
على اعتراف الدول الكبري بالدولة الفلسطينية
عاجل| خيارات الرد الإسرائيلي.. وسر "يوم كيبور"

عادل عبدالمحسن
تواجه إسرائيل أكبر اختبار دبلوماسي منذ سنوات مع اتساع موجة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، والتي قادتها "بريطانيا وكندا وأستراليا" في خطوة وُصفت بأنها "تاريخية" وتفتح الباب أمام موجة ثانية من الاعترافات قد تشمل عشر دول إضافية.
ورغم تأكيد دبلوماسي بريطاني بارز أن الاعتراف "ليس عقابًا لإسرائيل" بل يهدف إلى "إحياء حل الدولتين ومنح الفلسطينيين الأمل"، إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو اعتبرت الخطوة "تصعيدًا يقوّض فرص السلام"، محذّرة من تداعياتها على استقرار المنطقة.
الدبلوماسي البريطاني أوضح أن الاعتراف ترافقه "اشتراطات واضحة"، منها إطلاق سراح جميع الرهائن، نزع سلاح حماس، وضمان انتخابات فلسطينية خلال عام من انتهاء الحرب، مع استمرار لندن في "تعاونها الأمني والعسكري مع تل أبيب"، بما في ذلك تسيير طلعات جوية استطلاعية فوق قطاع غزة للعمل على رصد حركة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
حسابات إسرائيلية معقدة
بحسب مصادر سياسية إسرائيلية، يدرس نتنياهو خيارات متعددة تتراوح بين "التهدئة المدروسة" و"خطوات رمزية" مثل ضم غور الأردن، وصولًا إلى "تصعيد دبلوماسي" ضد باريس التي قادت الجهود الأوروبية لزيادة الاعترافات. لكن خيار الضم الشامل للضفة الغربية – الذي يطالب به وزراء اليمين المتطرف – يبدو مستبعدًا في الوقت الراهن، خشية "تدمير اتفاقيات إبراهيم" مع دول الخليج وإثارة غضب الحليف الأمريكي.
ويمنح "عيد الغفران اليهودي "يوم كيبور" نتنياهو مهلة زمنية للمناورة، إذ من المتوقع ألا يُعلن أي رد رسمي قبل لقائه المرتقب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأكدت مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يتدخل لدي نتنياهو لمنع أي خطوة إسرائيلية كبرى، مفضّلًا الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
ضغوط متقاطعة
من جانبها، حذرت فرنسا عبر قنوات دبلوماسية حكومة نتنياهو من أن ردًا إسرائيليًا قاسيًا قد يؤدي إلى "مواجهة مفتوحة"، ولوّحت بقدرتها على "إيذاء إسرائيل دبلوماسيًا" ودفع دول إضافية إلى الاعتراف بفلسطين.
في المقابل، يواصل وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الضغط من أجل "ضم كامل لأراضي الضفة"، مهددين نتنياهو بخسارة قاعدته السياسية إذا تراجع.
سيناريوهات مفتوحة
يرى مراقبون أن تل أبيب عالقة بين "شبح العزلة الدولية" في حال التصعيد، و"أزمة داخلية" إذا اختارت ضبط النفس. ومع استمرار تحرك العواصم الأوروبية لإطلاق "موجة ثانية" من الاعترافات، يبقى السؤال: هل يختار نتنياهو خطوة رمزية تحفظ ماء الوجه، أم يغامر بقرار يهدد مكانة إسرائيل الإقليمية ويقوّض تحالفاتها؟