عاجل
الجمعة 26 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

علماء يكتشفون علاقة بين الموسيقى وتعزيز وظائف المخ مدى الحياة

كشفت دراسة علمية حديثة أن تعلم العزف على آلة موسيقية يمكن أن يحمي دماغك من الشيخوخة، ويبني دفاعًا ضد التدهور المعرفي يستمر مدى الحياة.



واكتشف باحثون من كندا والصين أن كبار السن الذين قضوا سنوات في العزف على الموسيقى كانوا أفضل في فهم الكلام في البيئات الصاخبة، مثل غرفة مزدحمة، مقارنة بأولئك الذين لم يعزفوا الموسيقى.

وأوضح الباحثون أن العزف على الموسيقى يساعد على بناء "الاحتياطي المعرفي" لدى الشخص، والذي يعمل بمثابة نظام احتياطي في الدماغ.

وأشاروا إلى أن هذا الاحتياطي يساعد الدماغ على البقاء فعالاً والعمل بشكل أكثر مثل الدماغ الأصغر سناً، حتى مع تقدم الشخص في العمر.

وأكد الباحثون أن سنوات من التدريب الموسيقي عززت الروابط بين مناطق الدماغ المسؤولة عن السمع والحركة والكلام، مما يجعل من السهل تحديد الأصوات في المواقف الصعبة، عندما يكون من الصعب تحديد صوت واحد في حشد من الناس.

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها دحضت فكرة أن أدمغة كبار السن تحتاج دائمًا إلى العمل بجهد أكبر للتعويض عن الشيخوخة.

وبدلاً من ذلك، فإن التدرب على العزف على آلة موسيقية بانتظام لمدة 12 ساعة أسبوعيًا، بغض النظر عن مدى مهارتك في العزف، يمكن أن يؤدي إلى بناء "احتياطي" يمنع الدماغ من التفكير كثيرًا دون داعٍ.

وقال الدكتور يي دو من الأكاديمية الصينية للعلوم لشبكة بي بي سي ساينس فوكس: "كما أن الآلة الموسيقية المضبوطة جيدًا لا تحتاج إلى العزف بصوت أعلى حتى يتم سماعها، فإن أدمغة الموسيقيين الأكبر سنًا تظل مضبوطة بدقة بفضل سنوات من التدريب".

وكشفت الدراسة التي نشرت في  مجلة PLOS Biology  أن كبار السن الذين لم يمارسوا العزف على آلة موسيقية أبدًا أظهروا نشاطًا إضافيًا في مناطق التدفق الظهري السمعي، وهي مناطق الدماغ التي تعمل معًا للمساعدة في تحديد الأصوات وربطها بالأفعال.

ويشير النشاط المتزايد أثناء الاستماع إلى الصوت، المعروف باسم زيادة الاتصال الوظيفي الناجم عن المهمة "زيادة تنظيم TiFC"، إلى أن هذه الأدمغة الأكبر سنًا تعمل بجهد أكبر للتعويض عن التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

وفي الوقت نفسه، أظهر الموسيقيون الأكبر سنا أنماط دماغية مماثلة للأشخاص الأصغر سنا الذين لا يمارسون الموسيقى، بما في ذلك نشاط أقل في مناطق مجرى السمع الظهري.

وعلى وجه التحديد، أظهرت الدراسة أن النشاط الأقل في النصف الأيمن من الدماغ كان مرتبطا بقدرة أفضل على تمييز الكلمات في غرفة صاخبة.

كما كان لدى كبار السن الذين يمارسون الموسيقى بانتظام المزيد من التشابه مع أدمغة الشباب في التلفيف المركزي الأيسر، وهي منطقة تقع في الفص الجبهي تتحكم في الحركة، وخاصة بالنسبة للجانب الأيمن من الجسم، مثل اليد اليمنى أو الذراع.

ويساعد التلفيف المركزي الأيسر أيضًا في التخطيط للحركات الإرادية وتنفيذها، مثل الضغط على زر أو التحدث.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التراجع في مهارات السمع والتفكير لم يكن علامة على أمراض مثل الزهايمر، لكنه كان مرتبطا بالإجهاد المعرفي الطبيعي الذي يأتي مع "الشيخوخة الطبيعية".

وشملت الدراسة 25 موسيقيًا أكبر سنًا، بمتوسط ​​عمر 65 عامًا، والذين عزفوا على آلة موسيقية لمدة 32 عامًا على الأقل.

وشارك في البحث أيضًا 25 شخصًا آخرين من كبار السن بمتوسط ​​عمر 66 عامًا وعشرين شخصًا أصغر سنًا من غير الموسيقيين في العشرينيات من العمر

وكان جميع المشاركين أصحاء جسديًا، ويستعملون اليد اليمنى، ويتحدثون اللغة الصينية الأصلية الماندرين، وكان لديهم سمع طبيعي ولم يعانوا من أي مشاكل عصبية.

واستمع كل شخص إلى أربعة مقاطع لفظية "'با'، 'دا'، 'با'، 'تا'" مختلطة بأصوات خلفية عالية عند ثلاثة مستويات مختلفة من الضوضاء بينما تم التقاط صور لنشاط أدمغتهم بواسطة جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

وكان أداء الموسيقيين الأكبر سناً أفضل من غير الموسيقيين الأكبر سناً في تحديد المقاطع، وخاصة في الظروف الأقل ضوضاء.

وبشكل عام، كان كبار السن الذين يعزفون الموسيقى أسوأ من غير الموسيقيين الأصغر سنا ولكنهم ما زالوا أفضل بشكل ملحوظ من أقرانهم الذين لم يمسكوا آلة موسيقية على الإطلاق.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها قد تؤدي إلى تطوير علاجات جديدة لتعزيز وظائف الدماغ ومنع ظهور الخرف، مثل تشجيع التدريب الموسيقي بين كبار السن.

وقد دعمت دراسة أخرى في مجلة Imaging Neuroscience النتائج الجديدة، وكشفت أنه لا يزال من الممكن البدء في تشغيل الموسيقى لتعزيز صحة الدماغ.

وتوصل فريق من جامعة كيوتو في اليابان إلى أن مجموعة من كبار السن الذين تعلموا العزف على الموسيقى في السبعينيات من عمرهم حققوا أداء أفضل في اختبارات الذاكرة اللفظية بعد أربع سنوات.

وأشار الباحثون إلى أن أولئك الذين واصلوا التدريب على مدار تلك السنوات الأربع حققوا أفضل النتائج في الاختبارات الإدراكية مقارنة بأولئك الذين توقفوا عن التدريب بعد الدراسة الأولية التي استمرت أربعة أشهر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز