"محاربو الصحراء" أمام اختبار البداية..الجزائر تصطدم بالسودان في افتتاح مشوارها
يفتتح المنتخب الجزائري مشاركته في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، المقامة في المغرب، بمواجهة منتخب السودان، في لقاء يُقام غدا الأربعاء على ملعب مولاي الحسن في الرباط، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة، في مباراة تحمل طابعًا تاريخيًا وضغوطًا خاصة للطرفين.
وتُعد هذه المواجهة الأولى رسميًا بين المنتخبين في تاريخ كأس أمم إفريقيا، رغم تقاطعهما سابقًا في 8 مباريات بمختلف المسابقات، حافظ خلالها المنتخب الجزائري على سجله خاليًا من الهزائم، محققًا أربعة انتصارات وأربعة تعادلات، مع تفوق هجومي واضح بتسجيله 12 هدفًا مقابل ثلاثة أهداف فقط استقبلتها شباكه.
ويدخل "محاربو الصحراء" البطولة وهم تحت ضغط كبير، بعد الإقصاء المبكر من دور المجموعات في نسختي 2021 بالكاميرون و2023 في كوت ديفوار، وهو سيناريو صادم لمنتخب سبق له التتويج باللقب مرتين، عامي 1990 و2019.. هذا الواقع فتح باب النقاش مجددًا داخل الشارع الرياضي الجزائري حول سقف الطموحات، خاصة بعد إعلان الاتحاد الجزائري أن الهدف المعلن هو تجاوز الدور الأول.
وبين من اعتبر هذا الطرح تقليلًا من مكانة المنتخب، ومن رآه خطوة واقعية لتخفيف الضغط، التزم المدرب البوسني، فلاديمير بيتكوفيتش الحذر، مؤكدًا أن تركيزه ينصب على الفوز في كل مباراة والسعي للذهاب بعيدًا في البطولة.
وخاض المنتخب الجزائري 80 مباراة في 20 مشاركة سابقة بالبطولة القارية، حقق خلالها 28 فوزًا، مقابل 24 تعادلًا و28 خسارة، مسجلًا 97 هدفًا ومستقبلًا 93، ورغم أن هذه الحصيلة لا تضعه في مصاف أكثر المنتخبات تتويجًا، فإن إنجازيه في 1990 و2019 يؤكدان قدرته على المنافسة حين تتوافر الظروف المناسبة.
ويملك المنتخب الجزائري سجلًا إيجابيًا عندما تُقام البطولة في شمال إفريقيا، إذ تُوج باللقب في الجزائر ومصر، واحتل المركز الثالث في نسخة المغرب 1988، بينما يعود خروجه الوحيد من الدور الأول في هذه المنطقة إلى نسخة مصر 1986، ما يعزز آمال الجماهير في استعادة التوازن على الأراضي المغربية.
وتضم قائمة بيتكوفيتش 28 لاعبًا، من بينهم عناصر تجمع بين الخبرة والتجربة، إذ شارك 16 لاعبًا في نسخة 2023، و10 في نسخة 2021، و7 من أبطال نسخة 2019. ويبرز في القائمة رياض محرز، وعيسى ماندي، ورامي بن سبعيني، وإسماعيل بن ناصر، الذين يطمحون لمعادلة رقم الأسطورة رابح ماجر كأكثر اللاعبين الجزائريين مشاركة في النهائيات القارية.
في المقابل، يعود منتخب السودان إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لأول مرة منذ نسخة 2021، وهو يدرك صعوبة التحدي في مجموعة قوية تضم إلى جانب الجزائر كلًا من بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، ورغم تاريخه العريق كأحد مؤسسي البطولة وأول المتوجين بها عام 1970، فإن نتائجه الحديثة لا تصب في صالحه، بعدما حقق فوزًا واحدًا فقط في آخر 16 مباراة خاضها في النهائيات.
ويعاني المنتخب السوداني من ضعف تهديفي لافت، إذ لم يسجل أي هدف في مبارياته الافتتاحية الثلاث الأخيرة بالبطولة، كما اكتفى بتسجيل أربعة أهداف فقط خلال التصفيات، وهو الرقم الأدنى بين المنتخبات المتأهلة.
لكن مدربه كواسي أبياه، الذي يخوض ثالث تجربة له في كأس أمم إفريقيا، يعوّل على خبرته القارية، خاصة أنه لم يتعرض سوى لهزيمة واحدة في اللعب المفتوح خلال مشاركاته السابقة.
وسيكون المنتخب الجزائري مطالبًا بتحقيق الفوز لكسر سلسلة سلبية امتدت لست مباريات دون انتصار في نهائيات أمم إفريقيا، وهي الأطول في تاريخه، في وقت يدخل فيه منتخب السودان المواجهة دون ضغوط كبيرة، معتمدًا على الانضباط الدفاعي ومحاولة اقتناص أي فرصة متاحة.









