10:57 ص - السبت 6 أبريل 2013
كشف الأثرى د.جلال نعمان- رئيس لجنة الآثار السابق برئاسة الجمهورية- عن مفاجأة تعكس مدى القدرة والمهارة المخابراتية التى أسسها المصرى منذ العصر الفرعونى، حيث توصل إلى أن جهاز المخابرات المصرية تم إنشاؤه منذ 5200 سنة، وجاء نشاطه من أجل الحفاظ على الأرض والإيقاع بالجواسيس الذين كانوا ينقلون المعلومات، وحولوا هزائم إلى انتصارات.
يقول نعمان للمخابرات طابعها السرى الذى يستدل على وثائقه من معطيات العصور، بمعنى أن الحدث الاستخبارى يحدث بين السطور، وإذا أردنا أن نحتفى جذورها فإنها تقطع بأن الدولة المصرية القديمة اعتمدت على مؤسسات أصبحت من أركان الدولة منذ نشأتها.
ويشير إلى أن أول ما ورد عن تاريخ المخابرات يرجع لعصور الفرعون حور عحا إبن الملك نعارمر مينا وثانى ملوك الفراعين منذ 5200 سنة من الآن، عندما ظهرت بوادر قلاقل على الحدود الجنوبية من مصر بناءا على معلومات أتى بها جهاز الاستخبارات المصرى والذى أشير إلى رئيسه بالتعلب، خلال عصر متوتر من تاريخ مصر ما سمى بعصر الهكسوس، فكانت حدود مصر الشرقية مستباحة وتعيش فيها أقوام ملأت بالحقد على مصر من عصر الفرعون سقنن رع، حيث كانت هناك إشارات بأن هناك من الجواسيس من يسترقوا الأسرار ويبلغونها لحاكم الهكسوس فى شرق الدلتا، وما جاء على لسان فرعون مصر بأن بنى إسرائيل الذين تواجدوا بشرق الدلتا كانوا يقومون بالتجسس فحض سقنن رع على ضربهم وتمكنت مصر بفضل حكامها الوطنيين- سقنن رع وابنيه كامس وأحمس الأول- من تحرير مصر من الهكسوس.
ويضيف نعمان أن الجهاز تفرع فى العصر المصرى الامبراطورى إلى نقاط ثابتة للمعلومات فى عصر تحتمس الثالث الذى تمكن رجال مخابراته من وضع خريطة كاملة لأعداء مصر فى الشام القديم وانتصر انتصارا باهرا بفضل مخابراته القوية، وهناك عشرات النصوص التى تشير إلى انتظام عملية ورود المعلومات الأمنية فى تلك الانحاء واصبح الأمر واضحا عن دور المخابرات فى عصر الفرعون رمسيس الثانى، حيث أوردت النصوص والمناظر على المعابد المصرية مدى يقظة هذا الفرعون وإلقاءه القبض على شبكات التجسس العبرية فى فلسطين وسوريا بفضل رجال المخابرات المصرية بتحويل هزيمة محققة للجيش المصرى إلى نصر عظيم فى الدولة الحيثية.
ومن أطرف المناظر لبتى يوضحها نعمان تلك التى وردت على جدران المعابد، ما ظهر فى حضرة الفرعون العظيم رمسيس الثانى، إذ يقتاد أحد ضباط المخابرات الفرعونية اثنان من الجواسيس بمنطقة قادش (بين فلسطين والأردن) حاليا.