دول الخليج تنعى مبارك وتستعيد مواقفه العروبية
صبحي شبانة
خيمت وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على المجالس العامة والخاصة في دول الخليج، التي استعادت مواقف مبارك العروبية التي انحاز فيها لدول الخليج، خصوصا مواقفه المشهودة في تحرير الكويت من الغزو العراقي، مطلع تسعينيات القرن الماضي.
ونعته دول الخليج في تأثر بالغ لوفاته، ووفاء لمسيرته الداعمة والمنحازة للأمن القومي الخليجي الذي اعتبره مبارك ركيزة للأمن القومي العربي والمصري، وأعلنت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الحداد على وفاته ونكست الأعلام لمدة يوم، فلم يحظَ رئيس عربي في دول الخليج شعوبا وحكومات بما حظي به الرئيس مبارك من تقدير بالغ ومحبة تلمسها بادية على الوجوه الحزينة لفقد زعيم عربي شعروا إبان فترة حكمه التي امتدت لثلاثة عقود بالامن والأمان الذي مكنهم من استثمار الوفرة المالية في تنفيذ الخطط التنموية العملاقة التي قفزت بدول الخليج اقتصاديا واجتماعيا.
وتناولت الصحف السعودية والخليجية الصادرة صباح اليوم الأربعاء في صدر صفحاتها الأولى خبر رحيل الرئيس مبارك وأفردت المقالات لكبار كتابها التي أثنت على الزعيم العربي الكبير واستعرضت مواقفه العروبية التي رسخت الامن في المنطقة طيلة فترة حكمه ، ففي صحيفة الشرق الأوسط كتب الصحفي السعودي مشاري الزايدي "حسني مبارك، ليس فقط من رموز النصر المصري العسكري الكبير في 1973، كما يراد حصره في هذه الصور من بعض بيانات النعي. لا؛ هو، إلى ذلك، زعيم من أهم زعماء العرب في أخريات القرن العشرين الماضي؛ قائد سياسي «عقلاني» في زمن عزّت فيه العقلانية لدى أغلب قادة العرب، وهو رجل صلب الإرادة، صادق الوطنية".
وفي نفس الصحيفة، كتب عبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة "جاء مبارك للرئاسة وعلاقات مصر مع أغلب الدول العربية مقطوعة، ومقر الجامعة العربية خارج القاهرة، ومسيرة السلام مع إسرائيل لم تكتمل بعد، وقضية طابا أمام محكمة العدل الدولية، وأحوال مصر الاقتصادية غير مستقرة، بالإضافة إلى التحديات الأمنية الداخلية. تساءل كثير من السياسيين المصريين والأجانب عن مدى قدرة الرئيس مبارك على قيادة مصر بقدرات السادات المخضرم الداهية الكبير نفسها، لكنَّه أثبت مقدرة كبيرة في القيادة".
وفي موقع العين الإماراتي كتب الكاتب المصري إميل إميل: "رحل الرجل الذي عصم دماء المصريين، وفضل التنحي والغياب من الصورة، وتسليم مقاليد الأمور إلى المؤسسة التي يثق في نزاهتها وقدرتها على إدارة شؤون البلاد، وطوال نحو تسع سنوات من مغادرته منصب الرئاسة، لم تخرج من فمه إساءة لمصر، أو سرب سرا من أسرار الدولة".