الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قراءة فى رواية " وداعا صديقى المهرج " للكاتبة سهير شكرى

قراءة فى رواية  وداعا
قراءة فى رواية " وداعا صديقى المهرج " للكاتبة سهير شكرى

د.عزة بدر تكتب ..الحب والخوف!

 

 

 

رواية " وداعا صديقى المهرج " هى أحدث كتابات الأديبة سهير شكرى , وكانت قد أصدرت من قبل عدة أعمال أدبية منها  " ومازلت أنام جالسة " , و " أحلام الأفق الغائم " , و " بهجة مراوغة " , و " امرأة لاتطل من النافذة " قصص , و " كفر السحلية " رواية .

وقد بدأت المبدعة رحلتها مع الكتابة فى عامها السادس والستين بعد رحلة فنية فى مجالى التمثيل والفنون التشكيلية فقد عملت فى فرقة كفر الشيخ المسرحية , ولعبت دور البطولة فى مسرحية "  أدهم الشرقاوى " التى أخرجها محمد توفيق , وشاركت فى مسرحية " الزوبعة " عن نص للكاتب المسرحى محمود دياب , وتم عرضها على مسرح كفر الشيخ , وعلى المسرح الرومانى بالإسكندرية , وفى مجال الفن التشكيلى شاركت بلوحاتها فى معارض جماعية بمتحف محمود سعيد بالإسكندرية   .

وتمثل روايتها الأحدث : " وداعا صديقى المهرج " عناقا جميلا مبدعا بين عالم الأدب و الفن التشكيلى بل والإفادة من فنون المسرح .

فالرواية مكونة من عدة لوحات اختارت لها الكاتبة ألوانها المختلفة التى تتناسب مع حالة بطلتها وهى امرأة وحيدة تقدم بها العمر لكنها تتأجج بالرغبة فى الحياة والحب والبحث عن شريك فبطلتها المثقفة تؤمن بمقولة الأديب العالمى  ماركيز : " سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقا متى شاخوا دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق  "                                       .

 فتقول بطلتها هدى متشبثة بحقها فى الحب والحياة : " لن أترك الشمس تخرج من مخدعى , وسأنزل وأشترى فستانى الوردى , ولابد أن أعثر على رفيق , وإذا وجدته سأنادى عليه بكل جوارحى , وأجرى خلفه , وأقبض عليه وأستأثر به لن أكون وحيدة بعد اليوم , وسأملأ له سلتى بكل أنواع الفاكهة التى يحبها عدا التفاح كى لايخرج من جنتى " .

 

سبع لوحات

وقد جسدت الكاتبة معاناة بطلتها فى سبع لوحات  احتوت اللوحات الأولى على مشاهد من عذابات هدى التى استسلمت لواقع حياتها الزوجية التى عانت فيها من الغربة , الغربة عن الشريك , والغربة عن النفس , ورغم ثقافة زوج هدى وعمله السياسى من خلال عضويته فى أحد الأحزاب اليسارية إلا أنه فى داخل بيته , وفى علاقته بزوجته هدى كان ينسى كل أفكاره التقدمية فى احترم كيان المرأة وحقوقها ومساواتها مع الرجل وهى الكلمات التى كان يلقيها فى الاجتماعات والندوات العامة , وينساها على باب بيته , ومن خلال هذه الوحدة العميقة التى عاشتها البطلة فتشت عن الوميض فى الثقوب السوداء أو كما يقول عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكيبنج فى النظرية التى توصل إليها وتقول أن الثقوب السوداء ليست سوداء بالكامل بل تشع وميضا فبحثت فى داخل ذاتها لتكتشف عالما ثريا بالمعانى , والآمال , وتختبر لمسات أصابعها على فرشاتها إذ تهوى الرسم والتصويرفتخرج من كيانها قسيما وشريكا تحدثه وتتفاعل معه وتخرجه من بين جوانحها ونفسها المجروحة التى حاولت الخروج من شرنقتها بعد وفاة الزوج , والخروج إلى عالم أرحب , والنظر من جديد إلى قصة حياتها لتتأمل وترسم وتعطى خبرتها للآخرين فيكون الحوار بين بطلتها  و" المهرج " الذى رسمته بفرشاتها ليكون قسيم وحدتها وشريكها فى الحياة وقد اقترح عليها أن تعود إلى المسرح وتجسد دور نورا بطلة مسرحية " بيت الدمية " لإبسن والتى تمردت على الدور الذى عاشته فى بيت زوجها دور الدمية فخرجت وصفقت الباب خلفها هاربة من بيت الدمية فتقول له هدى : " " هذا الدور لايتفق مع ماحدث لى فأنا لم أكن زوجة قوية بل أرى أننا نحن الاثنين : أنا وزوجى كنا دمى فهو انتحل آراء غيره وكان دمية فى يد الآخرين , وفى نفس الوقت كان دمية فى يد عادات مجتمع ثم مارس ذلك معى وكاد بالفعل يحيلنى إلى دمية فى يده , أعتقد أن بيتى كان للدمى لا لدمية واحدة " , ويدور الصراع بينها وبين المهرج الذى يمثل فى نفس الوقت النصف الآخر من الذات المشطورة إلى نصفين , تتطرح عليه مايؤلمها , ويناقشها فيما ذهبت إليه من أفكار وحلول لمشاكلها , المهرج هو الوجه الآخر لهاته النفس الحزينة  التى تحاول الخروج من مأزقها , ويحاورها  المهرج خارجا من إطار اللوحة التى رسمتها له ليكون فاعلا فى حياتها , ولايكتفى بدور الوجه الصامت والألوان المبهجة التى لاتتنزل على حياة راسمة اللوحة بالبهجة ولا بالمسرة فيأسف لذلك لأن صانعة الألوان المبهجة تحيا حياة قاتمة فيقتر ح عليها أن تلعب دور السيدة العجوز فى مسرحية دورينمات " زيارة السيدة العجوز " فتغضب هدى وقد أمسكت بالفرشاة ولطشته على إحدى عينيه باللون الأسود فصار بعين واحدة حتى أصبح شكله مدعاة للسخرية , مهرج بعين واحدة , ورغم ذلك يصبح المهرج ممثلا لأهم لوحاتها  بل و الشريك الحقيقى لوحدتها فهى تأخذ لوحته أينما ذهبت , وينصحها بالخروج إلى الحياة فكم هى جميلة  , ويثور عليها خارجا من شق ذاتها الآخر الذى يتمنى أن يخرج للنور , أن يحب , وأن يعيش فيقول لها ثائرا : " لافائدة ستكتفين بالجلوس فى الشرفة و والنظر إلى البحر حتى تتحولى إلى صنم , وتتحجر عيناك فى نظرتها للأفق ويبيض شعرك وتبدين كتمثال من عصور متجمدة الأطراف " , فتهاجمه قائلة : " اخرس أيها المهرج . أنت تحاول أن تجد معنى لوجودك , تتحايل بكل الطرق كى تمكث معى , قد احتملك بعض الوقت , لكن للصبر حدود " . , لكن المهرج أو الذات المشطورة داخلها تتمرد على هذا الجمود :

أنت واهمة , أنا أصلا لا أريد أن أبقى معك , أخشى من عدوى الجمود , أخاف أن أصبح مثلك .

فتقول له : " لقد تعديت حدودك , لا أريد سماع صوتك , كيف تتجرأ علىّ أيها التافه , وتقول أنك لاتريد أن تكون مثلى ؟!

ويكاشفها المهرج بمأساتها التى تعرفها جيدا واستسلمت لتفاصيلها فيقول : " أنا على الأقل أقدم للناس البهجة , وأنت ماذا تقدمين لنفسك على الأقل , لقد أشبعتنى ندما حتى مللت , كلما جالستك وحادثتك تضفين على الكآبة , أردت إقناعى بأنك ضحية وأنا لا أصدقك  , أين إرادتك الحرة , لايوجد زوج هكذا مستبد , لاتوجد زوجة هكذا مستكينة , لقد قبلت دور قردة تؤمرين بعجين الفلاحة , ونوم العازب فترضخين وتفعلين ثم تبكين وتحزنين , لقد مات الرجل أفيقى تحررى الآن على الأقل ! .

