رابطة العالم الإسلامي: الخطاب الإفتائي يواجه مسؤولية مضاعفة في عصر التحولات الرقمية

أكد الدكتور عبد اللطيف المطلق، وكيل رابطة العالم الإسلامي، أن الخطاب الإفتائي بات يحمل مسؤولية مضاعفة في ظل التحولات المعاصرة المتسارعة، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تفرض على المؤسسات الإفتائية وعيًا أعمق بمتغيرات الواقع وقدرة أكبر على الموازنة بين ثوابت الشريعة ومتطلبات العصر.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في فعاليات الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تنظمها دار الإفتاء المصرية برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تحت عنوان: «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة».

وأوضح وكيل رابطة العالم الإسلامي أن من أبرز التحديات التي تواجه الخطاب الإفتائي، اليوم، ما تفرزه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وما يصاحبها من مخاوف تتعلق بإمكانية توظيف هذه التقنيات في مسارات غير أخلاقية أو منفلتة من القيم الإنسانية، الأمر الذي يستدعي حضورًا فقهيًا واعيًا يضبط الاستخدام ويؤسس لمقاربة أخلاقية منضبطة.

وأضاف أن التحولات الرقمية تفرض ضرورة تبني استراتيجيات متقدمة للفتوى، قادرة على استيعاب الواقع الرقمي الجديد دون الإخلال بضوابط الشريعة ومقاصدها، مشددًا على أن الفتوى في هذا السياق لم تعد مجرد إجابة عن أسئلة فردية، بل أصبحت عنصرًا فاعلًا في توجيه المجتمعات وحماية استقرارها القيمي.

كما أكد أن للفتوى دورًا محوريًا في أزمنة الحروب والنزاعات، حيث تبرز أهميتها في ترسيخ حرمة الدماء وصون كرامة الإنسان، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة قضايا النزاعات المعاصرة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة تستوجب خطابًا إفتائيًا مسؤولًا ينحاز إلى الحق والعدل، ويؤكد القيم الإنسانية الجامعة.