"الوزارية العربية" لمتابعة الأزمة مع إيران تعقد اجتماعها التاسع
عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بتطورات الأزمة مع إيـ ران وسـبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والمكونة من كل من : دولة الإمـارات العربية المتحدة (رئاسة اللجنة )، مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، جمهورية مـصر
العربية، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، اجتماعها التاسع في مقر الأ مانة العامـة بتاريخ 11 سبتمبر 2018 على هامش اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية (150(.
ناقشت اللجنة الوزارية تطورات الأزمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانيـة ومـسار العلاقات العربية مع إيران وسبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الـشؤو ن الداخليـة للـدول العربية، واطلعت في هذا الشأن على التقرير الذي أعدته الأمانة العامة والرصد الذي قامت به
حول أبرز التصريحات السلبية للمسؤولين الإيرانيين تجاه الدول العربية ، وكذلك التقرير الذي أعدته دولة الإمارات العربية المتحدة حول أنشطة إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والإجراءات المتخذة من قبلها لمواجهة تلك التدخلات .
وأدانت اللجنة الوزارية استمرار التدخلات الإيرانية في الـشؤون الداخليـة للـدول العربية، واستنكرت في ذات الوقت التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبـل المـسؤولين الإيرانيين ضد الدو ل العربية، كما أعربت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران مـن تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابيـة في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة يهدد الأمـن القومي العربي، الأمر ا لذي يعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قـضايا وأزمـات المنطقـة
بالطرق السلمية وطالبتها بالكف عن ذلك . كما أدانت اللجنة مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية في الدول العربية،
بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل الأراضي اليمنيـة علـى المملكة العربية السعودية، والذي يشكل خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن رقم 2216) 2015 (
الذي ينص على ضرورة الامتناع عن تسليح المليشيات ، مؤكدة على دعمها للإجراءات التـي تتخذها المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من أجل التصدي لهذه الأعمـال العدوانيـة حماية لأمنها واستقرارها .
واستنكرت اللجنة وأدانت التدخلات والأعمال الإيرانية التخريبية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ونوهت بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب، كمـا رحبـت اللجنـة بالتقرير المقدم من مملكة البحرين، حول تورط إيران في دعمها لما يسمى بـسرايا الأ شـتر الإرهابية والتي تتخذ من إيران مقراً لها والتي تعمل على زعزعة الأمـن والاسـتقرار فـي المملكة، وذلك من خلال تزويدهم بالأسلحة والمتفجرات، وتمويلهم وتدريبهم في معـسكرات برعاية من الحرس الثوري الإيراني وحزب االله الإرهابي .
كما رحبت اللجنة بقرارات عدد من الدول بت صنيف ما يسمى بسرايا الأشتر الإرهابية في مملكة البحرين والتي تتخذ من إيران مقراً لها، كمنظمة إرهابية، وعدد من أعضائها على قائمة الإرهاب، ويعكس هذا الموقف إصرار دول العـالم علـى التـصدي للإرهـاب علـى
الصعيدين الإقليمي والدولي، وكل من يقوم بدعمه أو التحريض عليه والتعاطف معه، ويمثـل دعماً لجهود مملكة البحرين والإجراءات التي تقوم بها في تعزيز الأمن والاسـتقرار والـسلم فيها .
ونوهت اللجنة بتمكن الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين من إحباط عدد من الأعمال والمخططات الإرهابية، والقبض على 116 من العناصر الإرهابية التي تنتمي إلـى تنظـيم إرهابي، لَم ع الحرس الثوري الإيراني وأذرعه الخارجية ومنها كتائب عصائب أهل الحـق
الإرهابية وحزب االله الإرهابي على تشكيله وتمويله وتدريب عناصره وتزويـدهم بالأسـ لحة والعبوات الناسفة، للقيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية الخطيرة والإخلال بالأمن والاسـتقرار وضرب الاقتصاد في مملكة البحرين .
ونددت اللجنة ب استمرار التدخل الإيراني والتركي في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سورية و سيادتها و أمنها واسـت قرارها ووحـدتها الوطنيـة وسلامتها الإقليمية وأن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجـل تـسوية الأزمـة السورية بالطرق السلمية وفقا لمضامين جنيف 1 .( )
وأعربت اللجنة عن التضامن مع قرار المملكة المغربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران نظرا لما تمارسه هذه الأخيرة وحليفها حزب االله الإرهـابي مـن تـدخلات خطيـرة ومرفوضة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية عبر محاولة تسليح وتدريب عناصـر تهـدد امن واستقرار المغرب، والذي يأتي استمراراً لنهج إيـران المزعـزع للأمـن والاسـتقرار الإقليمي
كما أعربت اللجنة عن إدانتها للتهديدات الإيرانية المباشرة للملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، وكذلك تهديدها للملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر وكلائهـا فـي المنطقة، بما في ذلك استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية مؤخراً لناقلة نفط سعودية في مضيق باب المندب؛ والتي تشكل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي .
وأعربت اللجنة عن قلقها من البرنامج النووي الإيراني بما في ذلك بشأن جدية التزام إيران بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA ،(وقدرة هذا الاتفاق على منع إيـران من الحصول على السلاح النووي في المستقبل، خاصةً في ظل سياسات إيران العدائيـة فـي المنطقة ك.
ما أكدت على ضرورة مراقبة تطورات هذا الملف . كما أدانت اللجنة استمرار إيران في تطوير برنامجها للصواريخ الباليـستية وتزويـد الحوثيين بها ، وأدانت إطلاق الصواريخ إيرانية الصنع والتي استهدفت من خلالهـا ميليـشيات الحوثي الإرهابية المملكة العربية السعودية، بما في ذلك إطلاق 190 صاروخاً باليستي اً علـى عدد من المدن ا لسعودية بما فيها العاصمة الرياض ، والذي قوبل بإدانة عربية ودولية واسعة؛ والتأكيد على أن ذلك يشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدت كـذلك علـى ضرورة التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231) 2015 (فيما يتعلـق ببرنامجهـا الصاروخي، وعلى ضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفـاق والتفتـيش والرقابـة وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران لالتزاماتها بموجب الاتفـاق وعلى أهمية انضمام إيران إلى كافة مواثيق السلامة النووية ومراعاة المشاك ل البيئية للمنطقة .
وما تضمنه ذات القرار من تأكيد على حظر إيران لإجراء التجارب الباليـستية وتطويرهـا للصواريخ بعيدة المدى والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية .



