حكاية طفل عثر على جثته متفحمة داخل مول الموسكي.. صور

كتب - محمد عمران

والد الطفل: تفاجأت بالجثة متفحمة والنار أكلت الأمعاء فطلبت من المغسل اغلاق الباب

 صاحب العمل لم يرفع حتى سماعة تليفون للتعزية..والنيابة أخرجت الجثة من مول السعدنى فى حالة تعفن 

طفل لم يبلغ من العمر 15 سنة جاء إلى محافظة القاهرة قادمًا من إحدى محافظات الصعيد، وبالتحديد «المنيا»، ليكتسب قوت يومه، ويساعد والده في مصاريف أشقائه، خاصة بعد دخول شقيقه الأكبر القوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية.

عمل الطفل بمحل للأدوات المدرسية بمنطقة الموسكي، وظل به، وفي أحد الأيام تغيب عن منزل شقيقه الأكبر الذي يقيم بمنطقة الدراسة، ما اضطر شقيقه للذهاب إلى محل عمله، ليسأل صاحب العمل عنه، حتى أخبره بأنه «خلص شغله»، وذهب إلى منزله، ليعود شقيقه مرة أخرى إلى المنزل على أمل أن يجد شقيقه بالمنزل ليطمئن عليه.

ظل ينتظر ساعة تلو الأخرى حتى يطرق شقيقه الباب، ولكن لم يأتِ، فذهب الشقيق الأكبر إلى قسم شرطة الجمالية ليحرر محضر بالتغيب، وقامت على الفور الأجهزة الأمنية بالنشر عن أوصاف الطفل، حتى جاء اليوم الرابع لتلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا من صاحب محل العمل يفيد بالعثور على جثة الطفل «محمود محمد البحيري» في أعلى المحل وبالتحديد الدور الثاني «السندرة» متفحمة، تم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم، وانتداب الطب الشرعي للوقوف على أسباب الحادث.

وكان حريق هائل قد شب في مول تجاري مكون من 4 طوابق بمنطقة الموسكي نتيجة ماس كهربائي، نتج عن انقطاع التيار الكهربائي وعودته بشكل مفاجئ قويًا، مما تسبب في حريق 5 محال تجارية مخصصة للأدوات المدرسية والخردوات.

وقال والد الطفل الضحية محمد البحيري أنه من يوم 23/7/2018 تغيب طفله الذي يعمل بمول «السعدني» أثناء اشتعال حريق هائل بالمول التجاري بمنطقة الموسكي، مشيرًا إلى أن نجله كان يؤدي عمله ثم يذهب إلى مسكنه بمنطقة الدراسة ليقيم مع شقيقه الأكبر «رضا».

وأوضح أن شقيق الضحية لم تغمض له عين منذ تغيب شقيقه الأصغر «محمود» حتى ذهب إلى صاحب المحل الذي يعمل لديه، وسأله عن شقيقه، فأجابه صاحب العمل بأن شقيقه «روح» إلى منزله، فذهب شقيقه إلى قسم شرطة الجمالية لتحرير محضر تغيب.

وأشار إلى أن أحد الجيران أخبروا نجل عم الأب بأن رضا البحيري يبحث عن شقيقه المتغيب، حتى جاء مساء يوم الجمعة الموافق 27/7/2018، ورد إليه اتصال بأن هناك رائحة جثة تفوح في مول السعدني، موضحا أن شقيق المجني عليه بعد علمه بهذا هرع إلى قسم شرطة الجمالية واخبرهم بما حدث، على الفور تحركت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة وعثر على جثة المجني عليه متعفنة بجوار منفذ داخل الدور الثاني بالمحل.

وأكد أن الأجهزة الأمنية أخطرت النيابة العامة التي انتقلت على الفور إلى مكان الواقعة، وعاينت مكان الواقعة، واستدعت الإسعاف وطلبت نقل الجثة إلى مشرحة زينهم، وتكليف المباحث بإجراء التحريات حول الواقعة، وانتداب الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة والتعرف على الجثة.

وأوضح أنه لم يكن يعرف أي حاجة عن الواقعة حتى يوم العثور على الجثة، واستدعائه للتعرف على نجله، الذي حضر على الفور وقبل أي شيء طالب بعرض الجثة على الطب الشرعي لمعرفة سبب وفاة نجله، مؤكدًا أن عمال المحل الذين كان يعملون مع نجله طلبوا منه عدم عرض نجله على الطب الشرعي حتى لا يتم تعذيبه نظرًا لشدة تعفن الجثة.

وقال إن النيابة العامة أيضا في اليوم الثاني بعد العثور على الجثة أمرت بعرض الجثة على الطب الشرعي، وتشريحها لمعرفة أسباب الوفاة، موضحا أنه صمم على الوقوف على غسل المتوفى، ورغم رفض أهله والمغسل، لكنه صمم حتى أكد عليه المغسل بأنه يستر نجله.

وكانت المفاجأة الكبرى.. حين فتح المغسل الباب على المتوفى، شاهد الأب الجثة متفحمة، والنار واكلة المعدة والبطن والأحشاء ظاهرة، فصرخ بصوت عالٍ: أغلق الباب.

وأكد أن صاحب العمل أقر بأن نجله ترك العمل وذهب إلى منزله بعد أداء عمله، والنيابة العامة أخرجت الجثة متفحمة من داخل المحل التجاري، مشيرا إلى أن صاحب العمل لم يرفع حتى سماعة تليفون يعزي أهل المتوفى، وفقًا لوصفه.

وأكد والد الضحية أنه اتهم في النيابة نجل صاحب محل العمل ويدعى «ياسر»، خاصة بعد اتهام ياسر لابنه المتوفي بالسرقة.

وينتظر أهل الضحية تقرير الطب الشرعي للوقوف على أسباب الوفاة.