عاجل
الأربعاء 19 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
المليونير الفقير

المليونير الفقير

لقب "المليونير" يُنسب للشخص الذي تتعدى ممتلكاته الخاصةً وأمواله المليون جنيه، وكان صاحب هذا اللقب له مكانته الاجتماعية بين جموع الشعب، مما جعله محط أنظار الجميع، خاصةً الشباب الذين جعلوه قدوة يطمحون ويحلمون بالوصول إلى هذا المنصب الرفيع، لذا أصبح كل من لديه مبلغ المليون ومضاعفاته بالحقبة الزمنية الماضية يمتلك ثروة ضخمة، ويُعد من أثرياء مصر، مما جعله يصنف ضمن صفوة المجتمع أو ضمن الطبقة العليا "الأعيان".



 

الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم، تسببت في إحداث خلل وعدم اتزان في قيمة العملة، بالإضافة إلى تغير القيمة الشرائية للمال، وذلك نظرًا لأسباب كثيرة منها: "التضخم وانخفاض قيمة النقود.. وغيرها من العوامل الاقتصادية"، الأمر الذي ترتب عليه تحولًا ملحوظًا وجذريًا في تصنيف الثروة، حيث فقد لقب المليونير بريقه ولمعانه كرمز للثراء، لكي يصبح رمز الطبقة المتوسطة.

 

تطورت ألقاب أصحاب رأس المال من مليونير مرورًا بالملياردير وصولًا إلى البليونير، وهناك من يتوقع ظهور لقب جديد في عالم الأثرياء وهو "التريليونير"، ولهذا أستبعد كل من يمتلك أموالا أو أصولا تتخطى المليون جنيه من قائمة الأغنياء، والغريب في الأمر أن هناك من يمتلكون الملايين في هيئة أصول وظروفهم المعيشية تحت الصفر، وهم من ينطلق عليهم المليونير الفقير، وقد انتشر هذا الوصف بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الشقق والمحلات "العقارات"، فكثيرًا ما تجد شخصا يمتلك عقارا "شقة، محل" يصل سعره لأكثر من مليون جنيه، في حين أن ظروفه المعيشية صعبة ودخله يكفيه بالكاد.

 

ظاهرة ارتفاع أسعار العقارات بشكل جنوني يفوق القدرة الشرائية للطبقة الوسطى والفقيرة، الأمر الذي لعب دورًا في الكشف عن الكثير ممن ينطبق عليهم لقب "المليونير الفقير"، فهؤلاء تراهم يمتلكون أصولا عقارية باهظة الثمن، في حين أنهم يعانون من أزمة في السيولة والدخل، فهم أثرياء يمتلكون الملايين على الورق فقط، لكنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية أو الصحية الأساسية، بالشكل الذي يليق بأصحاب الملايين، الأمر الذي يمثل ضغطًا مؤلمًا عليهم. رغم امتلاكهم عقارات وأصولا عالية القيمة، أما عن طريق الإرث أو الموقع الراقي المتميز، الذي ارتفعت قيمته التسويقية إلى الملايين بمرور الزمن، إلا أنهم يمتنعون ويرفضون مبدأ البيع، لأسباب كثيرة منها: "العلاقة الوجدانية والعاطفية التي تربطهم بالمكان الذي شهد ذكرياتهم، أو نظرا لرغبتهم في الحفاظ على الأصل كضمان للأبناء والاحفاد في المستقبل، أو بسبب وجود عقبات قانونية وإدارية تمنع التصرف في العقار، وغيرها من الأسباب، وغالبًا ما يكون هؤلاء من فئة كبار السن أو الطبقة المتوسطة، التي تعتمد على دخل ثابت لا يتناسب مع متطلبات الحياة المعيشية.

 

ختامًا.. أعتقد أن هناك أسبابا أخرى وراء انخفاض القيمة المالية للمليون، بالتالي فقد لقب "المليونير" هيبته وسط أصحاب رؤوس الأموال، ربما أسهم النمو الاقتصادي وتوسع الأسواق المالية العالمية، في ارتفاع عدد المليونيرات، الأمر الذي لعب دورًا مهمًا في التأثير على هالة المليونير التي كان يمتلكها في الماضي، مما تسبب في تقليل رمزية اللقب، فلا تتعجب أيها القارئ عندما تجد من يمتلك أصولا بالملايين، لكنه يعافر في طاحونة الحياة المعيشية فهو من ينطبق عليه "المليونير الفقير".

 

أخيرًا.. بعد الانتهاء من هذا المقال هناك سؤال يفرض نفسه أمامنا وهو: هل كنتم تتوقعون أن تقرأوا في يوم من الأيام عن مليونير فقير؟! حقا عجبًا لهذه الأيام التي جعلتنا نشاهد ما لم نكن نتوقعه أو نتخيله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز