
"هيكل".. الجورنالجي الذي خطف مجد الوزراء بحبر قلمه

عادل عبدالمحسن
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والصحفي الكبير "محمد حسنين هيكل"، أحد أبرز أعمدة الصحافة العربية وأيقونة الفكر السياسي في القرن العشرين، والجورنالجي الذي تفوق لقبه الصحفي على مسماه الوزاري.
وُلد في 23 سبتمبر 1923 ليكتب لنفسه تاريخاً حافلاً يمتد لأكثر من سبعة عقود من العطاء الصحفي والفكري.
وبدأ الكاتب الصحفي العملاق محمد حسنين هيكل، رحلته المهنية في أربعينيات القرن الماضي، لم يكن مجرد صحفي يكتب الأخبار، بل كان شاهدًا وصانعًا للأحداث في آن واحد، فقد رافق كبار قادة العالم، وكان صديقًا مقربًا من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، واحتل مكانة خاصة كمستشار سياسي وإعلامي دون قرار رسمي، ليصبح صوته معبّرًا عن طموحات الأمة العربية وقضاياها المصيرية.
كما شغل "هيكل" منصب وزير الإرشاد القومي في مصر عام 1970، وذلك لفترة قصيرة قبل وفاة عبد الناصر في سبتمبر من العام نفسه.
كان هذا المنصب بمثابة وزارة الإعلام آنذاك، وكان "هيكل" يتولّى من خلاله الإشراف على أجهزة الإعلام والتوجيه القومي.
عُرف هيكل بقدرته الفريدة على تحليل الأحداث وربط خيوط السياسة العالمية، حيث شغل منصب رئيس تحرير جريدة "الأهرام" لأكثر من 17 عامًا، وحولها إلى واحدة من أقوى وأهم الصحف المؤثرة في الشرق الأوسط.
كما ألّف عشرات الكتب التي ما زالت تُعد مراجع أساسية في فهم تاريخ المنطقة، منها: "فلسفة الثورة"، "أكتوبر.. السلاح والسياسة"، "خريف الغضب"، "سنوات الغليان"، "مدافع آية الله - قصة إيران والثورة"، "مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان".
وعلى الرغم من رحيله في 17 فبراير 2016"، فإن فكر هيكل يظل حاضرًا في الأوساط الإعلامية والسياسية، فقد ترك مدرسة صحفية قائمة على الدقة والعمق والجرأة، وأرسى تقاليد مهنية استلهمت منها أجيال متعاقبة من الصحفيين.
وفي ذكرى ميلاده، يتجدد الحديث عن إرثه الكبير ودوره في صياغة الوعي العربي، إذ لا يزال محمد حسنين هيكل رمزًا للصحافة الحرة والفكر المستنير، وشاهدًا على حقبة شكلت ملامح العالم العربي الحديث.