"موجة دافئة".. حكايات المحبة والسلام ترويها عزة بدر بـ"نادي القصة"
كتب - بوابة روز اليوسف
بقلمها المتفرد، الذي استطاع أن يجمع بين المتناقضات، ليشكل حالة خاصة من الإلهام رسمت بها وجهًا للوطن وللحياة أكثر بشاشة وإشراقًا، قدمت لنا عزة بدر الروائية والكاتبة الصحفية مجموعتها القصصية "موجة دافئة" في ندوة بـ"نادي القصة" الاثنين الماضي، أدارها الناقد الأدبي ربيع مفتاح وناقشها الناقدان الدكتور عبد الناصر حسن، وشوقي عبد الحميد.
صانعة السلام
"كفى إرهابًا.. نريد السلام موجة دافئة تأخذ بيدي ويد العالم، لا تدع فقيرا إلا وفى يده ثروة من أمل، ولا تدع غنيًا إلا وفى يده باقة من فرح، وتبعث ما أرتعش في قلبي من نديف حلوى غزل البنات وتدحرج على صدري مالم تعرفه النساء من حبات النبق والرمان".
كان هذا أحد النصوص التي خطتها عزة بدر في مجموعتها القصصية، وربما هو ذاته الذي حدا بالدكتور عبد الناصر حسن إلى وصف "بدر" بأنها صانعة السلام والمحبة والود، وأضاف حسن بأنها تسعى لتحقيق حلم يراودها بالحياة التي يعمها السلام والرضا الاجتماعي، لافتًا في تعليقه على المجموعة إلى أنها تتخير من القصص القصيرة محاور بعينها، كما أنها تلتفت إلى ثقافة التساؤل وشحذ التفكير، إضافة إلى اهتمامها بالوصف الذي أولت له عناية فائقة بالتفاصيل الدقيقة، كما أنها جعلت من هذا التوصيف توصيفًا منمقًا يدفع القارئ لأن يتصور أن هذا نصًا شعريًا.
وأشار حسن إلى اعتناء الكاتبة عناية كبيرة باختيار العنوان، سواء كان عنوان المجموعة أو حتى العناوين الفرعية، مؤكدًا أن الأعمال التي قدمتها تجنح إلى حد كبير إلى العاطفية، وتسعى أن تغيّر من الوعي الكتابي، فجميع أعمالها بها تنوع كبير، إضافة إلى اعتمادها على الرمز إلى حد كبير في أعمالها التي تناولت أيضًا قضايا المرأة أو ما يطلق عليها "النسوية"، كما أنها في نهاية كل أعمالها تنتصر للحياة وللسلام.
ثقافة الحياة
"عينا البحر واسعتان إلى حد الشغف، فيهما سفن تحلِّق في السماء وطيارات تهوى بمناقيرها إلى عمق البحر لتأتلق وتنزع عن القماقم أقفالها والصدأ، عينا البحر واسعتان، عامرتان بالدمع الحلو وبالقُبَل"
كان هذا أيضًا ملمح من إبداعات "موجة دافئة"، يدفعك دفعًا إلى أن تعشق البحر ومعه الحياة، ولم يبتعد هذا المعنى كثيرًا عن وصف الناقد شوقي عبد الحميد لبدر بأنها حوَّلت الثقافة العربية من ثقافة الموت إلى ثقافة الحياة.
فيقول عبد الحميد: "أننا إذا كنا نعتبر الثقافة العربية هي ثقافة موت، فإن عزة بدر حولتها إلى ثقافة الحياة، عن طريق استدعاؤها للغة الحب في أعمالها، كما أنها باستدعائها للرومانسية لم تبتعد عن الحياة الواقعية، بل إنها استطاعت أن ترتبط بينهما بنجاح، وتتعرض للواقع بسلاسة، مضيفًا أن عزة بدر جاءت إلى عالم القصة القصيرة مصطحبة معها الشعر في إشارة لإبداعات "بدر" الشعرية؛ لافتًا إلى أن "بدر" اعتمدت على الأسلوب الخبري في مجموعتها التي تعتبر المتعة أهم ما ميّزها.
وتقع المجموعة القصصية "موجة دافئة" في 146 صفحة من القطع المتوسط، من إصدار الهيئة العامة للكتاب، وتنوعت عناوينها بين "موجة دافئة، رقصة تليق بالحياة، العربة والحصان، أغنية للمترو، المولد، غزلان، الحنين إلى غابة، عروة الورد، الغزالة الأخيرة، في المحبة، نفس المكان، ثلاث بنات، نبق أخضر، صنعة لطافة، سلامات".