
معماريون وخبراء يناقشون سبل عودة الروح للقاهرة التراثية

كتب - محمد خضير
في تجمع ثقافي فريد عقدت ندوة "مستقبل القاهرة التاريخية" بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية التي تحدث بها مجموعة من القامات البارزة في مجال الحفاظ على التراث العمراني والمعماري وهم المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والدكتور محمد الكحلاوي أمين عام اتحاد الأثريين العرب ومحمود عبد الله خبير إدارة الأصول وإعادة الهيكلة، وأدار الندوة الإعلامي جمال الشاعر.
وفي البداية تحدث المهندس محمد أبو سعدة" عن آليات تطبيق قانون الحفظ على التراث المعماري بحسم من أجل عودة القاهرة لما كانت عليه منذ إنشائها في عهد الخديو إسماعيل، موضحاً أن القرارات الصعبة تتطلب جرأه في التناول وهو ما حدث في عهد الخديو لذلك نسعى لعودة القاهرة ووسط البلد لكونها محورا ثقافيا مهما وهذا يتطلب دور المشاركة المجتمعية مع تطبيق القانون، وهو ما حدث في المرحلة الأولى من تطوير القاهرة الخديوية فتم تشكيل اتحاد شاغلين من الشوارع التي تم تطويرها مثل الشريفين والبورصة والألفي من سكان هذه المناطق، وهو ما جعلهم يشاركون في الصيانة والنظافة، وهو ما عزز الإحساس بالقيمة التراثية للمكان، وبالتالي العائد والفائدة، وهو ما نسعى لتحقيقه في القاهرة بأكملها حتى نتمكن من عودة القاهرة الخديوية لتكون العاصمة التراثية ووضعها على قائمة التراث العالمي اليونسكو إلى جانب القاهرة التاريخية التي تم تسجيلها عام 1979، ووجود العاصمة الإدارية الجديدة يساعدنا في تحقيق هذا الهدف بعد نقل الوزارات والهيئات الحكومية للعاصمة الجديدة.
وأضاف أبو سعدة أنه سوف يتم البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير حديقة الأزبكية وعودتها لما كانت عليه لتكون الرئة الخضراء بوسط البلد فور الانتهاء من الخط الثالث للمترو.
وتحدث محمود عبد الله، عن الآليات الاقتصادية التي تغيرت بتغير وسط البلد مما أدي إلى إهدار القيمة الاقتصادية لوسط البلد على مدار الخمسين عام الماضية، لذلك تم تشكيل اللجنة القومية لحماية وتطوير القاهرة التراثية في محاولة لخلق فراغات عمرانية جديدة بوسط البلد عن طريق تفريغها من المباني الحكومية لإعادة الدور الاقتصادي والثقافي لوسط البلد حتى ترجع الحياة من جديد لجروبي وسينمات وسط البلد التي أصبحت مغلقة وعودة الحياة بالقاهرة التراثية هي في صالح المواطن البسيط.
كما أضاف عبد الله أن اللجنة القومية لها لجان فرعية للمساعدة في تطبيق القوانين والدراسات التي تساعد على تحقيق عودة القاهرة التراثية لما كانت عليه عمرانياً وثقافياً واقتصادياً.
وتحدث الدكتور محمد الكحلاوي عن جماليات القاهرة التاريخية والفاطمية التي كانت نموذجاً عمرانياً يحتذى به وكانت مصدر للإلهام للعديد من الدول العربية وولع بها الأجانب والمستشرقين، كما رصد للتحديات والتعديات التي تواجهها القاهرة التاريخية.
لذلك لا بد من تأهيل البشر مع تأهيل الحجر وخلق حالة من الوعي بأهمية الأثر والتراث العمراني ما يعظم الفائدة المجتمعية والاقتصادية للمنطقة بأثرها لجعلها متحفا مفتوحا على غرار ما حدث من تطوير لشارع المعز.
حضر الندوة العديد من الإعلاميين والشخصيات العامة من المهتمين بالتراث.