في مواجهة الصين
عاجل| أزمة تهز واشنطن.. نقص حاد في 12 سلاحًا استراتيجيًا أمريكيًا
عادل عبدالمحسن
تتصاعد المخاوف في واشنطن من اتساع الفجوة في القدرات العسكرية مع الصين، ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية إلى مطالبة شركات الصناعات الدفاعية بزيادة إنتاج الذخائر والصواريخ إلى أربعة أضعاف في أسرع وقت ممكن.
ويأتي هذا التحرك في ظل تقديرات عسكرية تشير إلى نقص حاد في المخزونات الأمريكية من أسلحة استراتيجية أساسية قد يؤثر على قدرة الولايات المتحدة في حال نشوب مواجهة مسلحة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ووفق ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال، حذر مسؤولو البنتاجون من أن المخزون الحالي غير كاف لتغطية احتياجات أي صراع طويل الأمد، في ظل استمرار الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا وتايوان.
وتشمل قائمة الأسلحة التي تواجه طلبا متزايدا صواريخ باتريوت الاعتراضية، والصواريخ المضادة للسفن بعيدة المدى، وصواريخ SM-6 المضادة للطائرات، إضافة إلى صواريخ باليستية قصيرة المدى وصواريخ كروز جو – جو من طراز جوينت سترايك، وهي أنظمة قتالية تعد حاسمة في أي مواجهة محتملة مع بكين.
ولمواجهة هذا التحدي، شكلت وزارة الدفاع الأمريكية مجلسا خاصا لتسريع عمليات الإنتاج، يعقد اجتماعات منتظمة بين كبار مسؤولي البنتاجون وممثلي كبريات شركات تصنيع الصواريخ والذخائر.
ويتولى نائب وزير الدفاع ستيف فاينبرج قيادة هذه الجهود من خلال اتصالات أسبوعية مع مديري الشركات لبحث سبل رفع معدلات الإنتاج ومعالجة العقبات التقنية واللوجستية ونقص المواد الخام.
ويرى محللون عسكريون أن هذه الخطوة تعكس إدراكا متزايدا لدى واشنطن لحجم التحدي الذي تمثله الصين على المدى القريب، في وقت يشهد فيه الإقليم سباق تسلح متسارعا قد يغير موازين القوى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
. ويؤكد خبراء أن الحفاظ على التفوق العسكري الأمريكي يتوقف على سرعة تحرك الصناعة الدفاعية لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة وتعزيز الجاهزية القتالية في مواجهة أي تهديدات محتملة.
سباق تسلح جديد
يمثل طلب البنتاجون من شركات الدفاع الأمريكية مضاعفة إنتاج الذخائر أربع مرات خطوة تحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية واجتماعية عميقة.
فعلى الصعيد الاقتصادي، يعني ذلك ضخ استثمارات هائلة في مصانع السلاح وتحريك عجلة الإنتاج، ما يوفر فرص عمل جديدة ويعزز قطاع الصناعات العسكرية، لكنه في الوقت نفسه يرفع نسب الإنفاق الحكومي ويفرض أعباءً إضافية على الموازنة الفيدرالية.
أما سياسيًا، فيعكس الإجراء تصاعد سباق التسلح مع الصين، ويبعث برسالة ردع واضحة لحلفاء واشنطن وخصومها على السواء، ويؤكد انتقال الاستراتيجية الأمريكية نحو مواجهة طويلة الأمد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وعلى المستوى الاجتماعي، قد يثير القرار جدلاً داخليًا حول أولويات الإنفاق، إذ يراه البعض تعزيزًا للأمن القومي فيما يعتبره آخرون استنزافًا لموارد كان يمكن توجيهها للتعليم والصحة والبنية التحتية، بما يعمّق الانقسام داخل المجتمع الأمريكي.


















