عاجل
السبت 6 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

مدينة قبطية وجدارية للمسيح.. كشف أثري جديد يعيد رسم ملامح التحول الديني بواحة الخارجة

كشف أثري جديد بعين الخراب يكشف عن مدينة سكنية من العصر القبطي وجدارية نادرة للمسيح
كشف أثري جديد بعين الخراب يكشف عن مدينة سكنية من العصر القبطي وجدارية نادرة للمسيح

في كشف أثري جديد يُعد من أهم الاكتشافات التي شهدتها واحات مصر الغربية مؤخرًا، نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمنطقة عين الخراب بواحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، في الكشف عن بقايا مدينة سكنية ترجع للعصر القبطي المبكر، إلى جانب العثور على جدارية فريدة تجسد السيد المسيح وهو يشفي أحد المرضى.



وصرح شريف فتحي وزير السياحة والآثار، أن هذا الكشف يؤكد ما تتمتع به الحضارة المصرية من تنوع وثراء حضاري في فترات مفصلية من التاريخ، موضحًا أن الاكتشاف يسلط الضوء على مرحلة التحول من الوثنية إلى المسيحية، ويعكس روح التسامح والتعايش الديني والثقافي التي تميزت بها مصر عبر العصور. وأكد الوزير استمرار دعم الوزارة الكامل للبعثات الأثرية العاملة بمختلف المحافظات، مثنيًا على جهود الفرق المصرية التي تسهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الكشف يُلقي الضوء على بداية العصر القبطي في منطقة واحة الخارجة، مشيرًا إلى الأهمية التاريخية والدينية للواحات كحاضنات للأنشطة الاجتماعية والدينية عبر العصور المختلفة.

وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة سهام إسماعيل بحر، مدير عام آثار الخارجة ورئيسة البعثة الأثرية، أن الأعمال الميدانية أسفرت عن الكشف عن مدينة سكنية كاملة، تضم وحدات معمارية مشيدة من الطوب اللبن، بعضها مغطى بالملاط، وتضم غرفًا ومناطق خدمية تحتوي على أفران وأدوات للطهي والتخزين، إلى جانب العثور على حواصل مبنية من الطوب اللبن وأوانٍ فخارية كبيرة مثبتة في الأرض، كانت تُستخدم لحفظ الحبوب والمواد الغذائية.

كما كشفت البعثة عن عدد كبير من القطع الأثرية المتنوعة، شملت مجموعة من الأوستراكات، وقطع فخارية وزجاجية، وأخرى حجرية، بالإضافة إلى دفنات، وجدارية نادرة للسيد المسيح، تُظهره وهو يشفي أحد المرضى، في مشهد يحمل دلالة رمزية وروحانية عالية.

وأشارت الدكتورة سهام إلى أنه تم أيضًا الكشف عن بقايا كنيستين ترجعان لنفس الحقبة، الأولى شُيدت على الطراز البازيليكي من الطوب اللبن، وتضم صالة رئيسية وجناحين يفصل بينهما صفان من الأعمدة المربعة، فضلًا عن وجود مبانٍ خدمية بالجهة الجنوبية منها. أما الكنيسة الثانية، فهي صغيرة الحجم وتخطيطها مستطيل، وتحيط بها بقايا سبعة أعمدة خارجية، وزُينت بعض جدرانها الداخلية بكتابات قبطية، كما تم الكشف بالقرب منها عن مبانٍ خدمية إضافية.

وأضافت أن الموقع يشير إلى تواصل النشاط الإنساني به على مدار عصور متعاقبة، حيث تم إعادة استخدام المباني الرومانية خلال العصر القبطي المبكر، وامتد استخدامها حتى العصر الإسلامي، مما يعكس الأهمية الأثرية الفريدة لمنطقة عين الخراب كإحدى المحطات الحضارية والدينية المهمة في التاريخ المصري القديم والوسيط.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز