عاجل
السبت 22 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

عقول الإفتاء تتحدى عقول الآلة.. خارطة طريق لتعزيز التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين الشباب

في زمنٍ تتسارع فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتتنامى فيه حملات التضليل الرقمي والمحتوى الموجه، اجتمع علماء دين وخبراء أمن سيبراني وباحثون في ورشة عمل استثنائية، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، ليؤكدوا أن الفتوى الرشيدة لن تتأتى إلا بعقل ناقد ووعي رقمي حصين.



الورشة، التي نظمها مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا تحت عنوان "تعزيز مهارات التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين الشباب"، تحولت إلى منصة فكرية وضعت ملامح مواجهة بين "عقول الإفتاء" و"عقول الآلة"، رسمت خلالها خارطة طريق لتمكين المفتين من أدوات العصر دون التفريط في الثوابت الشرعية.

الدكتورة إيمان رجب، الخبير الاستشاري في الاتحاد الأفريقي ورئيس الوحدة الأمنية بمركز الأهرام للدراسات، شددت على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المفتي، لكن من الضروري تمكينه رقميًا لمواجهة الشائعات والمحتوى المغلوط. واقترحت إطلاق برنامج رقمي ذكي لتنمية قدرات المفتين، ودليل تدريبي لتعزيز وعيهم في هذا الواقع المتطور.

المستشار محمد مرعي، عضو المكتب الفني لوزير العدل والمتخصص في الأمن السيبراني، دعا إلى إنشاء إدارة بدار الإفتاء لمتابعة المحتوى الرقمي المولّد بالذكاء الاصطناعي، لما يمثله من خطورة مجتمعية، محذرًا من دوره في تغذية ظاهرة الإسلاموفوبيا عالميًا.

الدكتورة رِهام سلامة، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، حذرت "الأمية الرقمية" ودعت إلى "الفهم قبل الحكم"، مؤكدة أن كثيرًا من مخرجات "شات جي بي تي" مزيفة في قالب أكاديمي منظم، ما يستلزم تعاون المؤسسات الدينية والبحثية، لرصد الأخطاء وبناء دليل عملي للمفتين الشباب.

الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أكد أن متابعة المحتوى الرقمي ضرورة شرعية وتقنية، مشيرًا إلى أن مهمة رجال الدين تشمل رعاية وحدة العقيدة والتعليم والإفتاء والإرشاد العام، وكلها تحتاج إلى تأهيل رقمي.

الدكتور عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أشار إلى أن تأهيل المفتي ضرورة عصرية، مع أهمية رفع وعي المستفتي حتى لا يقع فريسة للمحتوى المضلل.

الشيخ هاني عبد الصادق، أمين الفتوى، شدد على أن الفتوى تتطلب فهم السياق والواقع، وهي ميزة لا يمتلكها الذكاء الاصطناعي، منبهًا إلى ضرورة التحقق من الأخبار قبل تبنيها.

الدكتور محمود الطحان، أمين الفتوى، كشف عن وجود نماذج مضللة للذكاء الاصطناعي لا تراعي السياقات العامة، داعيًا لتسليح المفتي بأدوات التحليل والنقد.

اللواء حازم حنفي، خبير الأمن السيبراني، أوضح أن الفتوى لها طبيعة خاصة لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليدها أو القيام بها على الوجه الصحيح.

الورشة اختتمت بتوصيات عملية لتعزيز التفكير النقدي، وإدارة السمعة الرقمية للمفتي والمؤسسات الدينية، وبناء حصانة فكرية أمام خطاب التطرف والمحتوى الموجه، لتظل الفتوى حصنًا للأمة في عالم متغير تحكمه خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز