

محمد عبد الرحمن
جائزة تيمور تيمور
خلال ساعات من إعلان خبر الوفاة وحتى قبل أن تنتشر التفاصيل المأساوية لرحيله، حصل مدير التصوير والممثل تيمور تيمور على الجائزة الكبرى، التي يسعى لها كل إنسان، لكن يظل حجمها وموعد تسلمها بيد الله وحده.
حصل تيمور على جائزة المحبة من كل زملائه ومعارفه، كلمات رثاء كتبتها عيون باكية تعدد مناقب إنسان لم يره من يعرفونه إلا باشا ضاحكا و"مسهلها على اللي حوليه"، حسب التعبير البليغ للنجم الشاب طه دسوقي، بجانب مهارات فنية خلف الكاميرا وأمامها شهد بها نجوم من مختلف الأجيال، زاد على كل هذا أن تيمور رحل شهيدا محاولا إنقاذ ابنه بعدما قضيا معا دقائق أخيرة يلهوان على أمواج غادرة حرمت الابن من أبيه للأبد.
طالب البعض بعدم تناول تفاصيل الوفاة حماية لنفسية الابن المكلوم، أمر شديد الصعوبة في عصر السوشيال ميديا، لكن الأهم من وجهة نظري أن الابن سيفيق من الصدمة وسيعرف عبر نفس المنصات كم كان أبوه رجلا عظيما ومحبوبا، ثم إن هذه التفاصيل ربما تقودنا إلى السؤال الأهم، كيف يمكن أن يكون "تيمور" هو الأخير، بعدما اعتدنا أن تبلع طرق الساحل الشمالي وأمواجه أعزاء جددا كل عام، حوادث سيارات وحالات غرق تتكرر مستفيدة من آفة حارتنا التي هي النسيان.
الأعمار بيد الله أمر لا مراء فيه، لكن "الإهمال" بيد البشر، وملابسات وفاة تيمور تيمور توثق حالة جديدة تدفع إلى تساؤلات أزلية، هل توافرت لتيمور ونجله وسائل الوقاية أولا ثم الإنقاذ ثانيا، هل المسؤولون عن شاطئ "سيدي حنيش" فعلوا ما عليهم أولا لضمان نزولهما البحر في ظروف مناسبة، هل كان رجال الإنقاذ على أهبة الاستعداد على مدار الساعة، لو أن الإجابة نعم، فالأعمار بيد الله، لو أن هناك ثغرات فليكن تيمور تيمور هو مصابنا الأخير وليتحد من يذهبون لأي شواطئ غير مؤمنة منعا لوقوع مزيد من الضحايا يتركون خلفهم أرامل ويتامي ودموعا وآهات.