عاجل
الإثنين 6 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
 المخرج الثائر    زوجوه «هنومة»!!

المخرج الثائر زوجوه «هنومة»!!

أتصور أن المخرج الشاب محمود يحيى يعيش  الآن أروع وأحلى لحظات حياته بعد أن نجحت خطته وأجبر سينما « زاوية»، على السماح بعرض فيلمه « اختيار مريم».



قرار إدارة السينما مهين جدًا، لو كان المقياس هو الشريط السينمائى، حيث إنهم استجابوا إشفاقًا،  وأصروا فى البيان على تأكيد ذلك. هل تتذكرون المشهد الأخير من فيلم « باب الحديد »،عندما اقترب من« قناوى » يوسف شاهين،  الفنان القدير حسن البارودى وقال له إنه سوف يزوجه « هنومة»، ثم ألبسه قميص الأكتاف،  حتى يذهب به لعنبر العقلاء!!

هذا هو ما حدث  مع اختلاف شيء من التفاصيل، مع المخرج المضرب عن الطعام،  راجعوا بيان السينما الذي يؤكد خضوعهم لقرار العرض،  ليس عن قناعة  بالفيلم،  ولكن إشفاقا على حال المخرج، الذي  وافق على تلك المقايضة، وأعدها انتصارًا  لفيلمه الذي يحمل اسمه مخرجًا ومنتجًا.

المخرج -أى مخرج-  من واجبه  طبعًا أن يدعم   فيلمه، وإذا لم يجد من يتحمس لمشروعه ينتجه هو، كٌثر من كبار المخرجين فعلوها، المخرج الكبير صلاح أبوسيف، قال لى إن أول أفلامه الواقعية،  الذي قرر  وقتها  تغيير جلده وتقديم أفلام واقعية ( لك يوم يا ظالم)، لم تقتنع شركات الإنتاج بالمشروع، فقرر أن ينتجه، رهنت زوجته أساورها الذهبية، ووافقت فاتن حمامة بطلة الفيلم على تأجيل حصولها على أجرها حتى يعرض، بينما  مثلا خادمه الأمين عندما عرض عليه صلاح أن ينهى عمله لأنه لا يستطيع منحه مرتبه الشهرى، قرر الخادم،  أن يعمل  ستة أشهر بدون  أجر وعرض الفيلم  ونجح  المشروع.

البعض يتذكر المخرج  الكبير يوسف شاهين عندما هدد  بالاعتصام  أمام مجلس الشعب،    لو لم توافق الرقابة على عرض فيلمه الأخير  كاملًا «هى فوضى»  2007،  وهو ما حدث فعلا، فقط طلبت الرقابة إضافة «هى»، حيث كان العنوان فى البداية «فوضى» فقط، والحقيقة أن إضافة هى أكدت الفوضى ولم تنفها.

لا أتصور سوى أن المخرج  الشاب يعانى من حالة عدم نضج نفسى، فهو يلجأ لتحقيق هدفه بأسلحة غير مشروعة، هل سيهدد المخرج الشاب الجمهور بالإضراب عن الطعام  لو لم يقبلوا على قطع التذكرة،  أو تقاعسوا عن التصفيق  فى نهاية  العرض، ارتكب المخرج حماقة التهديد بالانتحار، وارتكبت دار سينما  « زاوية » حماقة أكبر عندما خضعت للابتزاز العاطفى،  وزوجوه «هنومة » !!

نقلًا عن مجلة روزاليوسف  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز