عاجل
السبت 22 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
التنشئة السياسية للطفل المصري.. ومساحات التنفس

التنشئة السياسية للطفل المصري.. ومساحات التنفس

تتوالى مشاهد إنجاز البيئة الحضارية في العاصمة القاهرة وفي العاصمة الجديدة وأبرزها فيما يتعلق بأطفال مصر، تلك المساحات الخضراء الواسعة، والتي هي بهجة للروح والنظر واللهو البريء ومعنى الجمال الذي يليق بمستقبل مصر، فهل من مساحة للتنفس داخل كل تلك المساحات الرائعة؟



 

لا يمكن لكل هذه الحدائق الرائعة في تقديري أن تتنفس إنسانياً وأن ترقص أغصان أشجارها وتغرد ألوانها الخضراء، إلا بحضور الناس وفي القلب منهم الأطفال.

 

 

وفي ذلك أستطيع أن أتخيل خيالاً ثقافياً مباشراً مع أطفالنا الذين يجلسون في الفصول المغلقة، أراهم يتجولون في حدائق الفسطاط والأزبكية والعاصمة الجديدة وغيرها يناقشون ويلعبون ويتنفسون الفضاء الحضاري المفتوح.

 

ويمارسون الألعاب الإبداعية في الفنون التشكيلية والموسيقى والرقص والغناء والتمثيل عبر اللعب الإيهامي والذي هو بوابة خيالية ذات صلة بالتدريب على الأفعال السليمة تفتح مباشرة على الواقع.

 

ولعل أبرز مشاهد الواقع الآن في مصر، بعد التأكيد على حقوق المواطنة في قانون الإجراءات الجنائية، هو مشهد إعادة النظر في الطعون والشكاوى بشأن العملية الانتخابية على المقاعد الفردية في عدد من الدوائر الانتخابية، مما يدفعنا مباشرة إلى جوهر الحلول المنطقية في مصر المستقبل، ألا وهو التنشئة السياسية للطفل المصري.

 

وهو الأمر الذي يحتاج إلى تصور نظري وعملي يبدأ بالتركيز على فهم واضح للهوية المصرية، وشرح المكون الحضاري لها منذ مصر القديمة حتى الآن للأجيال الجديدة.  

 

ودروس حية عن مصر المعاصرة وقدراتها ودورها المحوري والأصدقاء وأملها في المستقبل والتهديدات الوجودية التي يجب أن يعرفها رجال وسيدات مصر المستقبل أطفال مصر الحاضر.

 

ومنها بلا شك الاستعداد للمسارات المهنية القادمة في العلوم والتكنولوجيا والفنون.

 

ولا يمكننا أن نتصور اتساقاً مستقبلياً في الحياة العامة، وفي الحياة السياسية في مصر دون الوجدان المنتمي والفهم الواضح والتدريب العملي على الفعل الديمقراطي.

 

ولأن الانتماء والإرادة الشعبية تغرسان في الوجدان بالتدريج منذ الصغر، فهي التي تصنع الإرادة العامة القادرة عبر التدريب على الفعل.

 

بالتأكيد لا أقصد فعاليات احتفالية مثل البرلمان الصغير على أهميتها ولكن أقصد التدريب على فعل المواطنة منذ نعومة الأظافر، التدريب على أفعال الحرية المسؤولة، التدريب على العمل السياسي منذ الصغر، وفقاً لرؤية تشرح التعددية وتمارسها.

 

ولذلك وبعد سنوات سوف تختفي تلك المشاهد التي شهدتها العملية الانتخابية الأخيرة.

ولعل اعتراف الدولة ممثلة في التوجيه الرئاسي للرئيس عبد الفتاح السيسي مرتين متتاليتين بشأن تفهم حضاري وإدراك سياسي يسمع ويرى نبض الشارع المصري وينحاز للمصلحة العامة، لهو اعتراف يستعيد لمصر الأمل في التنشئة السياسية للطفل المصري.

 

وفي هذا الصدد تمتلك مصر منظمة الطلائع التاريخية التي تأسست في عهد الرئيس الراحل أنور السادات وهي تجربة يمكن استعادتها حية بشكل معاصر يتأسس على تحديثها، وعلى إطلاقها مجدداً في تعاون مع المؤسسات ذات الصلة بثقافة الطفل وبمتاحف مصر المتعددة وبالتأكيد مع المؤسسات الرسمية العاملة في هذا المجال، ومؤسسات المجتمع المدني بالتأكيد.

 

والتنشئة السياسية للأطفال هي الباب الواسع الكبير نحو الممارسات المستقبلية للحرية والديمقراطية في مصر.

 

وما أجمل أن يتم ذلك في بهجة اللعب وفي الفضاء الحضاري الذي تشهده مصر متجسداً أمام كل ذي بصر وبصيرة.

 

التنشئة السياسية للطفل المصري هي الأمل الحقيقي من أجل مصر الحاضر والماضي والمستقبل.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز