عاجل
الثلاثاء 26 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
وظيفة اللسان.. ذكر الرحمن

وظيفة اللسان.. ذكر الرحمن

"اللسان" عضو من أهم أعضاء الجسد، فهو نعمة عظيمة أنعم الله بها على الإنسان، كما يلعب دورًا اساسيًا في عملية التواصل والتعبير، وخير دليل على ذلك كثرة وانتشار الأمثال الشعبية عنه في الثقافة العربية، والتي عكست بدورها أهمية دور اللسان في الأمور الحياتية للإنسان، ومن أبرز هذه الأمثال: "لسانك حصانك إن صنته صانك، وإن خنته خانك، مقتل الرجل بين فكيه، حلاوة اللسان عز بلا مال"، وغيرها من الأمثال التي كشفت عن قيمة وفائدة اللسان، بالإضافة إلى وظائفه الحيوية المتعددة.



 

رغم تعدد وظائف اللسان فإن الدور الذي يلعبه في طاعة الله وعبادته، يُعد من أسمى الوظائف أداءً حيث: "قراءة القرآن، نطق الشهادتين، الاستغفار وذكر الرحمن، الكلمة الطيبة، وغيرها من أفعال وطاعات"، بهدف طاعة الله والتقرب إليه والامتثال لأوامره، فذكر الله من أحب الأعمال إلى الله، وهو سبب لنيل رضاه ومحبته، بالإضافة إلى أنه يزيل الهموم والغموم، ويجلب السكينة والطمأنينة للقلب، ويمحو الذنوب والسيئات والخطايا، ويجعل العبد أقرب إلى الله، فضلاً عن أنه حصن حصين يحمي العبد من كيد الشيطان ووساوسه.

نظراً لقيمة اللسان في ذكر الرحمن وردت في ذلك آيات قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة، منها قول الله تعالى في سورة (الأحزاب).."يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيراً" صدق الله العظيم.

كما قال ﷺ: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "ذكر الله تعالى"، وغيرها من أحاديث نبوية استعرضت فضل ذكر الله.

 

إن ذكر الله والكلمة الطيبة من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فيا من تشغل أوقاتك بكلام وحديث لا يفيد، احترس جيداً حتى لا يقع لسانك في زلات وهفوات تقودك وتجرك إلى الوقوع في الذنوب والمشاكل، مثل النميمة، والتنمر، والغيبة وغيرها من سقطات الكلام، فنصيحتي لك ولكل من يغفل قيمة نعمة اللسان، عليك أن تستثمر وظيفة اللسان في ذكر الله وتردد الكلمات الطيبة بينك وبين من حولك، واحرص جيداً على أن يكون ذكر الله خالصاً لوجه الله تعالى، وأن تتحلى بالإخلاص والخشوع والتدبر، علماً بأن رطوبة اللسان بذكر الله والكلام الطيب تجعلنا سعداء في الدنيا والآخرة.

 

ختاماً.. لكي نجني ثمار ذكر الرحمن فعلينا أن نتمعن في قيمة الكلمة الطيبة وما تحمله من سمات كثيرة فهي صدقة كما وصفها رسول الله، كما أن الكلام الطيب يزرع المحبة والألفة داخل النفوس، ويلين القلوب، ويزيل الضغائن والكراهية من داخل صدورنا، فصاحب الكلام الطيب يقدره الجميع، وينصتون له عندما يتحدث، لذا أتمنى أن نستثمر اللسان فنجعله مصدرا وأداة للكلام الطيب، الذي يجب أن يكون نهجنا في كل المعاملات الحياتية والعملية، وعلى كل إنسان أن يحرص على ذكر الله في كل وقت وحين، وأن يتدبر معاني الأذكار التي يقولها، وأن يكون خاشعًا لله، مستشعرًا قربه منه.

 

أخيراً.. فإن الكلام الطيب لا يكلفً جهداً أو مالاً، فأرجو من كل فرد منا أن ينثره على قدر استطاعته، وذلك لما له من أثر طيب على الفرد والمجتمع بأكمله، وتذكر جيداً بأن وظيفة اللسان ذكر الرحمن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز