الأزهر في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب.. فكرٌ متجدد يواجه التطرف

في حضور فكري وإنساني لافت، جسّد الأزهر الشريف رسالته المتواصلة في مواجهة الفكر المتطرف، من خلال مشاركته المتميزة في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بنسخته العشرين، عبر عشرة إصدارات علمية وفكرية جديدة، قدّم من خلالها طرحًا عميقًا وجريئًا يفضح خطاب الجماعات التكفيرية، ويؤصل لقيم الوسطية والتسامح.

 

لم تقتصر المشاركة على مجرد عرض للكتب، بل جاءت ضمن رؤية استراتيجية متكاملة، تعتمد المواجهة الفكرية كخط دفاع أول ضد التطرف، عبر تحليل دقيق لأخطاره على المجتمعات، محليًّا ودوليًّا، مع إبراز أهمية الفهم الصحيح للنصوص الدينية، وفضح التأويلات المضللة التي تُوظّف الدين لنشر الكراهية والعنف.

 

وشملت الإصدارات المعروضة مزيجًا من الكتب العلمية والتحليلية، أبرزها كتاب "الغلو والتطرف" الصادر عن مجمع البحوث الإسلامية، إضافة إلى باقة مهمة من إصدارات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، مثل:

- صناعة التطرف

- النساء في صفوف التنظيمات المتطرفة

- التطرف الإلكتروني

- ملامح الشخصية المتطرفة

- اليمين المتطرف وخطاب العنصرية

وتمثل هذه العناوين محاولة فكرية رصينة لقراءة الظاهرة من زوايا متعددة: دينية، اجتماعية، نفسية، وثقافية، مع التركيز على الجانب الإنساني الذي يعزّز قيم المواطنة والتعايش والسلام.

 

ولم يتميز جناح الأزهر بإصدارته وأركانه فقط، بل تميز أنه جاء في موقع استراتيجي بجوار القبة السماوية داخل مكتبة الإسكندرية، حيث خُصّصت له مساحة واسعة تضم أركانًا تعليمية وتوعوية موجّهة لجميع الفئات العمرية، في مشهد بصري ينطق برسالة واضحة: لا يُواجه الفكرُ المتطرف إلا بفكرٍ مستنير، ولا يُبنى الوعي إلا على أسس من الأصالة والتجديد.

 

بهذه المشاركة الغنية والمتنوعة، يواصل الأزهر أداء دوره الحضاري الممتد عبر القرون، كمنارة للعلم، وحصن للهوية، وركيزة للسلام المجتمعي، يجمع بين الحكمة والتراث، والانفتاح والمعاصرة.