وعلى هذا النحو يلعب الحوار المسرحى دورا مهما فى هذه الرواية التى يتبدى ظهور أبطالها فى توقيت مناسب دائما ومع ذلك لاتتحقق أحلام هدى تهزمها السنون , يظهر فى حياتها مراد بهجت محاولا إضفاء السرور إلى حياتها ولأول مرة تشعر فيها أنها أنثى ومرغوب فيها تحب وتُحب لكنها لم تستطع الخروج من أسر الذات المسجونة فى إطار لوحة وضعت نفسها فيها أو وضعتها ظروف حياتها فيظهر المهرج ثانية أو النصف المتفاءل من ذاتها والذى أخرجته ذات يوم على لوحة فيقول لها :

" أنت لاتتعلمين ياتيك الحبيب الذى تمنيته وتتركينه يفلت منك ولاتتمسكين به عيشى الحب والحياة "

لكنها ترتد إلى ذاتها الممسكة المخوفة أسيرة تجربتها وأسيرة قيود المجتمع فتقول : " قلت لك لاتتحفنى بنصائحك , لن أجازف بسمعتى وأتصرف كالمجنونة من أجل إرضائك  .

ويمضى الصراع على هذا النحوفى لوحة آسرة من تلوين فراغ الوحدة الهائل بمساحات من الظل والنور والعتمة والضوء فمرة تكون اللوحة ذات ظلال فاحمة ثم تتدرج فى مساحات متدرجة من السواد حين تعود البطلة إلى ذكريات حياته الأولى , ومرة تكتسى لوحاته بألوان فسفورية لافتة مكونة بقعا لونية زاهية متناسقة تتميز بتشكيل حركى غنى ويرتبط ذلك دائما بخروج البطلة إلى عوالم أخرى أكثر انفتاحا فهى تتأمل مشهد الطيور المهاجرة التى تتوقف قليلا عند نافذتها لتلتقط الأنفاس , وتتعلم هى من هذه الطيور مجابهة الحياة بحثا عن الطعام والحب والتزاوج والحصول على الدفء عبر رحلة مضنية من الشمال إلى الجنوب إذ تطير لآلاف الأميال وتواجه العديد من المصاعب لكن حتى هذه الطيور تواجه مثل البطلة مأساة أخرى جديدة قد تودى بالحياة .

 

الخوف من الحياة أقسى من الموت

ورغم أن بطلة الرواية قد اتخذت عدة خطوات لتغيير حياتها فذهبت تبحث عن شقة أمام البحر , تغرق أحزانها مع حركة أمواجه , تتأمله فى اتساعه وامتداده فتمتلىء جوانحها بالأمل والرغبة فى معانقة الحياة  إلا أن حلمها لايكتمل وفرحتها بالسكن الجديد تتقوض بعد أن خادعهم صاحب العمارة التى تسكنها  , وأقنع السكان بقبول إقامة محطة تقوية للموبايل فوق العمارة , وأفهمهم أن الشركة صاحبة المشروع ستتكفل بصيانة العمارة , وبدأت تأتيرات التلوث البيئى بالإشعاعات تظهر على الطيور المهاجرة فتتردى ميتة , ومن بعدها امتد التأثير على البشر فأصيبت زوجة صاحب العمارة وابنته بهذا الإشعاع وقد تركهما وتزوج من فتاة شابة فى عمر ابنته كانت قد خطبتها له زوجته ! , وهاجر الزوج إلى الريف آمنا تاركا أهل بيته وسكان البيت يواجهون هذا الخطر الداهم  قائلا لهم أن هذا قدر الله , وعليهم ان يصبروا على أقدارهم ! , وأن من أصابه الضر بسبب المحطة الجديدة والإشعاع المنبعث منها هم الذين يعانون من ضعف المناعة فى الأصل , وهنا تتراكم الهموم على السكان جميعا وعلى هدى بالذات التى حملت على يديها جثث الطيور المهاجرة التى كانت رمزا للأمل والمقاومة وتحمل المشاق فى سبيل حياة جديدة عامرة بالأمل والدفء والرزق والتزاوج , ويظل الرجل ذو البذلة السوداء يظهر ويختفى طوال الرواية مهددا الجميع رامزا إلى الموت الذى يعرف متى يأتى ولايستطيع أن يعرف بموعده أحد فهو يتجول فى المكان على مقربة مما يجعل البطلة تحاول المقاومة من جديد فتقول : " بدأ الخوف يسكننى من هذه الشرفة ومن هذا الرجل بل ومن هذا السكن أصبحت الشرفة التى اعتبرها الملاذ لى والمتنفس لخوفى وقلقى وتوجسى بل وجنونى , لاينقذنى إلا تليفون مراد فى إصراره على ابتهاجى وراحتى , يدعونى إلى حدائق المنتزه لأجرى وألعب  "  فتتمنى ذلك قائلة : ياريت يامراد نرسم من جديد صورا لبراءة الطفولة التى غادرناها مجبرين , وركضنا فى الحياة كالمهرجين , كل يوم بقناع مختلف لكن الأحلام لاتتحقق فالزمن وضع بصماته الثقيلة على كثير من الأحلام الجميلة . 

 

 

وهاهى هدى خائفة من الحياة لازالت تقول لنفسها : " لو ظللت مجرورة بسلاسل أمنياتى السابقة التى فشلت فى تحقيقها سأظل مقيدة بيدى وقدمى وعقلى , كل يوم أعانى ألما جديدا لأنى أفكرفى رغباتى التى أصبحت اليوم مستحيل تنفيذها , وستتراكم الأمنيات المسفوحة فوق بعضها البعض حتى تصبح حجر عثرة يحجب عنى الاستمتاع بالحياة , لابد أن أقفز فوقها متحدية لهفتى وانتظارى وخوفى لأصل إلى شاطىء النجاة بقلب صاف " , وكأنها تؤكد أن الخوف من الحياة هو أمر أقسى من الموت ., لكن الرجل صاحب البذلة السوداء دائما يحوم ويقترب ولذا تظل العلاقة الأهم فى حياة البطلة ذلك المهرج اللوحة التى قاسمتها الوحدة والألم , والرغبة فى الانطلاق والحياة فهى لم تستطع أن تمضى فى رحلة عاطفتها الجديدة مع مراد وتخشى أن تسأله مصير لقاءاتهما , وتخشى أن يسألها الزواج وقد تقدم بها العمر فلا تستطيع إلا طلب الحنان وتربيتة على الكتف , ويظل عنوان الرواية مخاتلا " وداعا صديقى المهرج " بينما تظل الحقيقة هى بقاء هذا المهرج ماثلا فى كيان بطلتها , اللوحة التى رسمتها بكل عواطفها وجوارحها , اللوحة اللصيقة بالذات بل هى نصفها الآخر المشطور الذى يسعى أن يتسق ويكتمل , يظل المهرج لوحتها الفنية الباقية والأثيرة والتى صنعتها على عينيها , وربما يكون الحوار الأخير بين البطلة واللوحة , بين البطلة ونصفها الآخر , المهرج الذى يتولى طوال الوقت كشف الأقنعة , ويبرز الحقائق الماثلة المختفية من خلف تلك الأقنعة محاومحاولا إنقاذ الذات من انشطارها رغبة حقيقية فى الاتساق تحت وطأة ألم اقتراب زوال الحياة , و قدوم الرجل ذى البذلة السوداء المتمهل على الشاطىء والقادم لامحالة برائحة الموت  ويبلغ المونولوج الداخلى أعلى درجاته فى نهاية الرواية وكأننا أمام بطلة مونودراما مسرحية تهتف بالحياة أن تتلبث , أن تنتظر , وبالموت أن يتأخر ويبتعد , ويبلغ أسى البطلة ذروته حين تقول : " أهكذا يضيع حلم حياتى ؟ , تأتى الآن بعد ما علمتنى الطيور , بعد أن أمدتنى بالأمل والإصرار من أجل الحياة , تأتى عندما استوعبت الدرس وجابهت الحياة بعدما التقيت بمراد لأذوق حلاوتها وأرى الدنيا وقد أنارت بالبهجة والأمل حتى أحسست أنها الجنة الوارفة و اكتشفت أنى أملك جناحين قويين أستطيع أن أجوب بهما كل أرجاء الوجود عندما ذقت الحب أحسست أنى أحيا و أن الموت الحقيقى هو أن تمضى أيامنا بدونه .

فى الحقيقة أن بطلة الرواية لم تستطع أن تقول وداعا للمهرج ولاهو استطاع فكيف للمرء أن يودع جزء عزيزا من نفسه , نصفها الآخر المتقنع أو كاشف الأقنعة حيث تبدو النفس البشرية غامضة أشد الغموض , مختفية خلف العديد من الأقنعة , وهاهو المهرج يخاطب هدى فى مشهد النهاية قائلا : " لا ترحلى , رغم ما كان بيننا من خلافات ومعارك وجدال إلا أننى لم يكن لى رفيق فى الحياة غيرك حتى مشاغباتك أحببتها , ولا أستطيع نسيانها حتى حين لطشتى عينى بفرشاتك وحين تركتنى أبيت فى الشرفة يلتهم الصقيع أطرافى تحملت عبثك بصدر رحب وصبر طويل لشعورى بآلام وحدتك , وحاولت جاهدا أن أضفى عليك البهجة والفرحة وتركتك تنفثين غضبك فىّ .

أما بطلة الرواية فهى بالطبع تدرك أن هذا المهرج شطر نفسها , قناعها الذى تكشفه لنا حينا وتتخفى وراءه فى كثير من الأحيان فتقول : وأنا كم أحببتك فلا أنسى أنك كثيرا ماسامرتنى , وكنت لى نعم الصديق فى وقت عزت فيه الصداقة والرفقة .

نظرت فى عينيه طويلا فرأت فيهما محبة الكون كله وقالت له : عاشرتك طويلا حتى ألفتك وألفت آراءك الجنونية وشطحاتك العبثية لا أتصور أن أنفصل عنك لحظة واحدة , أكيد سيكون فيها نهايتى وحتفى , أنت الوحيد الذى لم تفارقنى أو تتخلى عنى , أعطيتنى كل شىء ولم أعطك أى شىء , لن أفارقك بعد اليوم .

ورغم هذا الحوار المهم المتمم لاتساق الذات , واكتشاف الجانب الخفى منها بشطحاته وأمنياته ورغابه إلا أن نهاية الرواية تذهب فى اتجاه آخر ينتهى بانشطارالنصف المهرج فلم تعد فيه ملامح البهجة وانسلخ تماما وتساقط على الأرض فولدت البطلة من جديد كما تقول !

مع أنه النصف الأكثر جرأة , والشريك الملازم الكاشف للأقنعة والتى كان يزيلها واحدا بعد آخر , وهو التفسير الوحيد الباقى لموقف البطلة لتى تخوفت من الحياة الحقيقية وخوض تجربة الحب كاملة رغم ما فاتها من سنوات

 لكن تبقى رغبتها فى الحياة والحب متمثلة فى عهدها للطيور المهاجرة حيث حلقت مع هذه الطيور فى موكب كرنفالى بهيج نحو الجنوب انتصارا لكفاحها المضنى وإصرارها على الحياة ولحمايتها من مسارات الخطر ومن أبراج الموت لتتم رحلتها نحو الدفء والحياة والحب والتزاوج , وتبقى مقولة ماركيز المهمة ماثلة وذات حضور بل تبدو قسما جميلا  على الرغبة فى الحياة والحب : " سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقا متى شاخوا دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق .

تم نسخ الرابط