مواصفات الخطاب الديني التي تريدها حملة "موسى"
كتب - السيد علي
اكد عادل عصمت المتحدث الرسمي لحملة المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى، أن الحملة تثق في قدرة المؤسسة الدينية وشيخها العالم الجليل وهيئى كبار العلماء، وتقدر دورها الوطني عبر التاريخ ودورها الديني أيضا وما تبذله من جهد في هذا الشأن، ونناشدها ان تستكمل دورها العظيم دفاعًا عن الوطن وعن الدين وان تتصدى لكل الأفكار التكفيرية والإرهابية التي تستبيح دماء وأعراض الناس وان ترد على كل الأفكار التي طرحها مفكر الإرهاب الأكبر الإخواني "سيد قطب" في كتابه الذي يعد دليل الإرهاب الأكبر "معالم في الطريق" وان تبين الأمر للشباب المتدين وان تستكمل دورها المأمول والمنتظر في مكافحه الإرهاب الذي يتوسل بالدين دفاعًا عن الدين وعن أرواح الناس فالعالم الآن يضربه الإرهاب الأسود والكوكب كله ينتظر أزهرنا الشريف وكلمته ودوره وينظر للأزهر الشريف باعتباره المنقذ الحصري.
وأكد "عصمت" انه مطلوب خطاب ديني لا يعتبر كراهية المسيحي فرضًا دينًا إيمانيًا للمسلم!
ولا ينشر الكراهية والعداء ولا يحض على الفتنة الطائفية، ويدرك أهمية الحفاظ على النسيج الوطني وعلى الأمن القومي للبلاد وعلى بقاء واستقرار الوطن!
خطاب ديني لا يخدش الوحدة الوطنية ولا يجرحها ولا يمزق النسيج الوطني ولا يتعامل مع المسيحيين المصريين على انهم (أهل ذمة) بل مواطنين كاملي المواطنة والأهلية وانهم أصحاب وطن وليسوا اقلية!
خطاب ديني يميز بين اهل الكتاب وبين كل من الكفار والمشركين والملحدين.
ولا يشيطن المرأة ولا يعتبرها سببًا للفتنه وأساسًا للخطيئة وجند الشيطان.
خطاب إنساني عالمي يؤسس لقاعدة "إن الله كرم بني آدم جميعًا"
ذكورًا وإناثًا وأن الله جعل الإنسان (عمومًا) خليفه الأرض وليس الرجال فقط أو الذكور حصرًا.
ويكافح مرض "الأصولية" الفتاك، ويكسر احتكار الحقيقة المطلقة وينفي القداسة أو الصحة المطلقة عن أي تفسير أو فهم بشري ويتعامل مع أي فهم بشري على انه "مجرد صورة" لأصل مقدس واحد، وانه لا يجوز أن يحل أي تفسير أو فهم بشري محل المقصود الإلهي.
خطاب ديني يكافح "النرجسية الدينية" ويؤكد أن أنبياء الله إخوة دينهم واحد وشرائعهم شتى (متعددة).
ويكافح "الرسالية" ويسقط الوصاية على الناس، ويؤكد أن الوصاية على الناس لم تتقرر للرسول (ص) نفسه حيث قال له ربه:
(قل انما انا بشر مثلكم يوحى إليه) (ليس عليك إلا البلاغ) (ليس لك من الأمر شيء) (لست عليهم بمسيطر) (إن أنت إلا نذير) (إنك لن تهدي من أحببت) (ليس عليك هداهم) (ما أنت بهادٍ العمي عن ضلالتهم) (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).
خطاب يفصل بين مقام النبوة البشري ومقام الرسالة المعصوم، يوضح الفرق بين محمد النبي ومحمد الرسول وبين التاريخي والديني في كتاب الله.
خطاب ديني يفرق بين (الإسلام والإيمان) بين الدين، واحد شرائعه (شريعة سيدنا محمد) الخاتم، يؤكد أن المؤمنين هم كل من امنوا بالرسل والأنبياء وان المسلمين هم (مجموع المؤمنين بكل الشرائع).
ويؤكد الفهم الرشيد للآيات (أن الدين عند الله الإسلام) (ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه).
قال د. محمد عبد الله دراز من هيئه كبار العلماء بالأزهر الشريف عام ١٩٥٨: {ان الإسلام هو الدين الذي أوحى به الله إلى كل الرسل والأنبياء وان هذا المعنى تحول في الاستعمال العرفي إلى معنى اخر هو "شريعة محمد وحدها"، حيث ينبغي التحرز من (الدلالة المقصودة أصلا) إلى (الدلالة المفهومة عرفا)، ويتعين الوقوف عند المعنى (الذي أراده التنزيل) دون تحويله إلى المعنى (الذي يريده الناس). ذلك لأن استعمال اللفظ يغير المعنى الوارد في كتاب الله والمقصود في التنزيل الحكيم فيحدث تغييرا في فهم (كل الآيات) التي ورد فيها اللفظ كما يحدث تبديلا في الفكر الديني كله}.
خطاب ديني يؤكد انه لا إكراه في الدين قال تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف ٢٩
ويؤكد ان الله وحده سيفصل بيننا يوم القيامة قال تعالى: (إن الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شهيد) الحج ١٧
وأن الله اراد التعدد فلا تلغوا مشيئة الله وإرادته، وانه ليس مطلوبا ان يكون كل اهل الأرض على شريعة واحدة وان يتركوا شرائعهم فورًا.
قال تعالى للنبي (كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) المائدة 43.
وقال: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) المائدة.
وقال: (ولو شاء ربك لجعل الناس امه واحدة) هود ١١٨
خطاب ديني يدرك أن الوطن وجد قبل أن يوجد الدين، وان أي ولاء للدين لا يسبقه ولاء للوطن هو ولاء زائف.
ويدرك ان نمو النعرات الطائفية والمذهبية هي الفيروس الفتاك الذي يمزق الأوطان ويهدم الدول الوطنية ويضيع الأمم، وانه الأخطر من كل أعداء الخارج والخصوم وكل المتربصين وان البديل للدولة تيه في الصحراء وغرق في البحار والمحيطات والعيش في مخيمات اللاجئين.



