نص كلمة السيسي بمناسبة الذكرى الـ5 لثورة 30 يونيو (فيديو)
كتبت- رفيدة عوضين
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة إلى الشعب المصري، بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو، والتي جاءت كالتالي:
"بسم الله الرحمن الرحيم، شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي الكريم، تحتفل مصر اليوم بالذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو 2013، ذلك اليوم الخالد في تاريخ مصر، عندما قال الشعب المصري العظيم كلمته بصوت مسموع لينحني العالم احترامًا لإرادته، ويتغير وجه المنطقة وتتغير وجهتها من مسار الشر والإقصاء والإرهاب لرحاب الأمن والتنمية والخير والسلام.
في ذلك اليوم المشهود انتفض ملايين المصرين نساءً ورجالًا شيوخًا وشبابًا ليعلنوا أنه لا مكان بينهم لمتآمر أو خائن، ويؤكدوا أنهم لا يرضون قبلة للعمل الوطني إلا الولاء لهذا الوطن والانتماء إليه بالقول والفعل، في ذلك اليوم المشهود أوقف المصريون موجة التطرف والفرقة التي كانت تكتسح المنطقة والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت ولكن كان لشعب مصر كعادته عبر التاريخ الكلمة الفصل والقول والأخير.
شعب مصر.. أتوجه إليكم اليوم بخالص التحية والاحترام والتقدير في يوم من أيامكم المجيدة، يوم أثبتم مجددًا أن المعدن الأصيل لا يبلي ولا يصدأ، فكم من أزمات وتحديات واجهها المصريون عبر الزمن، وكانت دومًا وقودًا لعزيمة هذا الشعب وإصراره على البقاء والصمود، وفي مثل ذلك اليوم منذ خمس سنوات تحدى المصريون التحدي ذاته وأصروا على التوحد مع مؤسسات دولتهم الوطنية، مدركين بحسهم التاريخي العميق أن جسامه التحديات لا تعني الهروب وإنما تعني المواجهة، وهو ما نقوم به معا على مدار الخمس سنوات الماضية، فقد أنتجت لنا السنوات العاصفة التي مرت بها مصر والمنطقة منذ عام 2011، ثلاثة تحديات رئيسية كان كل منها كفيلا بإنهاء أوطان وتشريد شعوب بأكملها، وهي تحديات غياب الأمن والاستقرار السياسي وانتشار الإرهاب والعنف المسلح وانهيار الاقتصاد، وأقول لكم بكل الموضوعية والإنصاف، أن لكل مصري ومصرية الحق في الشعور بالفخر بما أنجزته بلادهم في مواجهة هذه التحديات الثلاثة وفي وقت قياسي بما يقرب من تحقيق الإعجاز.
فعلى صعيد الأمن والاستقرار، استكملنا في مصر تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية من دستور وسلطة تنفيذية وتشريعية، ليشكلوا مع السلطة القضائية الشامخة بنيانًا مرصوصًا واستقرارًا سياسيًا يترسخ يومًا بعد يوم.
وعلى صعيد التصدي للإرهاب والعنف المسلح، نجح هذا الوطن الأبي بطليعة أبنائه في القوات المسلحة والشرطة وبدعم شعبي لا مثيل له في محاصرة الإرهاب ووقف انتشاره وملاحقته أينما كان، وبرغم الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه جماعات الإرهاب من تمويل ومساندة سياسة وإعلامية صمدت مصر وحدها وقدمت التضحيات من دماء أبنائها الأبطال، وما زالت ولا زالت تواصل تحقيق النجاحات الكبيرة وحماية شعبها بل والمنطقة والعالم كله.
وعلى صعيد الأوضاع الاقتصادية التي كانت قد بلغت من السوء مبلغا خطيرا حتى إن احتياطي مصر من النقد الأجنبي وصل في يونيو 2013 إلى اقل من 15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادي وقتها لحوالي 2% فقط وهو أقل من معدل الزيادة السكانية ما يعني أن حجم الاقتصاد المصري لم يكن ينمو وإنما كان يقل وينكمش، وكانت كل هذه المؤشرات وغيرها علامة خطيرة وواضحة على أن إصلاح هذ الوضع لم يعد يتحمل التأخر أو المماطلة.
من هنا قررت الدولة أن تصارح الشعب بالحقائق كما هي وتشركه في تحمل المسؤولية إيمانا بشراكاتنا جميعا في هذا الوطن العزيز وتحملنا معا لمسؤولية إصلاح أوضاعه، وبالفعل بدأ تنفيذ برنامج شامل مدروس بدقة للإصلاح الوطني الاقتصادي، يستهدف أولا وقف تردي الأوضاع الاقتصادية، وثانيا تحقيق نهضة اقتصادية واسعة وحقيقية، من خلال عدد من المشروعات التنموية العملاقة التي تحقق عوائد اقتصادية ملموسة وتوفر الملايين من فرص العمل وتقيم بنية أساسية لا غنى عنها لتحقيق نمو اقتصادي والتنمية الشاملة.
وتشير النتائج المتحققة حتى الآن إلى أننا نسير على الطريق الصحيح فقد ارتفع احتياطي مصر من النقد الأجنبي من حوالي 15 مليار دولار ليصل لأكثر من 44 مليار دولار حاليا، مسجلا أعلى مستوى حققته مصر في تاريخها، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي من 2% منذ 5 سنوات ليصل لـ5.4%، ونستهدف مواصلة هذا النمو ليصل خلال السنوات القليلة المقبلة لـ7% ويتجاوزها، الأمر الذي من شأنه تغيير واقع الحياة في مصر بأكملها ووضعها على طريق انطلاق اقتصادي سريع يحقق ما نصبو إليه لوطننا الغالي.
شعب مصر العظيم أيها الشعب صانع الأمل وقاهر المحن والشدائد لا شك أن طريق الإصلاح الحقيقي صعب وقاس ويتسبب في كثير من المعاناة، ولكن لا شك أن المعاناة الناتجة عن عدم الإصلاح هي أكبر وأسوأ بما بلا يقاس، وتم تأجيل الإصلاح كثيرا حتى أصبح حتمية لا اختيار وضرورة وليس ترفًا أو رفاهية.
في الختام أتوجه لكل مصري ومصرية بخالص التحية والتقدير، وأتوجه بتحية من القلب لكل رب وربة أسرة يتحملون في كبرياء وشموخ مشاق توفير الحياة الكريمة لأبنائهم وأؤكد لهم ان المستقبل أفضل لهم ولأبنائهم وانهم بإدراكهم العميق ووعيهم الحقيقي بمتطلبات إصلاح وطنهم يضربون المثل والقدوة ويثبتون مجددا مدى حكمة وعبقرية هذا الشعب الكريم، كل عام وأنتم بخير ومصر في تقدم واستقرار وأمان ودائما تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."



