
بوابة إلى الفضاء أم خدعة بصرية.. أجسام مجهولة تحلق فوق بركان الموت

شيماء حلمى
أعاد مشهد غامض فوق بركان بوبكاتيبيتل في المكسيك هذا الأسبوع إحياء نظريات مثيرة حول ارتباط الأجسام الطائرة المجهولة بالمعلم البركاني الشهير. فقد رصدت كاميرا ويب موجهة نحو البركان صورًا لأجسام مضيئة تحلق بسرعة في الأجواء، ما أثار تكهنات واسعة حول طبيعتها وأصلها.
أظهر المقطع المصور بتقنية الفاصل الزمني عشرات النقاط المضيئة تتحرك في اتجاهات متفرقة بينما كان البركان يثور بالدخان، وهو ما رآه البعض دليلًا على وجود نشاط غريب يفوق التفسير التقليدي.
شاهد.. البركان يثور بالدخان والجسم المجهول يطير فوقه:
وبينما اعتبر مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه الأجسام مجرد حشرات أو طيور اقتربت من الكاميرا، أصر آخرون على أن المشاهد توضح بجلاء عبورها خلف أعمدة الدخان البركاني، بما يشير إلى أنها تحلق على مسافة بعيدة.
في حين، رفض أليخاندرو روخاس، مستشار مختبرات إنيجما المتخصصة في دراسة الظواهر الجوية المجهولة، اعتبار المشاهد دليلاً على أجسام طائرة مجهولة، موضحًا أن تقنية التصوير تجعل الأشياء البطيئة تبدو وكأنها تتحرك بسرعة هائلة، كما أن الكاميرات الليلية كثيرًا ما تلتقط حشرات مضيئة بسبب ضوء الأشعة تحت الحمراء. وأكد أن الفيديو لا يحمل ما يثبت وجود نشاط خارج عن المألوف.
مع ذلك، فإن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد وثقت الكاميرات خلال العقود الماضية مشاهد متكررة لأجسام غامضة تدخل فوهة البركان أو تحلق حوله، ما غذى نظرية مؤامرة مفادها أن الكائنات الفضائية تستخدم المنطقة كنقطة مراقبة أو محطة دراسات للطاقة الحرارية الأرضية.
أما الصحفي المكسيكي المثير للجدل جيمي موسان ذهب أبعد من ذلك، فيزعم أن بركان بوبكاتيبيتل يمثل ثقبًا دوديًا أو بوابة بين الأبعاد تسمح للأجسام الطائرة المجهولة بالانتقال عبر المكان والزمان.
واستشهد "موسان" بلقطات متكررة لكائنات مضيئة تهبط مباشرة نحو فوهة البركان، مشيرًا إلى أن أي تقنية بشرية لا يمكنها الصمود في مثل هذه الظروف الحرارية. وربط بين نظريته وأبحاث ناسا حول النقاط المغناطيسية X التي قد تفتح ممرات طاقة استثنائية حول الأرض.


ورغم ما تحمله هذه الرواية من إثارة وتشويق، فإنها لم تحظ بأي دعم علمي موثق، خاصة أن “موسان” ارتبط سابقًا بادعاءات متكررة حول أجسام طائرة وكائنات فضائية محنطة لم تثبت صحتها. في المقابل، يشدد الخبراء على أن ما يحدث فوق بوبكاتيبيتل هو مشهد طبيعي لعجائب كوكب الأرض وظواهره الجوية والبصرية، وليس بوابة إلى عوالم أخرى.
هكذا يظل البركان المكسيكي الشهير مسرحًا دائمًا للغموض والأساطير، حيث تختلط التفسيرات العلمية بالخيال الجامح، ليبقى السؤال قائمًا: هل ما نشهده مجرد ظواهر طبيعية بصرية، أم أن فوهة بوبكاتيبيتل تخفي سرًا أعظم لم يكشف بعد؟