عاجل
الجمعة 5 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

أكبر جبل جليدي في العالم ينهار.. يزن تريليون طن

جبل جليدي
جبل جليدي

في بداية هذا العام، كانت مساحتها أكبر من ضعف مساحة العاصمة البريطانية لندن.



ومع دخول شهر سبتمبر الجاري، فإن أكبر جبل جليدي في العالم، المعروف باسم A23a، يقترب للأسف من نهايته.

يقول العلماء إن الجبل الجليدي الضخم A23a، الذي تم تصنيفه بين أقدم وأكبر الجبال الجليدية التي تم تسجيلها على الإطلاق، قد تفكك في المياه الدافئة وقد يختفي في غضون أسابيع.

وغالبا ما تتم مقارنة الجبل الجليدي الضخم من حيث الشكل بالسن، وهو يسافر شمالًا في المحيط الأطلسي الجنوبي منذ أشهر. 

والآن، بعد أن أصبح الجبل الجليدي معرضا لمياه دافئة بشكل متزايد، وتضربه أمواج عاتية، تفكك بسرعة كبيرة، بعد أن كان يسمى "ملك البحار". 

وقال أندرو مايجرز، عالم المحيطات الفيزيائي في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، إن المنطقة الجليدية A23a "تتفكك بشكل دراماتيكي إلى حد ما" أثناء انجرافها شمالا.

وقال مايجرز لوكالة فرانس برس: "أعتقد أن الجبل الجليدي في طريقه إلى الزوال يتدهور ويذوب من تحته".

ومؤخرًا، أصبحت المياه دافئة جدًا بحيث لا يمكن الحفاظ على الجليد حيث إنه يذوب باستمرار. 

وبالعودة إلى أوائل هذا العام، بلغ وزن الجبل الجليدي الضخم حوالي تريليون طن، أي ما يعادل نحو 100 مليون مرة وزن برج إيفل في باريس. 

في ذروته، بلغت مساحة الجبل الجليدي A23a حوالي 1540 ميلًا مربعًا- أي أكثر من ضعف مساحة العاصمة البريطانية لندن البالغة 607 أميال مربعة- وبلغ سمكه 1312 قدمًا.  

وفي حين، تبلغ مساحته الآن 683 ميلاً مربعاً وعرضه في أوسع نقطة 37 ميلاً، وفقاً لتحليل وكالة فرانس برس للصور الفضائية، مما يجعلها أقل من نصف حجمها الأصلي. 

وفي الأسابيع الأخيرة، انفصلت قطع ضخمة تبلغ مساحتها نحو 150 ميلاً مربعاً عن المحيط، في حين انتشرت قطع أصغر حجمًا، وكثير منها لا يزال كبيرًا بما يكفي لتهديد السفن، في البحر المحيط بها. 

وكما هو الحال مع تآكل الأراضي الساحلية، فإن الأمواج تتحطم على الجبل الجليدي لتكوين فجوات تنمو بشكل مطرد حتى ينهار الجزء العلوي، تاركة "أكوامًا" صغيرة تشكل بدورها "جذوعًا" أصغر. 

وبينما يستمر الجبل الجليدي في الانجراف نحو الشمال، محمولاً بواسطة تيارات المحيط، تصبح المياه المحيطة به أكثر دفئًا، وسرعان ما يذوب الجبل الجليدي بالكامل.

وتوقع مايجرز  أن يستمر ذوبانه في الأسابيع المقبلة، متوقعًا ألا يكون من الممكن التعرف عليه حقًا خلال بضعة أسابيع". 

وقال مايجرز إن العلماء فوجئوا بمدى بقاء الجبل الجليدي متماسكا لفترة طويلة.

وأضاف: معظم الجبال الجليدية لا تصل إلى هذا الحد، ولكن هذا الجبل الضخم جدًا، استمر لفترة أطول ووصل إلى مسافة أبعد من غيره".

لكن في نهاية المطاف، فإن الجبال الجليدية "محكوم عليها بالفناء" بمجرد خروجها من الحماية المتجمدة التي توفرها القارة القطبية الجنوبية - وهي مسألة وقت فقط قبل أن تختفي.

كان الجزء الأكبر المتبقي من الجبل الجليدي A23a، انفصل عن جرف فيلتشنر الجليدي في القارة القطبية الجنوبية في أغسطس 1986. 

وتحركت منطقة الجبل الجليدي A23a فقط بضع مئات من الأميال عندما علقت، أو "استقرت" في قاع المحيط- وانتهى بها الأمر إلى أن تصبح ثابتة على مدى السنوات الثلاثين التالية. 

وتستقر الجبال الجليدية في قاع المحيط عندما يكون عارضتها "الجزء الواقع أسفل سطح الماء" أعمق من عمق الماء. 

انفصل جبل الجليدي A23a أخيرًا عام 2020 وبدأ في التحرك شمالًا، على الرغم من أن رحلته تأخرت أحيانًا بسبب قوى المحيط التي أبقته يدور في مكانه.

كانت هذه الكتلة الضخمة من المياه العذبة تنجرف بفعل أقوى تيار محيطي في العالم - التيار المحيط بالقطب الجنوبي. 

وفي شهر مارس تقريبا، جنحت الكتلة الجليدية في المياه الضحلة قبالة جزيرة جورجيا الجنوبية البعيدة، مما أثار المخاوف من أنها قد تصل إلى مناطق تكاثر وتغذية طيور البطريق البالغة وصغارها. 

ولحسن الحظ، انفصلت الكتلة الجليدية A23a عن مكانها في أواخر شهر مايو، ودارت حول الجزيرة، وواصلت رحلتها باتجاه الشمال. 

ومع ذلك، من المرجح أن يكون جنوح الكتلة الجيلدية و"الإطلاق الهائل للمياه العذبة الباردة" قد أديا إلى تأثير كبير على الكائنات الحية في قاع البحر وفي المياه المحيطة، وفقا لما قاله متحدث باسم هيئة المسح الجيولوجي البريطانية لصحيفة ديلي ميل البريطانية. 

وفي الأسابيع الأخيرة، اكتسبت الكتلة الجليدية سرعة متزايدة، حتى أنها وصلت في بعض الأحيان إلى مسافة 20 كيلومترًا في يوم واحد، وهي نفس المسافة تقريبًا بين كامدن وكرويدون. 

وقال مايجرز، الذي واجه الجبل الجليدي في أواخر عام 2023 ويتتبعه بالأقمار الصناعية منذ ذلك الحين، إن A23a هو "جدار جليدي ضخم على غرار لعبة العروش"، مؤكدا أنها مع بعض الأمواج التي ترتطم معها بالإضافة إلى تعرضها لأشعة الشمس تتسارع عملية تفككها. 

وقال إن انفصال الجبل الجليدي عن الحافة هو عملية طبيعية، تحدث غالبًا بسبب تشكل الشقوق الجليدية. 

لكن العلماء يقولون إن معدل فقدان الجبال الجليدية من القارة القطبية الجنوبية يتزايد، وربما يكون ذلك بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز