فيكين جيزمجيان يكشف تفاصيل أحدث مشروع علمي مصري عن الإبادة التركية للأرمن
هدي المصرى
كشف د.فيكين جيزمجيان رئيس جمعية القاهرة الخيرية الأرمينية العامة، والتي تُعد أحد أهم روافد الثقافة الأرمينية في مصر والعالم العربي، عن أن الجمعية انتهت من مشروع علمي فريد تحت عنوان (القضية الأرمنية في الصحافة العربية 1876– 1923).
وقال جيزمجيان، في تصريحات خاصة لــ”بوابة روزاليوسف”: إن الصحافة الصادرة في البلاد العربية وعلى رأسها مصر أم الدنيا ورمانة الميزان قد حوت على ما يمثل دليلًا دامغًا على ما حدث للأرمن من قبل الأتراك، حيث تناولت الصحف العربية قضية إبادة الأرمن في 36 ألف نص مستقاة من 253 دورية.
وأشار إلى جمع تلك الدوريات في 12مجلدًا صادرة عن جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة، من خلال فريق بحثي يترأسه المؤرخ المصري أ.د. محمد رفعت الإمام الأكاديمي الموضوعي صاحب البال الطويل في القضية الأرمنية.
وأوضح الباحث الأرميني أن أبرز هذه المجلدات هي: التدويل والإصلاحات 1876-1893، المذابح الحميدية 1894-1896، الأرمن وتركيا الفتاة 1897-1908، مذابح أضنة 1909، مشروع الإصلاحات 1910-1914، الإبادة الكبرى 1915– 1918، الاتفاقيات والمعاهدات 1918-1923
وأفاد: وتعكس هذه المجلدات كل وقائع وأحداث الإبادة إما في قالب إخباري وإما قوالب الرأي والرأي الآخر، وقد وثقت تلك الكمية الهائلة من الكتابات والشهادات معاناة الأرمن في الفضاء العثماني بشكل موضوعي.
بل أكثر من هذا، تُقدم مجموعة مجلدات (القضية الأرمنية في الصحافة العربية 1876-1923) إلى القارئ العربي في المقام الأول الحقيقة المجردة من واقع ما تركه الكتاب والمحللون والمراسلون العرب (المسلمون) الذين عاصروا الأحداث ودونوا بصدق وأمانة حقيقة ما حدث للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى والأربعة عقود السابقة عليها على يد الدولة التركية.
هذا ومن المتوقع أن يضع هذا المشروع الفريد سياسة الإنكار التركية في مأزق كبير ويكشف الادعاءات المستمرة بالتزييف التاريخي، ويضيف أرشيفًا مصريًا لقائمة الأرشيفات الأوروبية التي اكتظت بالوثائق التي طالما أنكرتها الدولة التركية.
وأعرب رئيس جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة عن أمله في أن يلزم المجتمع الدولي تركيا بعودة الحقوق إلى أصحابها بعد الاعتراف بأن ما حدث للأرمن إبان حكم العثمانيين (إبادة جماعية)، متوجها بالشكر للدولة المصرية شعبًا وقيادةً على الجهود التي بذلت وما زالت تجاه القضية الأرمينية.
من جانب آخر قال د. علي ثابت صبري، الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر: لقد مثلت القضية الأرمنية الذي راح ضحيتها ما بين مليون ومليون ونصف المليون أرمني أضخم إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية شهدها العصر الحديث، والتي خسر فيها الأرمن النفس والأرض، وباتت الجريمة التي تُطارد مرتكبيها في كل مكان.
ويُمثل الآن ما حدث للأرمن في الفترة من 1878 (تدويل القضية) حتى 1923 (اغتيال القضية) مشكلة مزمنة للنظام التركي يكمن حلها في عودة الحقوق لأصحابها، بيد أن تركيا ما زالت تمارس سياسة الإنكار، وترفض أن تتصالح مع تاريخها، ارتكازًا على أن الاعتراف قد يكلفها تدمير الجمهورية التركية ماديًا وجغرافيًا.
وأضاف: والسؤال المطروح هنا لماذا الإنكار التركي بعد الاعترافات الدولية المتوالية (روسيا- فرنسا– الولايات المتحدة- ألمانيا– النمسا– إيطاليا... إلخ)؟ جاءت اعترافات الدول الكبرى دليلًا دامغًا على الإجرام التركي ضد الشعب الأرمني، أضف أيضا، أن ألمانيا والنمسا الحليفتين السابقتين للدولة العثمانية قد أقرتا بتحمل مسؤوليتها عما اقترفاه فيما يتصل بالإبادة الجماعية للأرمن، ناهيك عن الوثائق التركية التي أخرجها المؤرخ التركي تانير أكجام فيما يخص أوامر الترحيل والتخلص نهائيًا من الشعب الأرمني، ووثائق الأرشيفات الأوروبية، ووثائق عربية.
وأوضح صبري أن سياسة الإنكار التركي ترتكز على حصر القضية الأرمنية في هل حدثت الإبادة أم لا، وبذلك، يظل الأرمن مشغولين بالدفاع عن قضيتهم التاريخية، ويمر المشروع التركي الذي سيعلن عنه في العام 2023 بانتهاء معاهدة لوزان وإحداث تغيرات جيوسياسية عبر توسعات تركية دون ارتباطات دولية، ويخرج الأرمن صفر اليدين كما فعلت معهم في معاهدة لوزان 1923 ومن قبلها تشويه ملامح الدولة الأرمنية التي أقرت بموجب معاهدة سيفر 10 أغسطس 1920، والحدود النهائية لأرمينية التي أعلنت بموجب إعلان الرئيس الأمريكي ويلسون في 22 نوفمبر 1920 معطيًا إياها مساحة تبلغ 100 ألف كيلومتر شملت معظم ولايات فان وبيتليس وأرضروم فضلًا على ميناء طرابيزون على البحر الأسود.