صخور نارية اتخذت هذا الشكل الدائري على الأرض.

ارتبطت منطقة عين الصحراء بالكثير من القصص المثيرة أيضا منها أنها تحتوي على عدد كبير من الكنوز والثروات كالألماس وأن أرضها تنبت مجموعة من النباتات النادرة جدا التي تستخدم في علاج الأمراض المستعصية بالإضافة لاعتبار المنطقة سببا في جني الثروات وتحسين الحالة المادية لمن يقيم بها.