الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

وزير الأوقاف: تكريم شيخ الإسلام تتويج لمسيرة حكمة امتدت خمسة عقود

وزير الأوقاف خلال
وزير الأوقاف خلال صورة تذكارية خلال فعاليات المؤتمر الدولي

شارك الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في فعاليات المؤتمر الدولي السادس عشر الذي تستضيفه جمهورية باشكورتستان تحت عنوان: "مثل وقيم الإسلام: أمة واحدة، مصير مشترك"، وذلك بتشريف فخامة الرئيس راضي خبيروف، وبحضور سماحة شيخ الإسلام طلعت صفا تاج الدين رئيس النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا الاتحادية، احتفاءً بمرور خمسة وأربعين عامًا على توليه رئاسة النظارة.

 

وخلال كلمته، نقل وزير الأوقاف تحيات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رئيس جمهورية باشكورتستان وشعبها، داعيًا بأن تنعم جميع البلاد بالأمن والاستقرار والرخاء والسلام.

أكد الوزير أن تكريم شيخ الإسلام يمثل تقديرًا لمسيرة عريقة اتسمت بالحكمة والنقاء والعمل المتقن، مشيرًا إلى أن جانبًا مهمًا من تكوينه العلمي والروحي يعود إلى سنوات دراسته بالأزهر الشريف، التي جاءت امتدادًا لمسيرته العلمية في سمرقند. كما ثمّن الأزهري الدور المتبادل بين مصر وجمهوريات روسيا الاتحادية في صناعة رموز كبرى، مستشهدًا بقصة الإمام محمد عياد الطنطاوي الذي عاش في سان بطرسبرج عشرين عامًا، وأسهم في ترسيخ العربية وقيم الإسلام هناك، وهي المسيرة التي وثّقها المستشرق كراتشوفسكي في كتاب خاص عنه.

أوضح وزير الأوقاف أن هذا المؤتمر يأتي امتدادًا للمؤتمر الذي انعقد في فبراير الماضي بالعاصمة المنامة تحت عنوان "الحوار الإسلامي – الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك"، والذي شارك فيه عدد كبير من قيادات الفكر والدين من مختلف دول العالم. ويأتي اجتماع أوفا ليواصل ذات الروح القائمة على تعزيز الحوار، وترسيخ القيم الجامعة، وإبراز المشتركات الإنسانية.

ركز الوزير في كلمته على مجموعة من القيم الكبرى التي يحتاجها العالم اليوم، وفي مقدمتها قيمة الإحياء التي تعني حماية الإنسان من كل أشكال القتل والدمار، ونشر العلم والمعرفة وبناء جسور التعايش، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا». وتجلّت كذلك قيمة الأمان التي لا يمكن بدونها أن يفكر الإنسان أو يبدع، بما يجعل من ترسيخ الطمأنينة مسؤولية إنسانية مشتركة بين الشعوب والأمم.

وتوقفت الكلمة أمام قيمة العمران التي ترتكز على تشجيع العمل والحرف والمهن، ومحاربة الفقر، وإنشاء المؤسسات، وتعزيز العلاقات بين الشعوب، وإطلاق طاقات البناء والتعمير. كما شددت على قيمة الوطن باعتبارها إحدى القيم التي تعرضت لتشويه خطير من قبل تيارات التطرف التي حملت أبناءها على تدمير أوطانهم، بينما يقرر التراث الإسلامي الأصيل أن حب الوطن والوفاء له ركيزة من ركائز الدين.

وفي ختام كلمته، دعا الوزير إلى أن يكون كل مسلم في وطنه نموذجًا للمواطن الصالح، يعزز الأمن والاستقرار، ويحمل روح البناء، ويقدّم الخير لوطنه. كما أعلن استعداد وزارة الأوقاف للتعاون مع جميع المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية على مستوى العالم، بهدف صياغة منظومة قيم روحانية تُسهم في بناء الإنسان وصون الأوطان وتعزيز العمران ورفع مستوى الوعي والإيمان.

تم نسخ الرابط