
الولايات المتحدة رفضت منح تأشيرتها لعباس وألغت تأشيرة جوستافو
بعد استخدامه كورقة سياسية.. هل حان وقت نقل مقرّ الأمم المتحدة؟

عادل عبدالمحسن
قبل 77 عامًا، وبالتحديد في 14 سبتمبر 1948، بدأ المسؤولون في البحث عن موقع مناسب في نيويورك لمقر الأمم المتحدة.
كان ذلك بعد أن قامت 50 دولة، في وقت سابق، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بتأسيس الأمم المتحدة للحفاظ على السلام والأمن العالميين وتحسين التعاون الدولي.
وتم التصديق على ميثاق الأمم المتحدة في ٢٨ يوليو من عام ١٩٤٥ وفي ديسمبر ١٩٤٥ طلب مجلس الشيوخ والكونجرس بالإجماع من الأمم المتحدة أن يكون مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، وقبلت الأمم المتحدة الطلب.
وارتأى المسؤولون آنذاك، أن نيويورك، وبما تتميز به من شريحة سكانية جلها من المهاجرين، تعتبر المكان الأنسب لمقر الأمم المتحدة لأن نيويورك تجتذب “الناس الوافدين من كل مكان للعيش في سلام ووئام”، وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت.
وبعبارة أخرى، فإن التنوع السكاني في نيويورك يجعلها رمزًا مناسبًا لقيم الأمم المتحدة، وهي السلام والوئام بين جميع الشعوب.
تم بناء المقر في مدينة نيويورك بين عامي ١٩٤٩ و١٩٥٠ بجانب النهر الشرقي على أرض بقيمة ٨.٥ مليون دولار تبرعا من الابن جون دي.
ولكن بعد رفض الولايات المتحدة منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، تأشيرة دخول لإلقاء كلمته خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحضور مؤتمر حل الدولتين الذي أقيم برعاية فرنسية – سعودية، الذي اعترفت خلاله عدة دول كبرى بالدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى إلغاء الخارجية الأمريكية تأشيرة الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، هل تجعل الواقعتان العالمَ يفكر في نقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك، بعدما تحولت تأشيرات دخول القادة الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ورقة سياسية في يد الإدارة الأمريكية؟.. وحتى لا يفاجأ قادة العالم يومًا بحرمانهم من الحديث على منبر الأمم المتحدة.
كان الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو قد شارك الليلة الماضية في مظاهرة، وقال: "من هنا، من نيويورك، أطلب من جنود الجيش الأمريكي عدم توجيه أسلحتهم إلى الناس"، وأضاف: "ارفضوا تنفيذ أوامر ترامب، أطيعوا أوامر الإنسانية".
خلال حديثه في المظاهرة، قال بيترو أيضًا: "ليس لديّ أي ضغينة ضد اليهود أو الإسرائيليين"، لكنه زعم في خطابه للمتظاهرين: "يجب أن نرد في الشوارع، بأصواتنا وبأسلحتنا".
وعلى خلفية حديث الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" قرار إلغاء تأشيرته: "سنلغي تأشيرته بعد أفعاله المتهورة والمُحرضة". في الوقت الحالي، ليس من الواضح ما إذا كان الرئيس لا يزال على الأراضي الأمريكية، بينما رفض مكتبه ووزارة الخارجية الكولومبية التعليق على هذه المسألة.
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هاجم بيترو ترامب، قائلًا إنه "متواطئ في الإبادة الجماعية في غزة"، ودعا إلى بدء إجراءات جنائية ضد الولايات المتحدة لهجماتها على "قوارب المخدرات" في منطقة البحر الكاريبي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أدرج ترامب كولومبيا في قائمة الدول التي تزعم واشنطن أنها انتهكت اتفاقياتها معها بشأن تدابير مكافحة المخدرات.
الرئيس جوستافو بيترو، زعيم يساري يشغل منصب رئيس الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية منذ عام ٢٠٢٢، اتهم إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا بارتكاب "إبادة جماعية"، وكثيرًا ما يُقارن بين القصف الإسرائيلي لغزة ومحرقة اليهود.
كما انضم إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
قبل نحو أربعة أشهر، عيّنت كولومبيا أول سفير لها لدى السلطة الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الخارجية الكولومبية آنذاك أن السفير سيكون خورخي إيفان أوسبينا، عمدة كالي السابق والمقرب من الرئيس بيترو.
في مايو من العام الماضي، واجه بيترو نتنياهو على موقع التواصل الاجتماعي "إكس”، واصفًا قادة الكيان الصهيوني بـ"الوحوش" و"قتلة الإبادة الجماعية".
كما غرّد الرئيس قائلًا إن "نتنياهو لن يوقف الإبادة الجماعية، الأمر الذي يتطلب مذكرة توقيف دولية من المحكمة الجنائية الدولية"، وهو ما حدث بالفعل في نوفمبر عندما أصدرت المحكمة في لاهاي مذكرتي توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت.
وأضاف بيترو آنذاك: "على مجلس الأمن أن يبدأ بدراسة إنشاء قوة حفظ سلام في قطاع غزة".