الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سر اهتمام العالم العربي بالدورتين السنويتين في بـكـين

سر اهتمام العالم
سر اهتمام العالم العربي بالدورتين السنويتين في بـكـين
كتب - هدى المصرى

اهتمت وسائل الإعلام العالمية وبالأخص العربية خلال الأيام الماضية بالدورتين السنويتين" للهيئة التشريعية العليا والجهاز الاستشاري السياسي الأعلى في الصين، واللتين افتتحتا في الأسبوع الماضي واختتمت أحدهما أمس الأربعاء، ، وبالمعلومات التي ستقوم بإصدارها للعالم، والسياسات التي ستطورها الصين.

يرجع الخبراء اهتمام العالم ككل بأعمال الدورتين السنويتين المنعقدتين ببكين ، و ما يقوم به النواب الصينيون من رسم مستقبل سياسات بكين الاقتصادية والسياسية خلال 2019 إلى عدة أسباب فى مقدمتها النهضة التى حققتها بكين  خلال 40 سنة من الإصلاح والانفتاح ما جعل العالم يتطلع لمعرفة ما ستفعله الصين، وما هو اتجاه التقدم في الصين.

ولذلك كانت الموضوعات التى طرحت على جدول أعمال المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني محط أنظار العالم ، الذى أصبح في نصف القرن الماضي، أو بشكل أدق في الـ20 سنة الماضية، وحدة مترابطة على نحو متزايد ، وما يحدث في بلد ما ينتشر إلى أنحاء العالم بطريقة سريعة.

وفي الدورتين السنويتين الصينيتين هذا العام ، استخدمت وسائل الإعلام كثيرا من وسائل الاتصال الجديدة ، مثل تحليل البيانات الضخمة والبث المباشر وما إلى ذلك من أساليب متنوعة تسمح للناس بمواكبة جدول الدورتين السنويتين في الصين. 

كما ان الدورتين السنويتين للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني والمجلس الوطني الـ13 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أهم حدث سياسى فى الصين وقد  تناول هذا العام محاور هامة من بينها حماية حقوق المستثمرين الأجانب ومصالحهم المشروعة، والقضاء على الفقر، وزيادة درجة الانفتاح على الخارج، وتعزيز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، هذا بالإضافة إلى مواضيع داخلية عدة.

بؤرة اهتمام للعالم العربي

تركز الصين في هذه السنوات على دفع الانفتاح إلى مستوى أعلى، سواء من خلال مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها عام 2013 أو معرض الصين الدولي للاستيراد الذي عقد دورته الأولى في شانغهاي في نوفمبر من العام الماضي. وأعطت الصين ولا تزال تعطي لضمان مصالح المستثمرين الأجانب مكانة مهمة في سياستها، لتحسين البيئة الداخلية وطمأنة رجال الأعمال الأجانب.

وخلال الدورتين، قام نواب الشعب الصيني بمراجعة مسودة جديدة لقانون الاستثمار الأجنبي، من شأنها أن تمنح رجال الأعمال الأجانب مزيدا من الحرية والتسهيلات وتضمن تمتع الشركات الأجنبية بالمساواة والعدالة وعدم التمييز بينها وبين نظيراتها الوطنية، هذا إلى جانب تقليص القائمة السلبية الخاصة بالاستثمار الأجنبي.

وبالنسبة للعالم العربى فإن قانون الاستثمار الجديد من النقاط  الهامة والمضيئة ، وبه تبعث الصين إشارة إيجابية للعالم العربى من شأنها أن تعزز ثقة المستثمرين و رجال الاعمال العرب لما يقدمه القانون الجديد من تسهيلات وتحفيزات وضمانات للمستثمر العربى بما يشكل قفزة نوعية في عملية استقطاب الرأسمال العربى إلى الصين، ويفتح آفاقا جديدة للتعاون .

تجربة اقتصادية ملهمة

شهد الاقتصاد الصيني نموا سريعا خلال السنوات الـ40 الماضية مع تمسك البلاد بكل ثبات بسياسة الانفتاح، وتعمل الصين اليوم جاهدة على تعميق الإصلاح وتحويل هيكلها الاقتصادي وجنى المزيد من ثمار التنمية وتقاسمها مع العالم.

وفى هذا السياق ، يشير الخبراء الى سعى الصين إلى تحويل نمط نمو اقتصادها من سريع إلى عالي الجودة وتضييق الفجوة بين تنمية الريف والحضر. ونتيجة لذلك، استطاعت خلق الملايين من الوظائف الجديدة. هذا علاوة على مواصلتها العمل في معركتها ضد الفقر المدقع، حيث قال ليو يونغ فو مدير مكتب المجموعة القيادية للتنمية والحد من الفقر بمجلس الدولة الصيني خلال أعمال الدورتين إن الصين استطاعت انتشال أكثر من 68 مليون شخص من الفقر في السنوات الخمس الماضية.

وقد حددت الصين هدفاً متمثلا في القضاء على الفقر المطلق وإنجاز بناء مجتمع رغيد العيش على نحو شامل في عام 2020 والذي يتطلب أن يصبح كافة المواطنين فوق مستوى خط الفقر.

وهى تجربة ملهمة فى حد ذاتها للعديد من البلدان العربية الطموحة والتى تنظر لبكين بإعتبارها تجربة اقتصادية فريدة فى الانفتاح الإقتصادى و التنموى والقضاء على الفقر المدقع وخلق الملايين من فرص العمل وارتفاع الناتج المحلى ، فالصين هى الدولة الاولى على مستوى العالم فى ارتفاع الناتج المحلى بها وبالتالى هى مطمح لكل الدول العربية للتعاون و عقد الشراكة معها .

الحزام والطريق وتعميق العلاقات مع العرب

خلال الدورتين، أعلن أن إجمالي 152 دولة ومنظمة دولية وقعت وثائق تعاون مع الصين حول مبادرة "الحزام والطريق". وأن 67 دولة وقعت مثل هذه الوثائق مع الصين خلال عام 2018 وحده.

وفي الواقع يزداد التعاون الصيني العربي قوة ومتانة منذ أمد طويل وخاصة بعد طرح المبادرة التي لاقت ترحيبا كبيرا من جانب البلدان العربية.

ففي سبتمبر الماضي خلال زيارته للصين لحضور قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجددا دعم مصر لمبادرة "الحزام والطريق"، معتبرا بلاده شريكا حضاريا وتاريخيا للصين في تلك المبادرة.

كما عبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود خلال زيارته للصين في الشهر الماضي عن الرغبة في تحقيق الترابط بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية و"رؤية 2030" السعودية بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما.

وثمنت الكويت مبادرة الحزام والطريق الصينية وقررت إدراجها مع (رؤية الكويت 2035) من خلال مشروعي مدينة الحرير والجزر الخمس في المنطقة الشمالية بالكويت .

وبالفعل، تعززت مجالات التعاون التقليدية بين الصين والعالم العربي في السنوات الأخيرة في إطار المبادرة، وهي في طريقها الآن إلى الانتقال إلى مجالات أخرى بما فيها التكنولوجيا المتقدمة سواء في مجال الاتصالات مثل تقنية 5G وVR التي استخدمت في تغطية الأخبار خلال الدورتين أو مجال المواصلات مثل القطارات فائقة السرعة.

تم نسخ الرابط