ماذا يحدث للأرض إذا انقلبت أقطابها.. هل تشرق الشمس من مغربها؟

فيما يتردد في بعض الكتب المقدسة أن شروق الشمس من المغرب، علامة من علامات قيام الساعة، يذكر خبراء الفلك والجيولوجيا أن المجال المغناطيسي للأرض في حالة تغير دائمة، ويتحرك الشمال المغناطيسي حول نفسه، وكل بضع مئات الآلاف من السنين تنقلب القطبية بحيث تشير البوصلة إلى الجنوب بدلاً من الشمال. 

 

ويشير الخبراء إلى أن قوة المجال المغناطيسي تتغير باستمرار وتظهر حاليًا علامات ضعف كبيرة، مؤكدين أن الحياة على الأرض كانت موجودة منذ مليارات السنين، وخلال تلك الفترة حدثت العديد من الانعكاسات. 

 

ولا توجد علاقة واضحة بين انقراض الحيوانات وتلك الانتكاسات. 

 

وبالمثل، لا ترتبط أنماط الانتكاسات بالتطور البشري.

 

ويبدو أن بعض الحيوانات، مثل الحيتان وبعض الطيور، تستخدم المجال المغناطيسي للأرض للهجرة وتحديد الاتجاه.

وبما أن الانعكاس المغناطيسي الأرضي يستغرق آلاف السنين، فمن الممكن أن يتكيفوا بسهولة مع البيئة المغناطيسية المتغيرة أو يطوروا أساليب مختلفة للملاحة.

ومع ذلك، سيزداد الإشعاع على مستوى الأرض، وتشير بعض التقديرات إلى أن التعرض الإجمالي للإشعاع الكوني سيتضاعف، مما يتسبب في زيادة الوفيات الناجمة عن السرطان.

 

 وصرح البروفيسور ريتشارد هولم قائلاً: "لكن بنسبة ضئيلة فقط"، وأقل بكثير من الاستلقاء على شاطئ فلوريدا ليوم واحد، لذا، إن حدث ذلك، فربما تكون طريقة الحماية هي ارتداء قبعة كبيرة مرنة.

 

ويُشكل انهيار الشبكة الكهربائية بسبب العواصف الشمسية الشديدة خطرًا كبيرًا. 

 

ومع استمرار ضعف المجال المغناطيسي، يُسلّط العلماء الضوء على أهمية أنظمة الطاقة غير المتصلة بالشبكة، والتي تستخدم مصادر الطاقة المتجددة، لحماية الأرض من انقطاع التيار الكهربائي. 

 

وأضافت الدكتورة منى كيسل، وهي عالمة متخصصة في مجال المجال المغناطيسي في وكالة ناسا: "إن الجسيمات المشحونة للغاية يمكن أن يكون لها تأثير ضار على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء".

 

وفي إحدى المناطق، ثمة أدلة على حدوث انقلاب بالفعل. 

وصرح البروفيسور ريتشارد هولم قائلاً: "إن تزايد قوة شذوذ جنوب الأطلسي، وهي منطقة ذات مجال ضعيف فوق البرازيل، يُمثل مشكلة بالفعل". 

 

من الممكن أن يتغير مناخ الأرض أيضًا، إذ وجدت دراسة دنماركية حديثة أن طقس الأرض تأثر بشكل كبير بالمجال المغناطيسي للكوكب.

 

وزعم الخبراء أن التقلبات في عدد الأشعة الكونية التي تضرب الغلاف الجوي تؤدي بشكل مباشر إلى تغيير كمية السحب التي تغطي الكوكب.

 

ويعتقد هنريك سفينسمارك، عالم الطقس في المركز الوطني الفضائي الدنماركي الذي قاد الفريق الذي يقف وراء البحث، أن الكوكب يشهد فترة طبيعية من الغطاء السحابي المنخفض بسبب انخفاض الأشعة الكونية التي تدخل الغلاف الجوي.

ما هو المجال المغناطيسي للأرض؟

المجال المغناطيسي للأرض هو طبقة من الشحنات الكهربائية تحيط بكوكبنا. يحمي هذا المجال الحياة على الأرض لأنه يحرف الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس، والمعروفة باسم "الرياح الشمسية".

 

وبدون هذه الطبقة الواقية، فمن المرجح أن تؤدي هذه الجزيئات إلى إزالة طبقة الأوزون، خط الدفاع الوحيد لدينا ضد الأشعة فوق البنفسجية الضارة. 

يعتقد العلماء أن لب الأرض مسؤول عن تكوين مجالها المغناطيسي.  فعندما يتسرب الحديد المنصهر من لب الأرض الخارجي، يُولّد تيارات حمل حراري.

 تُولّد هذه التيارات تيارات كهربائية تُولّد المجال المغناطيسي.