عاجل
السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
مهن تتحدى الإندثار
البنك الاهلي

مهن تنتعش في العيد.. "عم محمد" صاحب أقدم مكنة سن يدوي بالمنصورة

مهن تنتعش في العيد.. عم محمد صاحب أقدم مكنة سن يدوي بالمنصورة
مهن تنتعش في العيد.. عم محمد صاحب أقدم مكنة سن يدوي بالمنصورة

الدقهلية - مي الكناني
 

بـ "مكنة" سن السكاكين التي تكبره بنحو 32 عامًا، يطوف عم "محمد" شوارع المنصورة يوميًا، حاملها على ظهره دون أن يشكو ثقلها، باحثًا عن رزق يعينه على مواجهة متطلبات أسرته.



بدأ محمد عمله وهو في عمر العاشرة، وكان يرافق والده بالمشي في الشوارع حاملًا على كتفيه حجرًا حجمه يتعدى وزنه الصغير، مثبت على حاملي خشب، لكنه لم يتوار يومًا عن مساندة والده، الذي أفنى حياته في تلك المهنة الشاقة.

75 عامًا هو عمر المكنة التي بدأ العمل عليها الجد الثالث للعائلة، وظلت تتوارث حتى وصلت للشاب الأربعيني، وقاسمته نصف عمره، ويتمنى توريثها لأبنائه في المستقبل، ليظل "السن اليدوي" مهنتهم الخاصة.

وباقتراب عيد الأضحى، يزداد شغف عم محمد للعمل، ومع دقات السابعة صباحًا يحمل مكنته ويسير بها في شوارع المنصورة، وما أن ينطلق صوته المميز بنداء "أسن السكين والمقص" إلا وتفتح النوافذ في العمارات، ويتهافت عليه الجميع لثقتهم في مهارته، وحبًا في خفة ظله.

تعتبر المناسبات خاصة عيد الأضحى موسمًا استثنائيًا لجميع السنانين، إذ يتهافت المواطنون والجزارون على المحال لسن أسلحتهم، استعدادًا لذبح الأضاحي، ومع التطور ظهرت أدوات أخرى للسن أكثر سهولة من الحجر اليدوي، منها الإلكتروني والكهربائي، لكن ذلك لم يشفع لدى عم محمد، الذي يعتبر السن اليدوي الأكثر طلبًا، وله رونقه الخاص، وذلك لحفاظه على السلاح من التآكل، وتنظيفه بطريقة لا تضره.

"المكسب قليل لكن ربنا بيبارك فيه"، هكذا عبر السنان عن رضاه بما تدره مهنته البسيطة، رغم ساعات عمله الطويلة التي لا يعرف خلالها الراحة سوى لدقائق معدودة، يرتشف خلالها المياه، ويمسح عرقه المتصبب على جبهته التي صبعتها أشعة الشمس الحارقة.

"نفسي ولاد يتعلموا ويتربوا كويس"، تلك هي الأمنيات الوحيدة التي يسعى عم محمد لتحقيقها، وتمنحه القوة ليسير مسافات طويلة دون أن يكل أو يمل، دون أن تفارق الابتسامة وجهه.

"عز من قنع وذل من طمع" كان هذا آخر ما قاله السنان قبل أن يحمل مكنته الثقيلة، ويتحرك بها إلى جانب آخر من الشارع ليستكمل عمله، سابحًا في ملكوته باحثًا عن لقمة عيش يعود بها لأبنائه.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز