

محمد عبد الرحمن
استراحة مشاهد ..
نقيب داخل المنافسة
لا أظن أن نقيب الموسيقيين الفنان مصطفى كامل يتعمد إثارة الجدل بتصريحاته اللافتة للانتباه، كما يتوقع الكثيرون، القصة باختصار أن "كامل" الذي يعد أبرز أسماء الأغنية المصرية في التسعينيات لا يزال يخلط بين سلوكيات "النجم" ومهام "النقيب"، أي أنه يتعامل مع زملائه باعتباره الشاعر والملحن والمغني مصطفى كامل أولًا، ثم نقيبًا لهم ثانيًا.
لو أعدنا النظر في كلامه عن الرسالة غير المجاب عنها من الفنانة أنغام – شفاها الله- سندرك باختصار أنه لم يتنازل عن "الندية" التي يتعامل بها أي فنان داخل في منافسة مع أقرانه، فيما منصب النقيب "خدمي" بالأساس، من المفترض على من يتولاه أن يساوي في الاهتمام بين أكبر نجم وأصغر فنان، قاعدة يطبقها بحرص شديد أشرف زكي نقيب الممثلين، وكذلك مسعد فودة نقيب السينمائيين، كما كان يطبقها هاني شاكر سلف مصطفى كامل، رغم أنه أمير الغناء العربي، لكنه قبل أن يخدم زملاءه كما ينص مانفيستو العمل النقابي.
الطرح السابق يدعمه ما يلي؛ غياب صفحة رسمية للنقابة على فيس بوك، طريقة صياغة البيانات التي ربما لا يقرأها أحد قبل نشرها إلا "كامل"، وصمت معظم أعضاء مجلس النقابة؛ حيث "الميكروفون" حصرًا لصاحب "الحب الحقيقي"، وغياب أي دور للجان النقابة، وفي مقدمتها لجنة "الصحة والعلاج"، التي لم تصدر بيانًا واحدًا عن حالة أنغام بما يشير إلى أن النقابة ربما لم تشارك في دفع تكاليف علاجها من الأساس، كل هذه علامات تؤكد أن كامل يريد ممارسة "نجوميته" من خلال المنصب، وهو ما رأيناه أيضًا في أزمة الفنان اللبناني راغب علامة؛ حيث تحوّل الموضوع إلى مناظرة تليفزيونية غير مباشرة بين النقيب وراغب.
العمل النقابي يتطلب "تجردًا" ممن يتصدى له، لا يعني ذلك أنه لا مكان للموهوبين وصناع الفن على مقاعد مجالس النقابات، لكن هناك خيطًا رفيعًا لا يجب قطعه بين النجم والنقابي، خيط نتمنى أن يرتقه سريعا مصطفى كامل فيما تبقى له من سنوات على مقعد نقيب الموسيقيين المصريين.