
خلال 48 ساعة.. مقتل 116 شخصا في الاشتباكات
قوات الجيش السوري تدخل السويداء تحت القصف الإسرائيلي

عادل عبدالمحسن
فيما دخلت قوات الجيش العربي السوري، إلى أحد الأحياء في أطراف مدينة السويداء، والاشتباكات تدور في أطراف المدينة وأيضاً في محيطها، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية استهدفت دبابة تابعة للقوات السورية في السويداء، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
وجاء هذا الاستهداف الجوي في أعقاب دخول أرتال عسكرية كبيرة تابعة للقوات الحكومية إلى المدينة، بالتزامن مع انتشار واسع لعناصرها في مختلف الأحياء. في حين لم ترد معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن وقوع خسائر بشرية.
ويأتي هذا التحرك العسكري في ظل استمرار التوتر الأمني، في حين أشار المرصد السوري في الساعات الماضية إلى بدء القوات الحكومية السورية عملية الدخول إلى مدينة السويداء وسط معلومات تشير عن تقدمها، بالتزامن مع، اندلاع اشتباكات على أطراف المدينة، وقصف مركز يستهدف الأحياء السكنية منذ منتصف ليل الاثنين الثلاثاء.
وسقوط قذائف هاون وعدد من الصواريخ على الأحياء السكنية في مدينة السويداء مصدرها قوات الجيش العربي السوري. هذا القصف يثير قلقا كبيرا بين الأهالي من تكرار سيناريو الساحل السوري ويهدد سلامتهم، حيث بدأ القصف منذ الفجر وحتى اللحظة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية وحجم الأضرار المادية حتى اللحظة.
وليل أمس، شهدت السويداء هدوءا حذرا وتوقف الاشتباكات بين عناصر وزارة الدفاع وعشائر البدو من جهة، والمقاتلين الدروز من جهة أخرى، بعد تمركز قوات وزارة الدفاع والأمن الداخلي في بلدة ولغا بريف السويداء.
وباتت قواتها على بعد 3 كيلومترات عن مركز مدينة السويداء.
وفي سياق ذلك، أسقط بعض المقاتلين الدروز طائرة مسيرة “شاهين”، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية نتيجة اسقاطها.
ولا تزال شخصيات فاعلة من السويداء ترفض تسليم المدينة بقوة السلاح حتى اللحظة، بينما يدعو حفيد الأطرش إلى النفير العام.
وخلال الساعات الفائتة سقطت قذائف مدفعية على مدينة السويداء مصدرها بلدة المليحة الشرقية مكان تواجد عشائر البدو وقوات وزارة الدفاع.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوعز وزير الدفاع السوري في المرحلة الانتقالية إلى كافة الوحدات العاملة الموجودة داخل مدينة السويداء، وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة، على أن يتم الرد فقط على مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من قبل المجموعات الخارجة عن القانون.
وخلال 48 ساعة بلغ عدد قتلى الاشتباكات 116 قتيلا وهم: 64 من أبناء محافظة السويداء بينهم طفلين وسيدتين، و 52 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام ومسلحي البدو.
وخلال الساعات الأخيرة، شهدت مدينة السويداء تطورات ميدانية متسارعة، تمثلت بانسحاب الآليات الثقيلة التابعة للقوات الحكومية السورية من داخل المدينة، وتولي قوى الأمن العام مسؤولية الانتشار في الشوارع الرئيسية، وسط حالة من الهدوء الحذر.
هذا التغيير جاء بعد يومين من اشتباكات عنيفة خلفت عشرات القتلى، ودفعت نحو اتفاق على وقف إطلاق نار، أعلن عنه وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية مؤخراً.
ووفقاً للمصادر، فقد سُجّل انسحاب دبابات ومدرعات كانت قد انتشرت سابقاً داخل المدينة، وذلك في خطوة يبدو أنها تهدف لاحتواء الغضب الشعبي وتخفيف التوتر، بعد أن وُجهت انتقادات واسعة لاستخدام السلاح الثقيل في أحياء مأهولة بالسكان وتسجيل انتهاكات بحق السكان.
وفي المقابل، انتشرت قوى الأمن العام بكثافة في عدد من النقاط الحيوية، وجرى الحديث عن فرض حظر تجوال جزئي في فترات الليل، دون صدور إعلان رسمي بذلك.
وفي هذه الأثناء، وثّقت تسجيلات مصورة ومقاطع نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مشاهد نزوح جماعي لعدد كبير من العائلات من المدينة نحو القرى والبلدات الريفية المجاورة.
وظهرت طوابير طويلة من السيارات المدنية المحملة بالأمتعة والأطفال، في مشهد يعكس حجم الخوف من تجدّد الاشتباكات أو الاعتقالات التعسفية في ظل التغيرات الأمنية المفاجئة.
في حين أشارت المصادر إلى إن بعض العائلات غادرت منازلها دون وجهة واضحة، متوجهة نحو ريف المحافظة الشرقي والغربي. تأتي هذه التطورات عقب مقتل 116 شخصاً خلال 48 ساعة من القتال العنيف الذي اندلعت شرارته إثر حادثة اعتداء تعرض لها شاب من أبناء السويداء على يد مجموعة مسلحة من أبناء العشائر قرب حاجز المسمية، ما أدى إلى سلسلة من عمليات الاحتجاز المتبادل والاشتباكات المسلحة بين الطرفين.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار والتوصل إلى تفاهمات برعاية وجهاء من السويداء، فإن حالة الترقب لا تزال تخيم على المشهد العام، وسط تساؤلات عن مدى التزام الأطراف المتصارعة بالاتفاق، وما إذا كانت هذه الخطوات كافية لاحتواء الغضب الشعبي وضمان الأمن، خاصة في ظل النزوح الكبير وعدم توفر ضمانات حقيقية لعدم تجدّد المواجهات.